يستخدم العشرات من محافظة أسيوط يوميًا، المعديات النهرية كوسيلة للتنقل، بين ضفتي النهر حيث لا توجد وسيلة أخرى تربط ما بين الشرق والغرب، ورغم أنها الوسيله الوحيدة التي تحمل آلاف الأطنان في الانتقالات يوميًا إلا إنها تخلو من أهم عنصر يتيح للمواطنين فرصة استغلالها كوسيلة تنقل وهو عنصر الأمان، حيث تهالك سطحها، وتوقفها فجأة في عرض المياه لوجود خلل أو عطل فني أو تسببها في موت عشرات الضحايا بسبب ارتفاع الحمولة وضيق استيعابها لجميع المواطنين بمركباتهم المختلفه التي تعلو على سطحها. ورصدت، التحرير، أهم تلك العبّارات وأهم المشاكل المتسببة في سقوط ضحايا جراء التنقل بها. فتحتل عبّارة مركز ساحل سليم شرقًا ومركز أبو تيج غربًا مكانة، وأهمية بين العبّارات، خاصة وأنها تربط بين مركزيين تجاريين، فيُعد مركز أبو تيج من أكبر المراكز التجارية بالمحافظة، الأمر الذي يستدعي زيارة الآلاف له بشكل يومي للتسوق وقضاء الاحتياجات. يقول محمد أمين ، موظف، إنه يستقل المعدية بشكل يومي بسبب ظروف عمله فهو من مركز أبو تيج ويعمل بمركز ساحل سليم، مضيفًا أنه ربما تكون معدية أبو تيج هي الأكثر حظا بين المعديات بالمحافظة، فقرب المسافه بين ضفتي النيل ووجود معديتان في نفس الوقت يتبادلا نقل الركاب واستمرار عمل المعدية من الخامسة صباحًا حتى السابعة وأحيانًا الثامنة مساءً، كما تستخدم في نقل البضائع ويستقلها الموظفين وطلاب الثانوية من مركز أبو تيج لساحل سليم. وفي نفس السياق تعتبر معدية مركز البداري، والتي تربط ما بين مركز البداري بأسيوط ومركز طما بسوهاج، ومعدية ساحل سليم والتي تربط بين مركز ساحل سليم بناحية الشرق ومركز أبو تيج بأسيوط ناحية الغرب، وكذلك معدية أبنوب والتي تربط بين مركز أبنوب بأسيوط ومركز منفلوط بنفس المحافظة من أهم المعديات التي يتم استخامها بشكل يومي من الساعة الخامسة صباحًا وحتى الخامسة مساءً على مدار 12 ساعة متواصلة. ومعدية مركز البداري الأكثر تهالكًا، وتعتبر الأكثر استخدامًا في نفس الوقت، فيقطن على جانبي ضفتي النيل معديتان يستخدمان للتبديل في حالة إنهاك إحداهما في نقل الركاب على مدار اليوم، فتستخدم تلك المعدية عشرات الأهالي من مركز البداري وطما في نفس الوقت. منطقة الهمامية بالبداري، التي يقع بها مرسى العبارة من ناحية الشرق تخلو من المدارس، كما أنها تتبع مدينة طما جغرافيًا، فيضطر التلاميذ بالمرحلة الابتدائية والإعدادية الذهاب لمدارس قرية " السكساكة" بمركز طما وهو ما يعتبر أمر صعبًا للغاية، بالنسبة للأطفال الذين يخرجون في الصباح الباكر ويعبرون تلك المساحة من المياه. ويقول هاني محروس، مدرس، أحد أبناء قرية الهمامية أن العبارة النهرية الموجوده لدينا بمركز البداري هي وسيلة النقل الوحيدة التي تربط بين البداري ومركز طما، ونحن لا نستطيع التسوق إلا من خلال مركز طما بسوهاج، كما أن أبنائنا