بعد رحلة طويلة متعبة من اللف والدوران علي أجهزة الدولة. وافق مجلس الوزراء علي سفر كاتبنا الروائي وأستاذنا الكبير محمد جبريل إلي ألمانيا لاستكمال علاج العمود الفقري الذي أجري له جراحة من قبل. وذلك علي نفقة الدولة دون مرافق. ثم عاود كاتبنا الكبير اللف والدوران للمرة الثانية للحصول علي الموافقة بسفر مرافق. وبعد فترة طويلة من الانتظار صدر القرار بمرافق. لكن المبلغ المقرر للسفر والإقامة وإجراء الجراحة غير كاف. فعاود كاتبنا الكبير اللف والدوران لزيادة المبلغ. ولكن لا حياة لمن تنادي. بل اتصل به مسئول كبير بمجلس الوزراء وطلب منه أن يساهم هو بدفع قيمة المبلغ المطلوب من جيبه الخاص. وأبلغه أن هناك شبابا كثيرين في حاجة للعلاج علي نفقة الدولة. والمعني الموجع والمؤلم واضح جدا. يا سيادة الرئيس لقد تقاعست كل الجهات والمؤسسات الثقافية والصحفية عن مساندة كاتبنا والوقوف بجانبه في علاجه. تقاعست نقابة الصحفيين وتقاعست مؤسسة دار التحرير وتقاعس اتحاد الكتاب بل تقاعست وزارة الثقافة. وأصبح الأمر مرهونا بتدخلك العاجل بعد أن وضع مجلس الوزراء العقدة في المنشار وتوقف سفر كاتبنا الكبير بعد رحلة معاناة للحصول علي الموافقة للعلاج علي نفقة الدولة استمرت أكثر من ثلاثة شهور حتي الآن. وكاتبنا الكبير هو الروائي والكاتب الصحفي محمد جبريل الذي أفني عمره في الكتابة عن مصر. لست في حاجة لأتحدث عن محمد جبريل. لأنه لا يقل قامة عن نجيب محفوظ ويحي حقي. ولا يقل قامة عن أشخاص لا أريد ذكر أسمائهم اهتمت بهم الدولة أشد الاهتمام في علاجهم الذي لم تستغرق إجراءاته سوي ساعات. ولم يطلبوا هم العلاج علي نفقة الدولة. بل كانت المبادرة من مجلس الوزراء تارة أو الرئاسة تارة أخري ولذلك هذا التقصير من الدولة في حق محمد جبريل هو العيب بعينه. وهذا التقصير في علاجه هو السبة في جبين كل المؤسسات الرسمية التي تبرر عدم اهتمامها بضعف الامكانيات بل وتجاهر بالقول بأن هناك شبابا أحق للعلاج علي نفقة الدولة. أتوجه إليك يا سيادة الرئيس لإنقاذ أستاذنا الكبير محمد جبريل الذي خرجت أجيال من بين يديه تعلي قيمة مصر وتحسن التعبير عن صورتها في أعين العالم. وخرجت من بين يديه أجيال من المبدعين الذين أثروا الحياة الثقافية بإبداعاتهم وأثروا الحركة الوطنية في مصربحبهم وانتمائهم ونشاطهم. والله إني لأخجل من قول ذلك لأن الجميع يعرفون ولست في حاجة إلي إعادة ترديده. لكن يبدو أننا في كل مرة من الواجب علينا والضروري أن نتوجه إلي الرئيس ليقول كلمته النافذة لكي تتحرك أجهزة الدولة. وكلي يقين أن توجهي إلي الرئيس والذي يعبر عن رغبة الكثيرين من تلامذة أستاذنا محمد جبريل ستكون له استجابة سريعة.