نهر النيل يشطر محافظة أسيوط إلي نصفين حيث يقع 4 مراكز من الجهة الشرقية بداية من البداري جنوبا ثم ساحل سليم ثم الفتح نهاية بأبنوب شمال محافظة أسيوط أمام الجهة الغربية فتقع مدينة أسيوط وهي محافظة الإقليم. بالإضافة إلي مراكز أسيوط ومنفلوط والقوصية وديروط شمالا. وأبوتيج وصدفا والغنايم جنوبا. وهو ما يؤكد أن أهالي المحافظة في رحلة معاناة يومية في التنقل من الشرق للغرب أو العكس من خلال العبارات حيث لا توجد كباري علي النيل سوي في مدينة أسيوط فقط. وتتمثل التنقلات في جميع جوانب الحياة من نقل البضائع والمحاصيل الزراعية كما يحدث في مركز البداري وساحل سليم المشهورين بإنتاج كميات كبيرة من الفاكهة. وكذلك التنقل بين العائلات وذويهم من جهة لأخري ودفن الموتي. وكثيرا ما يحدث مفارقات غريبة ومشاكل عديدة من جراء التنقل بالعبارات النهرية التي كثيرا ما تتعطل. أو يحدث بها ميول عند استغلالها أو المغادرة منها وهو ما أسفر عن كثير من الحوادث إضافة إلي حوادث الغرق التي شهدتها محافظة أسيوط. وتعتبر معدية مركز البداري والتي تربط ما بين مركز البداري بأسيوط ومركز طما بسوهاج. ومعدية ساحل سليم والتي تربط بين مركز ساحل سليم بناحية الشرق ومركز أبوتيج بأسيوط ناحية الغرب. وكذلك معدية أبنوب والتي تربط بين مركز أبنوب بأسيوط ومركز منفلوط بنفس المحافظة من أهم المعديات التي يتم استخدامها بشكل يومي من الساعة الخامسة صباحا وحتي الخامسة مساء علي مدار 12 ساعة متواصلة. "عدسة المساء" رصدت المشاكل التي يعانيها أهالي قرية المعابدة الشرقية وعزبة عطية تحديدا التابعتين لمركز أبنوب واللتين تربطهما عبارة نهرية بمركز ومدينة منفلوط من الجهة الغربية حيث ان أهالي هذه المنطقة يفضلون استقلال العبارة إلي الجهة الغربية حيث تقع مدينة منفلوط التي بها مواصلات متوفرة إضافة إلي السكة الحديد بخلاف الاحتياجات اليومية سواء لشراء المستلزمات المنزلية والكشف عند الأطباء والزيارات المتبادلة بين الأهل والأصحاب وغيرها. وذلك بخلاف الموظفين والطلاب الذين يتنقلون بشكل يومي. ويستقلون تلك العبارة. والتي يلقبها الأهالي ب "المعدية". وفي الغالب والأعم تمثل عبئا شديداً علي الأهالي فيقول خليل محمد من الأهالي موظف بالسكة الحديد من قرية عزبة عطية استقل العبارة النهرية للعبور إلي مدينة منفلوط ثم استقل القطار حيث جهة عملي لمحطة طما بسوهاج. وكذلك العودة بنفس الطريقة ويمثل لي ركوب العبارة رحلة معاناة يومية وإن كانت أوفر أمانا من القوارب الخشبية لأنها كبيرة الحجم وتمثل وسيلة آمنة بعكس القوارب. ولكن كثيرا ما شهدت حوادث ومآسي ونطالب المسئولين بعملية الصيانة الدورية لها. وخاصة أن حوادث العبارات مرعبة وضحاياها كثيرون. بينما تعتبر عبارة مركز ساحل سليم شرقا والتي تربطه بمركز أبوتيج غربا من أهم العبارات. ولا سيما أنها تربط بين مركز تجاري وهو أبوتيج من أكبر المراكز التجارية بالمحافظة. ومركز زراعي وهو ساحل سليم والذي ينتج آلاف الأطنان من الفاكهة مثل المانجو والموالح والرمان والموز علي مدار السنة. وهو ما يستدعي حركة تنقلات يومية بالآلاف بالإضافة إلي