رحم الله أبطالنا الذين استشهدوا في الهجوم الإرهابي علي الأكمنة الأمنية في سيناء يوم الأربعاء الماضي.. وعزاؤنا فيهم أنهم أدوا واجبهم تجاه وطنهم فداء له. وإخماد مخطط الإرهابيين الذين حاولوا أن يظهروا للعالم أنهم استولوا علي سيناء وحولوها إلي ولاية. عشرون شهيداً بينهم أربعة ضباط و16 مجنداً كانوا في عنفوان شبابهم وحيويتهم.. لم يبخلوا بدمائهم الذكية لتكون هذه الدماء الشعلة التي اكتوي بنارها الإرهابيون.. وفي مقابل هؤلاء قدر الخبراء أن خسائرهم بلغت أكثر من 120 قتيلاً مصيرهم جهنم وبئس القرار. كانت معركة حياة أو موت بالنسبة لقواتنا المسلحة ورجال الشرطة تابعها القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي الفريق أول صدقي صبحي وأشرف بنفسه علي العمليات التي قاومت الهجوم الإرهابي وأرسل الإمدادات اللازمة للمعاونة وأصدر التعليمات لقيادة القوات الجوية بحسم المعركة في أقصر وقت. في هذه العملية لقنت قواتنا المسلحة كل تنظيم تكفيري علي أرض سيناء درساً لن ينسوه.. وإذا كان قد استشهد من بين قواتنا عشرون بطلاً فإن قواتنا أوقعت بهم ما لا يقل عن 20 ارهابياً تناثرت جثثهم في أرض المعركة بخلاف الجثة التي حملها معهم الارهابيون وقت فرارهم. السؤال هنا: هل ستكون هذه العلقة القاسية المميتة للإرهابيين آخر نشاطاتهم علي أرض سيناء؟! أم أنهم سيتجمعون مرة أخري ويعاودون الكرة مرة بعد مرة؟! أجهزتنا الأمنية قالت إن وراء هؤلاء الإرهابيين دولاً ومخابرات وأموالاً وأسلحة حديثة يمدونهم بها.. وهذه الدول تريد إلحاق الضرر بمصر وجيش مصر ومصممة علي تحقيق الحلم المستحيل باحتلال شمال سيناء ليقولوا للعالم: ها نحن أجهدنا مصر وجيش مصر وحققنا ما كنا نحلم به!! لكن هيهات.. وألف هيهات.. جنودنا أبطالنا يقظون باستمرار.. وسيقولون لهؤلاء الإرهابيين "إن عدتم عدنا" وسيخاطبهم رب العزة بقوله: "وجعلنا جهنم للكافرين حصيدا". نحن متأكدون أن قواتنا قامت بتغيير تكتيكاتها بعد هذه الهجمة الإرهابية ولو حاولوا مرة أخري سوف يذوقون العذاب ضعفين.. بل أضعافاً مضاعفة.. وسوف نسقيهم إن شاء الله كأس العلقم. المخططون والممولون والمنفذون للإرهاب لا شك أنهم سيحاولون إعادة نشاطاتهم الإجرامية.. وطالما تنظيم داعش موجوداً في العراق وسوريا وليبيا يحاول أن يمد نفوذه في تونس ومصر فإن محاولاته لن تهدأ.. وربما يعد في المرة القادمة بأعداد مضاعفة وبتسليح أقوي وأحدث وبتكتيكات مخابراتية ملتوية!! ولم لا؟! وقد عرفنا أن وراءهم دولاً وأجهزة مخابرات تريد الإضرار بمصر.. من هنا فإننا نناشد قواتنا في سيناء أن تكون علي أهبة الاستعداد علي مدي 24 ساعة يومياً ولابد أن نمدها بالأسلحة الحديثة المناسبة بعد أن يتم تدريبهم عليها جيداً وتكون قادرة علي صعق الارهابيين وتشتيت شملهم ودحرهم. أقول مرة أخري.. وأقولها مرات عديدة احذروا غدر الإرهابيين.. واحذروا الأوقات التي يختارونها سواء من خلال اليوم أو من خلال ساعة الهجوم.. وكونوا علي أهبة الاستعداد لملاقاتهم وإنزال هزيمة نهائية بهم!! بسم الله الرحمن الرحيم "والله غالب علي أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون" صدق الله العظيم.