تعلمت هذه العادة السيئة عندما كان عمري 16 سنة واستمررت علي ذلك حتي بلغت عامي ال 48 حيث كنت أدخن من 40 إلي 50 سيجارة في اليوم الواحد ولن أتعرض كثيراً لأضرار التدخين فالجميع يعلم هذه الأضرار وخاصة المدخنين. حاولت عدة مرات الاقلاع عن التدخين وكان آخر هذه المحاولات أثناء تأديتي لمناسك الحج ولكن للأسف باءت هذه المحاولة بالفشل وفور الانتهاء من وقوفي علي عرفات ورمي الجمرات بمني وعودتي إلي مكة قمت بتدخين أول سيجارة وبعدها رجعت ريمة لعادتها القديمة. ما دفعني للاقلاع عن التدخين دون رجعة هو ما حدث ليلة شتاء باردة والجو ممطر وغاب عني النوم وجلست في غرفتي لإنجاز بعض الأعمال وفجأة فرغت مني علبة سجائري وكان لديّ رغبة شديدة في اشعال سيجارة ولم أجد أمامي سوي ان أرتدي بالطو علي ملابس المنزل وخرجت أجوب شوارع بلدتي في الثانية بعد منتصف الليل لشراء علبة سجائر ولن للأسف وجدت كل المحلات مغلقة ولا أبالغ إذا قلت انني بكيت علي حالي وعلي ما وصلت إليه بسبب عادة سيئة تحكمت في عقول البشر. التوقيت 30/12/2014 اتخذت قراري وكنت حازماً وحاسماً فيه ووضعت أمامي الأسباب التي دعتني إلي الاقلاع عن التدخين بداية من الأسباب الصحية نهاية بتجولي بالشوارع للبحث عن علبة سجائر وعشت حياتي بعدها طبيعياً دون اللجوء لأي بديل للسيجارة وكنت أتعمد الجلوس مع أصدقائي وزملائي المدخنين وهم يشعلون السجائر من حولي. لا أكذب عليكم.. في البداية تعبت.. ولكن صمدت وكلما مرت بي الأيام كلما نسيت انني كنت مدخناً وشعرت وكأنني إنسان آخر والأهم من ذلك كله شعوري بأنني قادر علي التحكم في خياراتي. إذا كان لديك رغبة في الاقلاع عن هذه العادة السيئة فوراً ولا تقل سوف أقلل أو أدخن سيجارة واحدة يومياً.. فإن فعلت ذلك فلن تقلع أبداً عن التدخين وسوف تظل أسيراً لهذه السيجارة الملعونة.. تذكر دائماً إيجابيات الاقلاع عن التدخين بصرف النظر عن توفير المال مثل تحسن صحتك والتقليل من تعرضك للأمراض ورائحة السجائر الكريهة وابدأ من جديد فالأمر جد بسيط لو توافرت الإرادة والعزيمة.. للعلم.. يرجع اكتشاف التدخين مع بداية اكتشاف القارة الأمريكية في عام 1492 ميلادية عندما لاحظ "كولومبوس" وجماعته ان سكان قواتشان التي سميت فيما بعد "سان سلفادور" يزرعون نوعاً من النباتات ثم يتجمعون حوله ويستنشقون دخانه بشغف ومتعة وكانت هذه الأوراق هي التي عرفت فيما بعد بالتبغ. لعن الله أمريكا فمنذ نشأتها لم تجن منها الشعوب سوي ما يدمر الإنسان والإنسانية.