يشير اتفاق الأسري الفلسطينيين الذي تم إبرامه بوساطة مصرية إلي أننا بتنا في حاجة إلي التعامل مع الأمور برؤية شاملة وألا نترك أنفسنا أسري لأسلوب "الحاخام والخنزير" الذي تفرضه إسرائيل علينا. فالتراث الصهيوني يتحدث عن رجل ضاق به بيته ولم تعد أسرته قادرة علي الحياة فيه وهو لا يملك نفقات الانتقال إلي بيت أوسع وعندما طلب المشورة من الحاخام طلب منه ان يأتي بخنزير ليعيش معهم في البيت ويحيل حياة الأسرة جحيماً وبعد عدة أسابيع يطرد الخنزير خارج بيته فيشعر أفراد الأسرة بأن عبئاً ما ثقيلاً انزاح عن كاهلهم ويرضون بما هم فيه. هذه هي سياسية الخنازير التي تتبعها إسرائيل معنا فقد اعتادت ان تقذفنا بين الحين والآخر بخنزير وقبل ان نفرغ منه تكون قد قذفتنا بخنزير آخر ليصبح همنا الأول الخلاص منه وننسي الخنزير السابق ونرضي به. وكان أحدث خنزير يهودي هو إساءة معاملة الأسري الفلسطينيين حتي اضطروا إلي الإضراب عن الطعام وبات المشاكلة ان ننهي إضرابهم ونضمن لهم معاملة معقولة في المعتقلات الإسرائيلية وليس ان نطالب بحقهم في الحرية والخلاص من أسر الم لمجرد انهم يرفضون احتلال وطنهم وحتي لو نالوا حريتهم تل المشكلة الأساسية احتلال وطنهم. أحياناً ما يكون الاعتقال بلا أي مبرر سوي إذلال الفلسطينيين فالاحصائيات تشير إلي ان أكثر من 750 ألف فلسطيني حلوا ضيوفاً علي المعتقلات الإسرائيلية منذ عام 1976 ولا يعقل ان يكون كل هؤلاء قد قاوموا الاحتلال وإنما الأمر نوع من الإذلال لدفعهم إلي الرحيل عن فلسطين. لو تتبعنا تاريخ العدوان الإسرائيلي لوجدنا الكثير من الخنازير اليهودية وكان أول خنزير منها هو قيام إسرائيل نفسها.