تقول الأسطورة اليهودية المعروفة إن يهودياً ذهب إلي الحاخام وشكي له من تبرم أسرته بالمسكن الضيق الذي يقيم فيه.. هنا نصحه الحاخام بأن يحضر خنزيراً ويجعله يقيم مع أهله ليحيل حياة الأسرة جحيماً.. وبعد عدة أيام يخرج الخنزير من البيت فتشعر الأسرة بالراحة وبأنها استراحت من كابوس كبير وترضي ببيتها الضيق وتعتبره ميزة كبيرة. وهذا هو جوهر السياسة الإسرائيلية ترتكب الجريمة ويحاول العرب التصدي لها فتتبعها بجريمة أخري لتتركز الأنظار عليها بدلاً من الجريمة الأساسية فقد كان هم العرب تحرير فلسطين كلها وبعد حرب 1967 بات همنا الضفة الغربية وقطاع غزة. وما يحدث في القدس دليل آخر علي ذلك فقد أصبح أقصي ما نطالب به إسرائيل أن توقف انتهاكات للمسجد الأقصي والبطش بالمدافعين عنه من رجال ونساء وتناسي الجميع ضرورة الانسحاب الاسرائيلي من القدس نفسها ووقف تهويدها وكان احتلال القدس بات حقاً مكتسباً لإسرائيل ولا يجب أن يدور حوله النقاش. مطلوب استراتيجية عربية إسلامية تتصدي للحاخام وخنزيره وتمنع إسرائيل من فرض هذه الورقة. وعلينا ألا نعول كثيراً علي المجتمع الدولي لأنه يقف جامداً ومتجاهلاً ما ترتكبه إسرائيل من جرائم وكان آخرها قبل ساعات عندما اعتقلت قوات الاحتلال الفتاة الفلسطينية هديل الهشلمون ثم قتلتها وزعمت أنها كانت تحاول طعن جندي إسرائيلي وكم أصابت قوات الاحتلال من فلسطينيين ومنعت سيارات الاسعاف من الاقتراب منهم حتي قضوا نحبهم ولم يتحرك المجتمع الدولي.