هذا العنوان هو ما يريد أن يسأله كل إنسان مصري يعيش علي أرض مصر لنفسه ولا يجد له إجابة في ظل الظروف الصعبة والقاسية التي نمر بها الآن. بعد أن تمادت مسلسلات البلطجية وأصبحوا هم حديثنا الآن في الشارع المصري. هناك سؤال يطرح نفسه علي الساحة عامة إلي أي مدي تسحبنا البلطجة والتعصب؟ هذا سؤال يطرح من نبض كثير من سكان مصر الأبرياء الشرفاء الذين فرض عليهم المجتمع المصري بقيمة أن يفعلوا الأخلاق الحميدة والقيم والمبادئ واحترام القانون ليست هذه ميزات بل فريضة في المجتمع المصري. وليس لهم ذنب أكثر من أنهم بشر يعيشون في مجتمع أصبحت كلمة "بلطجة" تهدد أرواحهم وتضع الرعب في قلوبهم. ليس ذنبهم أنهم تعلموا المبادئ واحترام القانون فهل يعقل ان الدكتور أو المهندس أو المدرس وغيره من جميع المهن المحترمة ان يتعلم البلطجة طبعاً سؤال رده موجود لا يمكن ان يكون كذلك ولكن أصبح الموقف حالياً مختلفاً فمسلسل البلطجة قد غير كثيراً من الموازين لأن هذه الفئة أصبحت مطالبة بحماية أبنائه وأسرته فلابد ان يتجه وينجرف نحو العنف والشراسة حتي يتساير مع كلمة بلطجة وهذا فرض عليه لأنه لابد ان يحمي أسرته والذي فرض عليه ذلك المجتمع فلابد ان نصف معاني هذه الكلمة لأن كلاً منا يكسر إشارة فهو بلطجي.. كل منا يمشي عكس اتجاه فهو بلطجي.. كل منا يضايق جيرانه فهو بلطجي.. إذاً ليست البلطجة هي سلاح أبيض أو غيره فقط. لقد خسرنا الكثير والكثير من تكرار كلمة بلطجة وانتشارها في الشارع المصري بصورة جعلت العالم العربي والغربي ينظر إلينا علي أنها أصبحت سمة داخل بلدنا وأصبحت هناك ضجة من هذا التعبير حتي داخل أطفالنا وشبابنا الأبرياء الذين كانوا لا يعرفون معناها.. لقد دخلت هذه الكلمة بيوتنا وسط أسرة كل منا لكثرة العنف الموجود وأصبح داخل كل منا الرعب داخل قلبه والهلع خوفاً علي أولاده وعلي أسرته وهو داخل سيارته مرهوب ومرعوب وهو داخل منزله مرهوب ومرعوب من هذه الكلمة. تعالوا نلقي الضوء علي مسرح الساحة الداخلية وما فعله هذا اللفظ وما نتج عنه من انهيار السياحة في مصر بعد ان كانت مصر بعد هذه الثورة العظيمة مرشحة لكي تكون من الدول الأولي علي مستوي العالم.. هذا ما فكر فيه شهداء الثورة الذين دفعوا دماءهم من أجل رفعة هذا المجتمع ودفعوا أرواحهم لكي يعيش أبناؤهم وأزواجهم وآباؤهم في رفعة وهناء هذا ما فكر فيه شهداء الثورة ولكن هناك خسائر هذا العام وفي ظل هذه الظروف التي تقف فيها عجلة الإنتاج فهذا كان هو المصدر الرئيسي لمعيشة أحلي الا وهي السياحة المصرية ولكن أيضاً هذا الانهيار كان سببه أيضاً كلمة بلطجة حتي المصدر الذي كان يزيد من دخلنا القومي بعد قناة السويس بسبب البلطجة انهارت السياحة وأصبح معدلها في النازل هل هذا يعقل ونحن نعرف تماماً ان وراء هذا الخراب كلمة بلطجة. هل ما رأيناه في المباريات المصرية التي تنقل إلي جميع العالم وهذا التعصب والخراب الذي يحدث في الممتلكات العامة والتكسير لا تؤثر علي السياحة المصرية التي هي مصدر رزق لكثير من الأسر المصرية. فنحن بأيدينا نقطع علي أنفسنا الخير واضعنا علي أنفسنا استغلال ثورة قامت من أجل رفعة مصر وتطبيق عدالة اجتماعية من أجل مستقبل لأجيالنا القادمة فكيف كل هذا يحقق لنا الهناء والسعادة وكل إنسان منا أصبح مرعوباً من كل شيء فما بالكم للسائح القادم من بلده. مشاعرنا مكبوتة وأصبح كل منا داخله حالة نفسية قاسية لما تمر به هذه البلد العظيمة الآمنة وهذا ذكر في القرآن الكريم. فكل منا مسئول بجميع الفئات عن بناء وإعادة مصر إلي طبيعتها مرة أخري. هناك سؤال يراودني دائماً هل لو أن شهداء ثورة 25 يناير وهم يفكرون في الثورة عرفوا ان دماءهم وأرواحهم سوف تضيع بهذا الوضع هل كانوا قدموا أرواحهم من أجل ذلك. أكيد ما يحدث غير موازين كثيرة داخلنا.. فلابد ان نعيد تأسيس الأمن ونقف وقفة جادة حتي يعود الأمن ولا نضيع في عالم البلطجة. لابد ان تعود الشرطة لكي تحمينا ولا ندع البلطجية يصنعون قانوناً للشرطة حتي نعيش تحت شعارهم وأن نساعد الشرطة علي تنفيذ قوانين التي وضعها علماء القانون والدستور والفقه ونبدأ نقضي علي هذه الكلمة ونري ما سيحدث في مصر لابد ان نراجع أنفسنا في النهاية ونعطي لأنفسنا فرصة مرة أخري لكي نعيش في أمان واستقرار ونسعي لمستقبل مشرق بعد ثورة بيضاء كان أبطالها شهداء دفعوا دماءهم وأرواحهم دفاعاً عن الجميع ومن أجل الجميع لكي تصبح مصر في رفعة وهناء بعيداً عن شعار جديد يدق أجراس الخطر في مصر وهو البلطجة.