قضية العدد.. من الجرائم المثيرة التي يكتنفها الغموض وتحيطها الأسرار من كافة جوانبها.. والضحية فيها عجوز في الستين من عمرها.. عثر عليها مشنوقة بحبل معلق في سقف حجرة نومها.. السؤال الكبير الذي ظل معلقاً أمام رجال البحث الجنائي بمديرية أمن الغربية ومازال يبحث عن إجابة.. هو هل الواقعة هي جريمة قتل.. أم مجرد حادث انتحار لعجوز ضاقت بحياتها؟!!! علي الفور أعد مدير إدارة البحث الجنائي بالغربية فريق عمل بقيادة رئيس مباحث المديرية لجمع التحريات اللازمة لكشف الغموض.. والإجابة عن هذا السؤال من خلال المعاينة وتقرير الطب الشرعي وأقوال الجيران. بدأت فصول الكشف عن ملابسات الحادث ببلاغ من أهالي قرية محله زياد إلي مأمور مركز شرطة سمنود باكتشافهم مصرع جارتهم "العجوز".. فأسرع رئيس مباحث المركز إلي مكان البلاغ حيث عثر علي جثة "العجوز" معلقة بحبل في سقف حجرة نومها مرتدية كامل ملابسها. بسؤال الجيران أشاروا إلي أن "المجني عليها" لم تظهر منذ عدة أيام قبل أكتشاف الحادث وبالطرق علي بابها كثيراً لم تستجب لهم.. وعندما بدأت رائحة كريهة تظهر بشقتها قاموا بكسر الباب ليكتشفوا الحادث فأسرعوا بابلاغ مركز الشرطة بالواقعة. كشفت المعاينة الاولية أن أثار العنف بباب الشقة جاء نتيجة أقتحام الجيران للشقة التي كانت موصده.. وليس هناك أثار عنف ظاهرة علي منافذ الشقة.. أيضاً لم يعثر علي أثار بعثره بارجاء الشقة.. مما يشير لعدم وجود ما يشير إلي حدوث واقعة سرقة للشقة. تم إخطار النيابة التي أنتقلت إلي مكان البلاغ واجرت معاينة لموقع الحادث.. وقامت بمناظرة الجثة.. وامرت بنقلها إلي مشرحة النيابة لتوقيع الكشف الطبي لمعرفة أسباب الوفاه وساعة حدوثها والاداة المستخدمة في إحداثها.. وبيان إن كانت هناك أصابات بالجسد من عدمه وأسبابه. كما أنتدبت خبراء المعمل الجنائي لتصوير مكان الحادث والجثة ورفع البصمات من مكان الحادث.. وطلبت سماع أقوال الجيران ومكتشف الحادث عن أي مشاهدات حول الواقعة.. وتكليف المباحث بسرعة التحري عن الواقعة وملابساتها.. لكشف غموض الحادث. أشارت التحريات الاولية أن "العجوز" تقيم بمفردها وانها تبلغ من العمر 58 عاماً ولها أبن يعمل بالخارج.. وأن علاقتها بجيرانها جيده وتتمتع بسمعه حسنه وحب الجيران.. ونادراً ما يزورها أحد من أولادها. راح رجال مباحث الغربية يفحصون علاقات "العجوز" بأهميتها وأسرتها والمترددين عليها.. وفحص إن كانت لها خلافات مع أي من أسرتها أو جيرانها.. وبيان أن كان لها خصومات ثأريه أو خلافات ماليه أو نزاعات حول أراضي أو عقارات أو صراع علي ميراث. لم يستبعد فريق البحث الجنائي أن يكون الحادث مجرد حادث أنتحار لعجوز بلغت الستين من عمرها وتقيم بمفردها.. فراحوا يفحصون حالتها الصحية والتحري عن حالتها النفسية والعصبية وكيفية تعاملها مع جيرانها ومعارضها.. وإن كانت مصابة بحالة اكتئاب نتيجة أقامتها بمفردها.. أو تتسم بمزاج متقلب أو تنتابها حالات عصبية!!! علي مدي أيام وليال طويلة من البحث والتحري بذلتها رجال البحث الجنائي بالغربية كافة الاجتمالات وكل المعلومات التي توافرت بين ايديهم من تحريات وأقوال جيران.. إلا أن كافة المعلومات التي توصلوا إليها لم تقودهم إلي حقائق أو ادله تؤدي لكشف غموض الحادث.. وينتظر فريق البحث تقرير الطب الشرعي الذي يحسم الجدال حول الواقعة ويجيب عن السؤال الكبير هل العجوز انتحرت أم قتلت؟!!! وحتي وصول هذا التقرير تبقي القضية أمام رجال البحث الجنائي مفتوحة ويبقي العمل مستمراً في التحري وجمع المعلومات للوصول إلي شخصية "الجاني" الذي مازال مجهولاً.. حتي الآن!!!