وقفت مديرية التربية والتعليم بكفرالشيخ والإدارات التعليمية التابعة لها عاجزة تماماً عن مواجهة مافيا الدروس الخصوصية داخل المحافظة التي تستنزف جميع موارد الأسرة. واستشرت داخل جميع مدن وقري المحافظة بشكل كبير. وذلك بالرغم من المليارات التي تقوم الدولة بإنفاقها سنوياً علي التعليم في المدارس وطبع الكتب الدراسية. وصرف رواتب ومكافآت المدرسين وخلافه. وبالرغم من الشكاوي الدائمة والمستمرة لأولياء الأمور إلي وزير التعليم والدكتور أسامة حمدي عبدالواحد محافظ كفرالشيخ بخصوص انتشار مافيا الدروس الخصوصية داخل المحافظة بشكل كبير. إلا أن وكيلة الوزارة الجديدة الدكتورة مني مصطفي. لم تعبأ بهذه الشكاوي الصارخة. ولم تأخذها بالجدية الكاملة. ولم تحرك ساكناً.. وتركت الحبل علي الغارب. كما يقولون.. ولم تكلف نفسها ونحن علي أبواب العام الدراسي الجديد بالاجتماع العاجل بمديري الإدارات التعليمية لمواجهة مافيا الدروس الخصوصية وإبلاغ الجهات الأمنية عنهم. مثلما فعل قبل ذلك الدكتور شاكر ندا. وكيل وزارة التعليم السابق بالمحافظة. الذي ظل في منصبه شهراً واحداً فقط. حيث عقد فور مجيئه إلي المحافظة اجتماعاً طارئاً عاجلاً بمديري الإدارات التعليمية والموجهين داخل مبني التطوير التكنولوجي. وطلب منهم الإبلاغ فوراً عن المدرسين الذين يخالفون ضمائرهم ويقومون بفتح مقار علنية للدروس الخصوصية. وإعداد قوائم بهؤلاء المدرسين ومقارهم. والتجريم الفوري لهذا العمل مهما كانت الأسباب. وإعداد قوائم بأسمائهم وتقديمها إلي الجهات التنفيذية والأمنية المختلفة. وبعد قرار الوزير بنقل وكيل الوزارة المفاجئ "عادت ريمة" كما يقولون "إلي عادتها القديمة". وعادت الدروس الخصوصية مرة ثانية بكل قوة دون رقيب ولا حسيب. من أشهر الأماكن التي تنتشر بها مقار الدروس الخصوصية بمدينة كفرالشيخ عاصمة المحافظة. شوارع النبوي المهندس. وإبراهيم المغازي. ومصنع الغزل. وبجوار كلية التربية النوعية.. ووصل الأمر ببعضهم أن وضع لافتات كبيرة فوق البلكونات وواجهات المنازل المختلفة. ووسط الشوارع.. تعلن ببجاحة شديدة عن اسم المدرس ومواعيد الحجز والقبول بأولوية الحجز. ووصل الأمر حالياً إلي قيام هؤلاء المدرسين بالإعلان عن وقف الحجز للمجموعات بعد أن تم الاكتفاء بالأعداد المطلوبة. ويضطر العديد من الأهالي المرغمين علي إعطاء أولادهم دروساً خصوصية. إلي البحث عن واسطة أو معرفة للمدرس الذي أعلن الاكتفاء بالأعداد المطلوبة للموافقة علي الحضور. والانضمام إلي هذه المجموعات. ومنهم من يفشل في ذلك أو ينجح حسب حجم الواسطة لدي المدرس الخصوصي. تفاوتت أسعار المدرسين الخصوصيين داخل المحافظة. فمنهم من يحصل علي الطالب في النقل الإعدادي والثانوية والشهادات الابتدائية والإعدادية والثانوية ما بين 150 أو 100 أو 80 أو 60 أو 50 جنيهاً في المادة الواحدة طيلة الشهر. حسب الاتفاق. هذا بخلاف المذكرات والمتطلبات الأخري. وكل ذلك حسب شهرته. يقول محمد رزق موافي رئيس مركز مستقبلنا لحقوق الإنسان ومن أبناء مدينة بلطيم: لا أعرف السر من الدولة أو وزارة التربية والتعليم عن عدم القيام بالمواجهة الحاسمة والمستمرة لمافيا الدروس الخصوصية داخل المحافظة. وأين التجريم الذي وعدونا به كل مرة لمواجهة هؤلاء؟!! أضاف محمد عطية.. من أبناء قرية متبول. مركز كفرالشيخ: أصبحنا في دوامة شهرية بسبب هذه الدروس الخصوصية التي زادت علي الحد بشكل كبير دون رادع. ونطالب المسئولين بالمراقبة المستمرة لهؤلاء حتي تعود المدارس مرة ثانية محراباً للعلم. كما كانت من قبل. أشار علي سرور. رئيس لجنة مكافحة الفساد بمركز الحامول بكفرالشيخ إلي أنه لابد من وقفة حاسمة وعاجلة من الدولة لوقف واستئصال هذا السرطان الذي يلتهم كل شيء داخل الأسرة البسيطة. فإذا كان لدينا في متوسط كل أسرة طالبين أو ثلاثة أو أربعة. فمن أين نحضر لهم هذه المبالغ لسداد ثمن الدروس الخصوصية؟!!