عمليات التسوق والتعليم والعمل في المصالح الحكومية بين الجانبين. يقول المهندس محمد عبدالعال مهندس زراعي من ساحل سليم انه كان يستقل المعدية بشكل يومي بسبب ظروف عمله فهو من مركز أبوتيج ويعمل بمركز ساحل سليم. مؤكدا أن معدية أبوتيج هي الأكثر حظا بين المعديات بالمحافظة فقرب المسافة بين ضفتي النيل ووجود معديتان في نفس الوقت يتبادلان نقل الركاب واستمرار عمل المعدية من الخامسة صباحا حتي السابعة وأحيانا الثامنة مساء. كما تستخدم في نقل البضائع ويستقلها الموظفون وطلاب الثانوية من مركز أبوتيج لساحل سليم. ومعدية مركز البداري بأسيوط من الجهة الشرقية. والتي مرساها قرية الهمامية والتي تربط مركز طما بسوهاج. ومرساها يقع علي قرية السكساكة من الجهة الغربية هي من أهم العبارات الأكثر استخداما. ولا سيما أن الحركة التجارية والزراعية كبيرة جدا ولذا كان الربط عن طريق معديتين يستخدمان للتبديل في حالة إنهاك إحداهما في نقل الركاب علي مدار اليوم فتستخدم تلك المعدية عشرات الأهالي من مركز البداري وطما في نفس الوقت. لا سيما منطقة الهمامية بالبداري التي يقع بها مرسي العبارة من ناحية الشرق تخلو من المدارس كما انها تتبع مدينة طما جغرافيا فيضطر التلاميذ بالمرحلة الابتدائية والإعدادية الذهاب لمدارس قرية "السكساكة" بمركز طما وهو ما يعتبر أمراً صعبا للغاية بالنسبة للأطفال الذين يخرجون في الصباح الباكر ويعبرون تلك المساحة من المياه. ويقول هاشم مكي من أولاد مكي بقرية السكساكة ان عائلتنا منقسمة بين العقال القبلي بأسيوط والسكساكة بطما حيث ان العبارة النهرية الموجودة لدينا بمركز البداري هي وسيلة النقل الوحيدة التي تربط بين البداري ومركز طما. ونحن لا نستطيع التسوق إلا من خلال مركز طما بسوهاج. كما أن أبناءنا بالقرية يذهبون يوميا لمدارس قرية السكساكة التابعة لطما. وهناك العديد من المشاكل تقابلهم بشكل يومي منها ان التلاميذ في مرحلة الطفولة وخطر عليهم عبور النيل بمفردهم وهو ما يشكل ضغطا أيضا علي أولياء الأمور. كما انه وسبق أكثر من مرة أن تعطلت العبارة في وسط المياه وظلت متوقفة لفترة حتي تم انتداب مهندس فني ووصل إلي العبارة باللنش ووقتها ذهب أولياء الأمور في المراكب الصغيرة لإنقاذ أبنائهم خوفا علي العبارة من الغرق ولكن كانت المشكلة أيضا في تلك الحمولة التي تقع علي ظهر العبارة من سيارات وعربات كارو وربع نقل وبضائع. حسن جمال عبدالله من سكان جزيرة مجريس التابعة لمركز صدفا يقول: شاء القدر لنا أن أهالي قرية مجريس موزعون في منطقة الجزيرة من الشرق والقرية من الغرب ورحلة التنقل للشخص الواحد قد تتعدد من 5 إلي 10 مرات يوميا وذلك حسب الحاجة والمصالح وعليه فإن استعمال المعدية أمر حتمي لا مفر منه. وإن كانت بها عيوب كثيرة في عمليات التشغيل من حيث الانتظار أو مواعيد العمل إلا أنها تمثل لنا وسيلة مهمة وقد ظلت فترة انخفاض مياه النيل معطلة عن العمل مما جعلنا نعتمد علي القوارب الصغيرة التي تحمل من 10 15 فردا وبها مخاطر كثيرة لذلك نطالب المسئولين بعمل تفتيش دوري وصيانة للعبارات حتي لا نضطر إلي البحث عن وسائل غيرها.