دخل الملك الصالح طلائع بن رزيك مدينة القاهرة في شهر رمضان سنة 549 هجرية وهو يرتدي الملابس السوداء حداداً علي من ماتوا في أعقاب مقتل الخليفة الظافر بأمر الله وكان عمره في ذلك الوقت 21 عاماً تقريباً.. وقد أثار مقتله أهالي القاهرة وقاموا بمظاهرات وأعمال فوضي ومعارك طاحنة سقط بعدها قتلي وضحايا كثيرون.. وقام بعض النساء بقص شعورهن وإرسالها إلي الأمير طلائع بن رزيك وكان حاكماً لإقليم الاشمونين بالمنيا.. مطالبات بانقاذهن من هذه الفوضي وتولي شئون الخلافة.. ويعتبر إرسال شعر المرأة هي أقصي ما يمكن أن تلجأ إليه النساء المسلمات للاستغاثة.. وعندما تسلم الشعر وضعه علي رأس الرمح وذهب إلي القاهرة حيث استولي علي القصر ونزل جنوده إلي الشارع وأعادوا الاستقرار والأمن للبلاد ومعاقبة الجناة الذين قتلوا الخليفة وتخلص من المناوئين والرافضين له. والواقع كما ذكر الدكتور حسن إبراهيم في كتابه الدولة الفاطمية إن مصر كانت في حاجة إلي مثل ابن رزيك لكي تستقيم الأمور ويقضي علي الفوضي.. وبمجرد أن استقرت الأوضاع أمر الملك طلائع بإخراج جثمان الخليفة الظافر وتشييع جنازته في موكب مهيب وشارك في هذا الموكب نحو 50 ألف جندي من مختلف الجنسيات. يقال عن الصالح ابن رزيك أنه كان أديباً محباً للأدب والشعر وكان يعقد دوماً مجالس للأدب وأهل العلم.. وكان قوي الشكيمة حاسما في اتخاذ القرار. التزم ابن رزيك طوال حياته بأن يرسل كل عام إلي الأهل في الحرمين كميات كبيرة من المؤن والكسوة. وفي يوم الاثنين 19 رمضان سنة 556 هجرية حدث تآمر عليه من صهره "زوج ابنته" الخليفة القاصد ولقد كان لمقتله ضجة في القاهرة إذ ثار الناس بعد أن انتشرت الشائعات والاتهامات التي وجهت إلي الخليفة القاصد لدين الله زوج ابنة ابن رزيك. يقول المؤرخون إن الصالح ابن رزيك استبد بالامور كلها ثم أصبح نهماً في جمع الأموال حتي وصل به الأمر إلي بيع الولايات والأقاليم للأمراء وجعل لكل ولاية سعراً محدداً وذلك علي مدة الولاية التي لا تزيد علي ستة أشهر.