لا يكفي ان يعلن المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء أن الحكومة تتابع جميع الملفات الخدمية خاصة في الصحة والتعليم والنظافة. ولا يكفي أن نقرأ بالصحف أن مجلس الوزراء قرر المواجهة الحاسمة لمشاكل الصحة والتعليم والنظافة.. لأننا نحتاج إلي إجراءات عملية وفعلية علي أرض الواقع ورؤي يتم تطبيقها وبرامج يتم تنفيذها بدقة في هذه المجالات الثلاثة التي اعتقد أنها الطريق السليم للانطلاق إلي المستقبل بعقول وأجسام سليمة وتم إعدادها بشكل جيد إذا كنا نريد حقا أن نلحق بدول العالم المتقدم وأن نحقق الرفاهية للشعب. كلنا نعلم أحوال المدارس.. فلا تعليم ولا تربية ولا أماكن تصلح للتدريس وإعداد النشء وتأهيله طبقا لأساليب العصر.. ولا رقابة ولا متابعة للعملية الدراسية.. والهم الأول للمدرسين هو الاتفاق علي الدروس الخصوصية والمجموعات خارج المدرسة. الأمر واضح والأزمة ظاهرة وبقي أن تكون لدينا الإرادة لاصلاح هذه الأوضاع المأساوية ووضع مناهج تعليمية سليمة فضلا عن رعاية المواهب وتوفير أدوات تنمية المهارات.. كما كانت المدارس زمان... وفوق هذا وذاك الابتعاد عن سياسة الحفظ والتلقين التي نراها الآن ولا نستطيع مواجهتها. لابد أن نساعد أولادنا علي استعمال عقولهم وتنمية أفكارهم من خلال أساليب تربوية متعارف عليها وكنا نسير عليها لكننا أهملناها خلال عقود ماضية أمام ضغوط أباطرة الدروس الخصوصية وغياب إرادة الإصلاح. والدستور يؤكد أن لكل مواطن الحق في الصحة وفي الرعاية الصحية المتكاملة وفقا لمعايير الجودة.. لكن هل هذا يتم؟ زيارة واحدة لأي مستشفي تابع لوزارة الصحة أو المستشفيات الجامعية كفيل باكتشاف الحقيقة آلاف المرضي يفترشون الأرض بحثا عن العلاج والرعاية الإنسانية والطبية.. وطوابير انتظار في الأمراض الخطيرة التي يحتاج المريض فيها إلي رعاية وأدوية لا طاقة له بها.. فضلا عن الاهمال واللامبالاة من بعض الأطباء نتيجة غياب الردع والزجر.. وسياسة الثواب والعقاب التي باتت ضرورة للاصلاح الفوري.. حتي ولو كانت الامكانات محدودة. أما الشوارع فحدث ولا حرج عن حالتها من أكوام القمامة المنتشرة وتزكم روائحها الأنوف فضلا عما تسببه من مشاكل كثيرة.. رغم أن هذه القمامة ثروة في بلاد أخري. يتم استخراج الطاقة منها وإقامة صناعات كثيرة عليها تدر دخلا علي البلاد التي تفعل ذلك.. لكننا حتي الآن ومنذ سنوات طويلة فاشلون في تدويرها والاستفادة بها.. ونتركها ظاهرة سلبية تسبب لنا الأمراض الصحية والاجتماعية. لذلك أقول شبعنا كلاما وتصريحات.. ونحتاج الآن إلي العمل علي أرض الواقع لاصلاح التعليم والصحة وتحقيق النظافة بالشوارع بعيدا عن ¢الشو الإعلامي¢ الذي رأيناه كثيرا.. ومع ذلك بقي الحال علي ما هو عليه ولا أريد أن أقول إنه يزداد سوءا.. فماذا نحن فاعلون يا حكومة؟