مازالت القري في محافظة اسوان تحتفظ بالعديد من العادات والتقاليد المرتبطة بالحج الي بيت الله الحرام حيث يبدأ الحاج فور حصوله علي تأشيرة الحج وإنهاء اوراق السفر بزيارة الاشخاص الذين يوجد بينه وبينهم بعض المشاحنات من أجل طلب الصفح والمصالحة. علاوة علي زيارة كبار السن والمرضي الذين لايستطيعون المجيء اليه لتوديعه الي الاراضي المقدسة. يقول محمد الهلاوي من قرية الرمادي قبلي بادفو ان السيدات يتجمعن امام منزل الحاج أو الحاجة قبل السفر بعدة ليال ويرددن اغاني الحج القديمة مثل اغنية "رايحه فين يا حجه بتوبك القطيفة.. رايحة ازور النبي محمد والكعبة الشريفة" و"الباخرة عايمة الباخرة عايمة يلا ياحجة اتعدلي فاضل دقيقة وقايمه" وغيرها من الاغاني التي يزخر بها الفلكلور الصعيدي موضحا ان الحاج يقوم قبل ليلة السفر بتنظيم مأدبة عشاء لاقاربه وأحبابه وفقا لمقدرته المالية واحيانا يتم تأجيل هذه المادبة الي ما بعد العودة من الحجاز. اضاف ابراهيم ان اقارب الحاج يقومون بعمل عدد من اللافتات البيضاء المكتوب عليها الله اكبر او لا اله الا الله.. محمد رسول الله ويقومون برفعها اثناء توديع الحاج من منزله الي محطة السكة الحديد وذلك في موكب بالسيارات او كما تسمي "زفة" ويردد الجميع اغاني الحج. وحديثا يتم وضع اجهزة "دي جي" والسماعات علي سيارات النصف نقل في جو احتفالي رائع يجذب انتباه جميع المارة في الشوارع. اشار الي ان اسرة كل حاج تستعين بمجموعة من الرسامين المتخصصين في جداريات الحج والذين يقومون برسم العديد من الاشكال الفنية ذات الدلالات المختلفة بمعني انه يتم رسم باخرة اذا سافر الحاج بحرا ورسم طائرة اذا سافر الحاج جوا وهكذا علاوة علي رسم الكعبة الشريفة والخيول وكتابة الاحاديث النبوية الخاصة بالحج علي جدران المنازل. اشار الي ان كل حاج يقوم لدي عودته من اداء مراسم الحج بتوزيع الهدايا المختلفة مثل السبحة والطاقية وسجادة الصلاة والعطور علي جميع المهنئين بلا استثناء علاوة علي توزيعه لهدايا اخري لجميع افراد عائلته والمقربين مثل توزيع الجلاليب البيضاء او الاقمشة المختلفة وفي نفس الوقت يقبل الحاج الهدايا المقدمة له من المهنئين والتي تكون عبارة عن طيور او سكر وشاي وعصائر وخلافه. اضاف عبدالكريم العطواني موظف ان العادات القديمة الخاصة بالسفر للحج بدأت تندثر تدريجيا في السنوات الاخيرة بسبب سوء الظروف الاقتصادية وغلاء الاسعار حيث كان كل حاج في الماضي يقوم بتنظيم ليلة كبيرة ويستعين فيها بقارئ ابتهاجا بذهابه للحج ولكن تقلص الوضع حاليا الي تنظيم مأدبة بسيطة للمقربين منه قبل الذهاب للحج مشيرة الي ان كل حاج كان يقوم في السنوات الماضية بتلوين منزله والمنازل المجاورة بالجير الابيض. ووضع الرسومات المختلفة عليها. ولكن يكتفي الحاج حاليا بتلوين واجهة منزله فقط بسبب الظروف المالية.