* يسأل السيد حمزة رئيس شعبة المقاولات بالإسكندرية: رجل أقام في مكة عدة أشهر من أي الأماكن يهل بالعمرة متمتعاً إلي الحج؟ ** يجيب الدكتور كمال بربري حسين محمد مدير عام مديرية أوقاف السويس: هذا الرجل يحرم من الحل كما يفعل أهل مكةالمكرمة لأنه أقام بها مدة طويلة كما جاء في سؤال السائل قدرها بعدة أشهر لأن عائشة رضي الله عنها لما ألحت علي النبي صلي الله عليه وسلم أن تعتمر عمرة مفردة بعد أن حجت معه قارنة أمر أخاها عبدالرحمن أن يذهب معها إلي التنعيم لتحرم منه بالعمرة. وهو أقرب ما يكون من الحل إلي مكة. وكان ذلك ليلاً ولو كان الإحرام بالعمرة من مكة أو من أي مكان من الحرم جائزاً لما شق النبي صلي الله عليه وسلم علي نفسه وعلي عائشة وأخيها بأمره أخاها أن يذهب معها إلي التنعيم لتحرم منه بالعمرة. وقد كان ذلك ليلاً وهما علي سفر ويحوجه ذلك إلي انتظارهما ولأذن لها أن تحرم من منزلها معه ببطحاء مكة عملاً بسماحة الشريعة ويسرها. ولأنه ما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثماً فإذا كان إثماً كان أبعد الناس منه وحيث لم يأذن لها في الإحرام بالعمرة من بطحاء مكة دل ذلك علي أن الحرم ليس ميقاتاً للإحرام بالعمرة وكان هذا مخصصاً لحديث: "وقت رسول الله صلي الله عليه وسلم لأهل المدينة ذا الحليفة ولأهل الشام الجحفة ولأهل نجد قرنا ولأهل اليمن يلملم هن لهن ولمن أتي عليهن من غير أهلهن ممن يريد الحج والعمرة ومن كان دون ذلك فمهله من أهل حتي أهل مكة من مكة" رواه الإمام البخاري والإمام مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما. * يسأل إبراهيم الملواني أبو حمو بالإسكندرية: إذا كان الله تعالي يعلم ما في خفايا العبد وقدر عليه كل شيء فلماذا نتضرع إليه سبحانه وتعالي بالدعاء. ** يجيب: الدعاء من أعظم مقامات العبودية وهو شعار الأنبياء والمرسلين والقرآن الكريم فيه من الآيات التي تطالب العبد بأن يتضرع إلي الله سبحانه في كل حالاته قال الله تعالي: "ادعوا ربكم تضرعاً وخفية" وقال سبحانه: "ادعوه خوفاً وطمعاً إن رحمة الله قريب من المحسنين". وقد طلب منا رسول الله صلي الله عليه وسلم أن نلجأ إلي الله في كل أمورنا وقال إن الدعاء ينفع. والدعاء لا ينافي الرضا بالقضاء والقدر فلا تعارض بين علم الله سبحانه وتعالي بما سيكون وبين دعاء العبد وتضرعه لمولاه وطلبه الثواب من ربه. وإذا كان لا ينفع فلماذا جاءت الآيات تحث عليه في القرآن الكريم فعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "لا يغني حذر عن قدر" والدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل وإن البلاء لينزل فيلقاه الدعاء فيعتلجان إلي يوم القيامة. وكان رسول الله صلي الله عليه وسلم يدعو بعد صلاة ركعتي الفجر قال ابن عباس رضي الله عنهما بعثني العباس إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم فلقيته وهو في بيت خالتي ميمونة فقام يصلي من الليل فلما صلي ركعتين قبل صلاة الفجر قال اللهم إني أسألك رحمة من عندك تهدي بها قلبي وتجمع بها شملي وتلملم بها شعثي وترد بها الفتنة وتصلح بها ديني وتحفظ بها غائبي وترفع بها شاهدي وتزكي بها عملي ويقيناً ليس بعده كفر ورحمة أنال بها شرف كرامتك في الدنيا والآخرة اللهم إني أسألك الفوز عند القضاء ومنازل الشهداء وعيش السعداء والنصر علي الأعداء ومرافقة الأنبياء.. إلي أن قال صلي الله عليه وسلم اللهم هذا الدعاء وعليك الاجابة وهذا الجهد وعليك التكلان..... إلي آخر هذا الدعاء. فالدعاء هو مخ العبادة أي أصل العبادة وقد أمرنا الله بعبادته سبحانه وتعالي وبهذا فالدعاء ينفع وهو مطلوب مع الإيمان بالقضاء والقدر.