كان الاعتقاد السائد لدي بعض الزعماء السياسيين أنه لا يوجد شخص ما يرفض أن يكون وزيراً. ويروي محمد علي علوبة باشا الذي شغل منصب وزير الأوقاف سنة 1925 ووزارة المعارف سنة 1936 وقرر بعد ذلك أنه لا يعمل وزيراً.. ولكنه فوجئ صباح أحد أيام شهر ديسمبر سنة 1946 بخبر منشور في الصحف عن تكليف محمود فهمي النقراشي باشا بتشكيل الوزارة الجديدة وفوجئ ايضا بأن اسمه منشور في قائمة التشكيل الوزاري كوزير للأوقاف وكانت مفاجأة حقيقية له إذ لم يخطره أحد بهذا الاختيار بل ولم يفاتحه أحد بأنه مرشح للوزارة. وارتدي ملابسه بسرعة وذهب إلي النقراشي باشا يستوضحه الحقيقة.. وقال النقراشي إنه لم يرشحه بل الترشيح جاء من الملك فاروق وكتب اسمه بخط يد الملك نفسه ورد علوبة باشا بأنه لم يؤخذ رأيه. قال النقراشي لقد تم توقيع المرسوم الملكي في الساعة الواحدة صباحاً ولم يرغب أحد أن يبلغه بالأمر الملكي حتي لا يسبب ازعاجاً له في ذلك الوقت المتأخر وأضاف النقراشي: بصراحة لم يكن هناك من يعتقد أنك لن تعترض لأن الترشيح جاء من مولانا جلالة الملك وأعتقد أن أي شخصية يرشحها الملك لتولي وزارة من الوزارات ستكون محل التقدير ورغم ذلك أكد علوبة باشا في مذكراته أنه اعتذر ورفض أن يحلف اليمين متعللاً بالمرض. وبعد ثورة 23 يوليو كان اختيار الوزراء يتم علي أساس الثقة.. وليست الخبرة.. وعادة كان يتم إبلاغ المرشح تليفونياً باختياره وموعد حلف اليمين ويروي أنه حدث مرة أن اتصلت رئاسة مجلس الوزراء بشخص آخر يحمل اسم المرشح للوزارة وكانت مفاجأة لرئيس الوزراء عندما رأي هذا المرشح الذي لم يكن يعرفه. وبعد ثورة 25 يناير.. كان اختيار الوزراء صعباً إذ اعتذر البعض.. ورحب آخرون ولكن حدث أن رئيس الوزراء الجديد نسي شغل بعض الحقائب الوزارية نتيجة للسرعة.. وفي نفس الوقت لم يستمر بعض الوزراء الجدد في مناصبهم سوي أيام معدودة بعدها استقالوا أو اقيلوا..!!