موجة جديدة من الطقس المميت تهب علي مصر ويبدو أننا شعب ينسي ويتناسي أن شهري يوليو وأغسطس من أشد شهور السنة حرارة وقيظاً ويبدو أيضا اننا نسينا أمثالنا الشعبية التي تتحدث عن الشهور القبطية كمقياس لدرجات الحرارة قبل إنشاء هيئة الارصاد الجوية ورغم أن مصر كانت تتمتع إلي وقت قريب بفصول سنة أربعة. واضحة محددة المعالم. إلا أننا أصبحنا نعيش علي فصلين فقط. وهما الشتاء والصيف شتاء طويل ليس ببرودة أوروبا. وصيف ناري يقترب من صيف الخليج. إلا أن الخليج بما يتمتع من ثروات وإمكانيات أصبح يتغلب علي حرارة الجو بفضل أجهزة التكييف العملاقة والقوية المتواجدة في المساكن والمتاجر والسيارات. ورغم حرارة الجو هناك. إلا أن دبي علي سبيل المثال تحولت إلي مزار عالمي. خاصة في فصل الصيف. حيث يأتيها الزائرون من كل مكان في العالم ويبدو أن هناك ثقافة للتعامل مع فصول السنة يجهلها المصريون رغم التحذيرات المستمرة والنصائح بضرورة أخذ الحيطة والحذر وعدم التعرض لأشعة الشمس المباشرة. وتناول كميات كبيرة من المياه.. عدم الاهتمام بمثل هذه النصائح والتعليمات أدي في النهاية إلي ازدياد حالات الوفاة من ضربات الشمس والتي أثارت مخاوف البعض من أن يكون هناك فيروس قاتل نشط مع حرارة الجو. المشكلة كما ذكرت أننا ننسي السنوات الماضية وارتفاع درجات الحرارة فيها وعدم الأخذ في الاعتبار أن المناخ في العالم كله قد تغير وتحول وان درجات حرارة الأرض ارتفعت في بعض البلدان من أربعة إلي ستة درجات. ونعود إلي امثالنا الشعبية حول شهور السنة ابتداء من شهر طوبة الذي يجعل الشابة كركوبة "عجوز شمطاء" وإلي شهر برهمات الذي تخضر فيه الحقول ويقال عنه "روح الغيط وهات" وانتهاء بشهور الصيف القاتلة الحارة اللزجة في ابيب وبؤنة ومسري حيث يقال "ابيب فيه العنب يطيب" وبؤنة "نقل وتخزين المؤنة" وعن شهر مسري الذي نحن فيه الآن "تجري فيه الميه في كل ترعة عثرة" وأعاننا الله علي الأيام الباقيات من حر الصيف الذي يجب أن نتعامل معه بكل حيطة وحذر.