مر ما يقرب من ثمانية عقود علي استضافة الزعيم النازي ادولف هتلر أوليمبياد 1939 في برلين ومن المفارقات ان تستضيف المدينة نفسها دورة ألعاب مكابي اليهودية أو دورة الأوليمبياد اليهودية التي يكون جميع المشاركين فيها من اليهود والمفارقة الأكبر ان تقام بعض المسابقات علي ملاعب وصالات اقامها النازي. ويتنافس 2100 رياضي يهودي من 39 دولة في أكبر حدث رياضي يهودي تشهده القارة الأوروبية فيما يسمي المتنزه الأوليمبي وهو موقع اقيم لاستضافة الدورة الأوليمبية الحادية عشرة التي كان يهدف هتلر من ورائها للتغطية علي ما تصفه شبكة ان بي سي نيوز الأمريكية ب "ايديولوجيته العنصرية المعادية للسامية" وتقديم المانيا علي انها دولة تتسم بالتسامح واقامة دورة ألعاب مكابي في برلين تمثل مؤشرا بالغ الأهمية بحسب تصريحات اليهودي الألماني ليو فريدمان 69 عاما الذي يأمل في الفوز بميدالية مع فريق بلاده للجولف وقال: نريد تسليط الضوء علي ان الحياة اليهودية جزء من المجتمع الألماني وان اليهود ليسوا منبوذين. وبحسب تصريحاته التي لا تتفق مع الواقع يقول فريدمان الذي شارك لأول مرة في الأوليمبياد اليهودية عندما كان عمره 18 عاما: علمني أبواي ان انظر للأمام وان أكون متسامحا وان اكون ايضا فخورا بميراثي اليهودي وتهدف الدورة كما يزعم منظموها إلي نشر الاحساس بالمساواة والعدالة وتسليط الضوء علي الثقة اليهودية المكتسبة حديثا لدي الجمهور الألماني والأوروبي. وبينما يعتقد انصار اختيار هذا الموقع بالأهمية البالغة للدورة من الناحيتين التاريخية والاجتماعية - السياسية بالنسبة لألمانيا فإن المنظمين يقرون بأنه ليس كل المسئولين اليهود يفضلون اقامتها في هذا المكان التاريخي. اقيم حفل الافتتاح الرسمي يوم الثلاثاء داخل ما يسمي فالدبيهين والتي شهدت منافسات الجمباز في 1936 كما تقام بطولة المبارزة في الكوبلسال حيث فاز اللاعب المجري اندريه كابوس بالميدالية الذهبية للمبارزة الفردية والجماعية في دورة أوليمبياد .1936 علي هامش الحدث يقيم المنظمون برنامجا تعليميا للزائرين الشباب في الفئة العمرية بين 14- 18 سنة يشمل زيارة المعسكر النازي السابق الذي يقال انه كان يتم فيه تجميع اليهود وهذا يجسد الدأب اليهودي علي عدم ترك أي مناسبة دون ان يذرفوا الدموع ويغرسوا في نفوس الشباب فكرة تعرضهم للاضطهاد في المانيا النازية ومدي الظلم التاريخي الذي وقع عليهم. وفي ظل تزايد جرائم معاداة السامية بنسبة 25% مقارنة بالعام الماضي وارتفاع وتيرة العنف من جانب النازيين الجدد ستشهد مدينة برلين إجراءات أمنية مشددة أثناء الدورة التي تستمر حتي الخامس من أغسطس. ويبقي بعد ذلك تساؤل مهم: أليست اقامة دورة خاصة باليهود فقط تمثل فاشية وتعصبا دينيا؟ ثم لماذا لا تكون هناك دورات رياضية خاصة بالدول الاسلامية أو العربية؟ أم ان الأمر في هذه الحالة سيوصف من قبل الغرب بأنه نوع من التعصب؟؟ علي أي حال فقد عاش اليهود وسيطروا علي العالم بأموالهم ووسائل اعلامهم وذهب هتلر إلي حيث ألقت!!