بالقرية يذهبون يوميًا لمدارس قرية السكساكة التابعة لطما، وهناك العديد من المشاكل تقابلهم بشكل يومي منها أن التلاميذ في مرحلة الطفوله وخطر عليهم عبور النيل بمفردهم، وهو ما يُشكل ضغطًا أيضًا على أولياء الأمور، كما أنه وسبق أكثر من مرة أن تعطلت العبارة في وسط المياه، وظلت متوقفة لفتره حتى تم انتداب مهندس فني ووصل إلى العبارة باللنش، ووقتها ذهب أولياء الأمور في المراكب الصغيره لانقاذ أبنائهم خوفًا على العبارة من الغرق، ولكن كانت المشكلة أيضًا في تلك الحمولة التي تقع على ظهر العبّارة من سيارات وعربات كارو وربع نقل وبضائع. وكانت محافظة سوهاج بدأت في إنشاء الكوبري العلوي، الذي يربط بين طما غربًا والبداري شرقًا إلا أن العمل بالكوبري توقف لفترة زمنية كبيرة، بسبب الأحداث المتتالية التي مرت بها البلاد، ووجّه محروس نداء إلى المسؤولين للتدخل لسرعة إنهاء كوبري طما – البداري، مشيرًا إلى أن إنهاء الكوبري سيحل جميع مشكلات التنقل بالعبارة النهرية وسيخلق المئات من فرص العمل. وتعتبر معدية أبنوب، الأسوأ حظًا بين معديات المحافظة فهي تربط بين مركز منفلوط ومركز أبنوب، وتعتبر من أسوأ العبارات لأسباب عديدة أهمها أن المعدية صغيرة جدًا، وبالتالي فإنها لا يمكنها نقل حمولة كبيرة أو سيارات، كما أنها سجلت العديد من الحوادث خلال الفترة الماضيه أهمها كان في شهر يونيه من العام المنصرم بعد أن لقي أب ونجله وعمه مصرعهم وهم في طريقهم لحفل زفاف، حيث كان قد تلقى اللواء طارق نصر مساعد وزير الداخلية ومدير أمن أسيوط إخطارًا من غرفة عمليات النجدة يُفيد مصرع "احمد-س-ا"طفل 9 سنوات ووالده "س-ا"وعمه "احمد – أ" متأثرين"باسفكسيا" الغرق إثر استقلالهم معدية كانت تقلهم من قرية المعابدة إلى الجانب الآخر من الشاطىء، وذلك لحضور حفل زفاف بمركز منفلوط، وتم بعد ذلك انتشال الثلاث جثث هامدة، وحسب رواية إحدى المدرسات بالمنطقة، فإن تلك المعدية هي الوحيدة التي تربط قرية المعابدة بأبنوب بمركز منفلوط، ولا توجد هناك أي وسيلة تنقل بين المركزين، وأن تلك المعدية يستقلها التلاميذ والطلاب والموظفين في ذهابهم وإيابهم. من جانبه، صرح مصدر مسؤول بمحافظة أسيوط، أن المحافظة تقف على مشكلات العبّارات بشكل مستمر كما أن إدارة العبّارات النهرية تقوم بعمل دوريات مستمره، وإحلال وتجديد وصيانه للعبارات المتهالكه لأخطار الجهه المنوط بها إيقاف العبارات حال ورود شكاوى من المواطنين أو الموظفين تخص الأعطال. أمّا عن الحمولات الزائدة، فأرجع المصدر أن السبب في ثقل الحمولات على العبارة هو السلوك السيء والخاطىء للركاب، وقد تلقينا العديد من البلاغات سابقًا، وتحديدًا من معدية الهمامية بالبداري، بإنه حال قيام العبارة بإغلاق الأبواب ومنع دخول ركاب وحمولات زياده تحدث العديد من المشاجرات بين الركاب والموظفين ويجبرون وقتها الموظفين على فتح الباب مرة أخرى.