كان من المفروض. أن أمسك بالقلم بعد انتهاء مباراة الأهلي والوداد البيضاوي. لأكتب ولكني امتنعت من شدة غيظي وغضبي. وهما حالتان يجب أن يبتعد فيهما الكاتب عن قلمه وورقه. وينشغل بأي شيء آخر. حتي يتخلص من توافد الأفكار الغاضبة والمغتاظة وحتي يستعيد الكاتب هدوءه ومنطقه وأبعاد وأهداف فكرته.. لذلك تأخرت 24 ساعة عن الكتابة في مباراة الأهلي والوداد. والتي انتهت 3/3 بعد سيناريو فاضح لبطل الدوري الذي لم يزل نازلا من منصة التتويج ببطولة الدوري رقم 36 وللمرة السابعة علي التوالي.. وقبل أن اتناول هذا السيناريو الفاضح. انتقل مباشرة إلي خلاصة المقال وهي أن جمهور الاهلي. الذي كان السبب والزخم في بطولة الدوري الأخيرة العصيبة. عاقب فريقه أشد عقاب في مباراة الوداد عندما غاب بإرادة عن مساندة فريقه في بداية المشوار الافريقي. نعم.. لقد غاب هذا الجمهور بإرادته وليس قسرا. لأنني والكثير من زملائي حذرنا ونبهنا من مخاطر انفلات الجماهير وسلوكياتها العنيفة الجديدة علي ملاعبنا خاصة بعد موقعة "الجلابية" ولكن غرور المنفلتين لم تعجبهم تلك التحذيرات. بعد أن تولد لديهم شعور أنهم فوق القانون. بما في ذلك قانون الكاف الذي عاقب الزمالك بشدة. ثم جاء الدور علي الأهلي. لقد صدق الكابتن حسن حمدي. حينما وصف بطولة الدوري هذا الموسم. انها جاءت بقوة جماهيره.. لأن المتداخلين في شئون الفريق يعلمون انه ليس باحسن حالاته وان الشيخوخة ضربت جميع صفوفه وفقدان الثقة الذي تسلل إلي شبابه. وان الفريق بالكاد يقف علي قدميه وراجعوا عدد الاهداف التي هزت شباكه هذا الموسم ورصيده من الاهداف لتعرفوا اين يقف الأهلي بالضبط وان ما تحقق من اجتياز الفارق الضخم مع الزمالك. ثم التفوق عليه باربع نقاط في ختام سباق البطولة يعتبر معجزة حقيقية بطلها جمهور الاهلي بأقدام لاعبيه. ولكن. عندما غاب هذا الجمهور في مباراة الوداد سقطت كل الستر. وانفضح الفريق. الذي يسعي إلي أن يكون بطلا لافريقيا من جديد.. ليست المصيبة في فريق الاهلي ان يتعادل. ولكن في أن تهتز شباكه بثلاثة اهداف في ملعبه.. وايضا ان تصاب شباكه بهدف ضياع الفوز في الدقائق الاخيرة. وهو الفريق الذي اعتاد ذلك أمام خصومه وما أكثر النقاط التي حازها باهداف حاسمة في الدقائق الاخيرة. وكان ذلك الجمهور الساحر ولكن أين هذا الجمهور امام الوداد؟ كان عقابا قاسيا من جمهور الاهلي لفريقه.. وارتد هذا العقاب للجمهور نفسه الذي يشعر حتما بالأسي لهذه النتيجة وذلك الأداء المخزي الذي كشف عورات الفريق امام الجميع بمن فيهم جوزيه نفسه الذي سكت عن فريقه في الدقائق الاخيرة وترك لاعبيه يتمسخرون بالكرة في وسط الملعب. ويديرون الكرة في حلقات باستهتار وكأنهم متقدمون بنصف دستة أهداف.. عليه أن يحاسب نفسه وحسام غالي واينو واحمد السيد ومعوض وعبدالفضيل وهؤلاء هم اصحاب الفضيحة .. أما جمهور الاهلي فقد تعلم درسا هائلا. وعرف ان روح الفريق موجودة في المدرجات وليس في الملعب فقط.