* سيدتي : بدأت مشكلتي الحقيقية منذ ثلاث سنوات. عندما خُطبت لشخص غريب في كل شيء وبعد الخطبة وفجأة هجر أبي البيت وتركنا لظروف خارجة عن إرادة الجميع ثم اختفي معه خطيبي هو الآخر وانقطع عن زيارتنا.. وفي هذه الأثناء ومع الأيام تعرفت علي زميلي في المدرسة.. أحبني وبادلته الحب.. لكن بالنظرات فقط فلم يقل لي يوماً أحبك ولم أفعل. انتهينا من الدراسة ثم عملت بمحل بجوار عمله وكنا نلتقي كثيراً يسأل عني ويقلق إذا تغيبت.. لقد غمرني بالحب الذي كنت في أمس الحاجة إليه.. ثم قلت له يوماً وكأننا نتحدث عادياً بأن لي صديقة تحبه ولكنها مخطوبة وكانت صديقتي معي وسمعتني وأنا أقول له هذا الكلام وكأنني أستشيره.. فتطوعت وأخبرته وعندها قفزت السعادة علي وجهه وضاعف من حنان وحبه وغيرته الشديدة علي.. كثيراً ما فكرت أهو الحب.. أم رفق بظروفي. ولكن فجأة وكما أختفي أبي عاد وعاد معه خطيبي الذي كان قد انقطع عنا مع غياب أبي.. عاد يلح ويستعجل الزواج ومع عودتهما.. غاب حبيبي حيث التحق لأداء الخدمة العسكرية ووعدته أن انتظره علي أن يأتي بعد سنتين لخطبتي فعائلته غنية ولن نحتاج للانتظار كي يكون نفسه ويجهز للزواج.. لقد علمني كل شيء جميل وعلمني الصلاة في أوقاتها رفض مقابلتي في الطريق.. لم يحدث أي شيء يغضب الله بيننا.. كل ما هنالك أعطيته صورتي وأعطاني صورته.. المشكلة أنه لا يعلم بأن خطيبي عاد. أنني أود أن أنتظره حتي ينتهي من أداء الخدمة العسكرية وفي نفس الوقت أخشي من المغامرة ورفض أهله.. ماذا أفعل؟ هل انتظره أم أكمل زواجي.. أنني حائرة وفي انتظار ردك فأنا أتمزق بين اختيارين. ** عزيزتي : إن ما تعانيه من حيرة إنما هو حالة من التمزق العاطفي بين أب لم تذكري عنه شيئاً.. لكن مجرد تفكيره أن يوافق علي خطبتك في هذه السن ثم يهجر البيت يعد موقفاً سلبياً.. ثم أنت لم تذكري لنا سبب تركه للبيت وما علاقة هجرانه لكم بهجر خطيبك لك.. وما العلاقة التي ربطت بين عودتهما معاً.. هناك أشياء لم توضيحها لأنك اهتممت في رسالتك بعرض مدي حبك وشغفك بزميل الدراسة ولم تذكري أهم الأشياء والتفاصيل التي من الممكن أن نستعين بها علي فهم الأمور.. ولكن في حدود المتاح من معلومات.. أنت هربت إلي حب زميلك من حالة الهجر التي حدثت وهو هجر مزدوج من الأب والخطيب وهذا ارتباك طبيعي.. فأنت مازلت صغيرة ولا تدركين أشياء كثيرة.. وعلي العموم اعتقد بأنك لم تحبي هذا الشاب زميلك الذي ذهب لأداء الخدمة العسكرية لأنك لو أحببته ما ترددت لحظة في ترك خطيبك وما خفت من الندم ولكنك تريدين أن تتأكدي من حبه ومن موافقة أهله وأنت ممسكة بعصفورك الذي بين يدك "خطيبك" حتي لا يطير وفي هذه الحالة لن تكسبي أياً من الطرفين.. لقد كبرت شيئاً ما ولعلك الآن مختلفة عن ذي قبل فلماذا لا تفكرين بعيداً عن تلك الأحداث.. فكري بصورة مجردة فيي رجلين أحدهما خطيبك الذي هجرك بهجر والدك وعاد بعودته عليك أن تفهمي مبررات ذلك.. فقد يكون هذا الخطيب لا يستحق عناء التفكير في الأمر بهذه الصورة ثم فكري في حبيبك الذي ينتمي إلي عائلة غنية فهو قادر علي سؤالهم وتحديد الموقف ثم إن كان غنياً فلا شيء يعوق الخطبة أو الالتزام الرسمي فلم لا يتقدم الآن وليس بعد العامين!! فكري فأنا أشعر بعدم نضجك للدرجة التي تختارين فيها والدليل خوفك وترددك من الندم لو خسرت خطيبك وانتظرت حبيبك.. فكري أو اتصلي بي لتخبريني بالمزيد من المعلومات وسوف يساعدك الله الذي وهبك نعمة العقل.. استخدميه بدلاً من العاطفة في حسم الأمور حتي لا تفسدي حياتك فالزواج لن ينتهي ولكن هناك فرصاً أخري قد تنتهي منها إنهاء دراسة أعلي وأرفع مما مما وصلت إليه أو تعلم مهارة تحسن لك فرص العمل.. أو ثقافة تنضج عقلك أكثر وتجعلك قادرة علي التمييز بين ما يضر وما ينفع.