ابتليت مصر بوال من أسوأ الناس وأكثرهم خيانة.. اتفق مع زميل له علي رسم خطة انتصار السلطان سليم الأول علي قنصوه الغوري وطومان باي.. ولولا خيانتهما لما وقعت مصر تحت الاستعمار العثماني.. وبعد أن استقر الأمر للسلطان سليم الأول كافأ الخائن الأول خاير بك ومنحه رتبة الباشوية وعينه والياً علي مصر.. أما الخائن الثاني جان بردي الغزالي فقد عينه والياً علي الشام مكافأة له.. وفي شهر رمضان سنة923 هجرية دخل خاير باشا القاهرة ليكون أول وال علي مصر من قبل الدولة العثمانية.. ولينفذ فرمانات سليم الأول وهي ترحيل طوائف من أعيان المصريين ما بين قضاة ونواب قضاة وأكابر من المسلمين والمسيحيين واليهود والتجار والفنيين وذلك إلي اسطنبول ليقيموا بها اقامة اجبارية.. كما تم ترحيل عدد كبير من أرباب الحرف والصناعات والمعمار.. ولم ينس خاير باشا أن يزين لسليم الأول أن يلغي التعامل بالنقود القديمة ويضرب نقوداً جديدة تحمل اسمه ولكنها أخف من القديمة بمقدار الثلث فخسر الناس ثلث أموالهم. ويقول أحمد حسين في كتابه موسوعة تاريخ مصر ان خاير بك.. هو الذي أوعز إلي السلطان بضرورة إعدام طومان باي بعد أن بدا علي السلطان نية الصفح عنه وفي عهد السلطان سليم تمت مكافأة خاير باشا مرة ثانية واستمراره والياً علي مصر.. والحكاية ان زميله الخائن الثاني والي الشام قرر بعد موت السلطان سليم أن يكون هو السلطان ظناً منه ان سليمان شخص ضعيف.. وأراد الاتفاق مع خاير باشا.. لكنه قام بنقل كل تدابير زميله.. إلي السلطان سليمان الذي جهز جيشاً قضي علي الغزالي بك وأعدمه.. وفي سنة 928 هجرية.. شيع المصريون جنازة خاير باشا بكل ألوان اللعنات والدعاء عليه.. وكانت مدة ولايته خمس سنوات وثلاثة أشهر وكانت أسوأ فترة شهدها الشعب المصري وقال الناس عنه بعد موته انه كان ينهض من لحده ليلاً ليستغفر الله علي شروره. ويقول المؤرخ ابن إياس انه فوق خيانته كان جباراً عنيداً سفاكاً للدماء قتل أثناء مدة ولايته أعداداً كبيرة من البشر وكان يقتل لأوهن الأسباب حتي انه قتل مرة شخصاً سرق خياراً. عند وفاته كان في خزانته أموال طائلة تزيد علي 600 ألف دينار ذهب بخلاف ما كان في بيت المال.. وبالرغم من ثرائه الفاحش كان شحيحاً لا يعطي المرتبات بدعوي عدم وجود المال.. !!