ما حدث بالأمس ويحدث حالياً في سيناء أصبح حرباً منظمة بين قواتنا المسلحة والجماعات الإرهابية التي تتخذ في هجماتها توقيتات مفاجئة لشن غاراتها مستهدفة نحو 20 كميناً في شمال سيناء.. وتستخدم أسلحة حديثة بما فيها أسلحة مضادة للطائرات.. وتعتمد إلي جانب ذلك علي أسلوب الكر والفر!! إنني أغار علي قواتنا المسلحة غيرتي علي نفسي وأولادي.. فهم أبناؤنا وأخوتنا وأحبابنا وحراس بلدنا.. ومن هنا فإنني أخاف عليهم أن يؤخذوا علي غرة ويفاجئهم الإرهابيون في أوقات لا يتوقعونها.. الأمر الذي يؤدي إلي وقوع خسائر بينهم. قالت أنباء إن الإرهابيين فاجأوا قواتنا بالهجوم علي الكمائن والأقسام بشمال سيناء في اليوم الأول من شهر يوليو في السادسة صباحاً.. ونحن في شهر رمضان.. حيث يكون الناس -وليس الجنود وحدهم- في حالة استرخاء بعد صيام الأمس والاستعداد لصيام اليوم. ومعروف أننا جميعاً توقعنا هجمات الإرهابيين في 30 يونيو.. وهو اليوم الذي ثار فيه الشعب علي حكم الإخوان وأسقطوه.. لكن في نفس اليوم لم تحدث مفاجأة من الإرهابيين وانتظروا لليوم الثاني.. وهو الأول من شهر يوليو ليشنوا هذا الهجوم الغادر والمتزامن في نفس الوقت علي المواقع العسكرية والشرطية التي استهدفوها.. لكنها والحمد لله فشلت بفضل تصدي قواتنا المسلحة لهم واقتصر إرهابهم علي 5 أكمنة فقط. ونحن نقول: لماذا لم نكن علي نفس درجة الاستعداد في اليوم السابق عليه؟!.. ولماذا لم نتوقع أن يبدأ الإرهابيون هجومهم في السادسة صباحاً؟! هذه الأسئلة تحتاج إلي تفسير لعلنا نكون مخطئين في هذا التحليل.. خاصة أن هناك 17 من الشهداء من جنودنا وضباطنا الذين راحوا ضحية هذا الغدر.. وعند كتابة هذا المقال كانت الاشتباكات مازالت مستمرة في سيناء!! نعم.. الإرهابيون يتحصنون في بيوت أهل سيناء ورغماً عن أصحاب هذه البيوت.. والدليل أن صاحب بيت اعترضهم وهم يصعدون فوق منزله.. فما كان منهم إلا أن قتلوه!!.. وقواتنا في هذه الحالة لن تهدم البيت علي من فيه من السكان. أعلم أن القوات المسلحة أعلنت حالة الاستنفار الكامل.. وهي الآن تهاجم بشراسة الإرهابيين والبؤر التي يتحصنون بها وتدمر كل الأسلحة والمعدات وأوقعت بهم خسائر أعتقد أنها ستكون حاسمة في إنهاء هذا الإرهاب الممول من دول كثيرة مادياً ولوجستياً. مرة أخري أعود وأنادي كما ناديت من قبل.. لماذا لا تستدعي القوات المسلحة قوات الاحتياط وتعيد تدريبهم في فترات قصيرة وتنشر هذه القوات.. بحيث تغطي شمال سيناء بالكامل وتحصن وجودها وتنشط أجهزة مخابراتنا لملاحقة هؤلاء الإرهابيين في كل مكان؟! هذا الإرهاب المدعوم من جهات ودول كثيرة لن يثنيه عن أهدافه الخبيثة معركة خسرها لكنه سيتواصل وسوف نفاجأ بدخول أعداد من الإرهابيين مدججين بسلاح حديث. لكن الله الذي حفظ مصر علي الدوام ووصفها بأنها "بلد آمن" سيرد كيد الخائنين إلي نحورهم.. "إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم" صدق الله العظيم.