بالرغم من محاولة شباب الإسكندرية لانجاح أطول مائدة بالعالم بطول 3 كيلو مترات والتي أقيمت علي كورنيش الإسكندرية إبتداء من سان استيفانو وامتدت حتي سيدي جابر لتسجيلها ضمن موسوعة جينيس العالمية للأرقام القياسية وتصنيفها بأطول مائدة بالعالم. إلا أن حالة الهرج والمرج كانت لها السيادة في الحدث العالمي بسبب الفوضي وسوء التنظيم وانتشار الباعة الجائلين حاملين كافة أنواع السلع من الخبز وغزل البنات والمثلجات والعصائر الرمضانية. ومن المشاهد غير الحضارية قدوم أبناء المناطق الشعبية والريفية مستقلين عربات الكارو والتوك توك. أما الكارثة فكانت في المشاجرات علي المقاعد ووجبات الافطار التي لم تكف الأعداد الكبيرة التي جاءت من مختلف أحياء المحافظة للمشاركة ومنهم من لا يجد كوب ماء بعد ساعات الصيام الطويلة. العديد من الافراد افترشوا الرصيف لعدم وجود مقاعد لهم. قام العديد من الشباب والاسر التي ظنت أن المائدة للاستعراض العالمي بمغادرة المائدة بعد التقاطهم الصور السيلفي وذلك بعد هجوم أبناء المناطق الشعبية والعشوائيات والمتسولين الجائعين علي عربات توزيع وجبات الافطار. أسفر الهجوم والصراع علي الوجبات عن وقوع العديد من الاشتباكات والتي كانت تشبه ثورة الجياع. حيث تم التعدي علي مندوبي المطاعم التي تقوم بتوزيع الوجبات وسرقة الوجبات التي توجد بالسيارات. كان من عيوب التنظيم عدم وجود الوجبات علي الطاولات. وكان مطعم يقوم بإرسال سيارة نقل تقف أمام الطاولات ويتجمع حولها المفطرون للحصول علي وجباتهم بشكل مهين. علي الرغم من مجهود الشباب السكندري لوضع المقاعد والطاولات إلا أنها باءت بالفشل لسوء التنظيم بالمائدة. تعرض هاني المسيري محافظ الإسكندرية لتكدس المواطنين الذين لا يستطيعون الوصول إليه حوله فور وصوله للمائدة وكل منهم كان يحمل شكوي ولكن الأمن المرافق له قام بإبعاد الأفراد عنه إلا أنه استقل سيارته وغادر المائدة. عقب انتهاء المائدة قامت مجموعة من الأفراد بالهتافات ضد محافظ الإسكندرية بعد أن شعروا بخداعه لهم وعدم توفير وجبات الافطار. كما قام بعض الأفراد بتحطيم وتهشيم المقاعد والطاولات اعتراضا علي سوءالتنظيم بالمائدة. المساء الأسبوعية استطلعت آراء المشاركين. يقول حسن مسعود موظف من سكان منطقة الإبراهيمية فوجئنا بمجموعة من الاشخاص يسيرون ومعهم وحدة قياس أشبه بالعجلة وتتحرك باليد وقيل لنا أنها بعثة موسوعة جينيس وهو ما أثار سخريتنا جميعا للطريقة التي يتم بها القياس. مشيراً إلي أنه ما معني أننا نقوم بوضع مجموعة من الطاولات وندخل بها موسوعة عالمية وكان من الأولي من وضع الطاولات هو إفطار الصائمين الذين جاءوا ولم يجدوا طعامهم ومن حصل علي وجبة حصل عليها بشكل مهين وغير آدمي. تضيف عفت حسن 18 سنة: جئت من منطقة العوايد مع اثنين من صديقاتي بعد الانتهاء من الامتحانات لقضاء يوم جيد. ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن فلقد تعرضنا للكثير من المضايقات سواء بسبب سوء التنظيم أو كثرة البلطجية بالمائدة أو لإنعدام المقاعد وتوافر وجبات الافطار. يسري محمود موظف: إنه أكبر تجمع للبلطجة والمتسولين وليس حدث أكبر مائدة في العالم حيث كان الحدث أشبه بثورة الجياع عندما تأتي سيارات الوجبات ويتسارع الافراد والتشاجر للحصول علي وجبة أو زجاجة مياه. مشيراً إلي أنه لم يتوقع هذه الفوضي في حدث روجت له المحافظة بأنه حدث عالمي لافتاً أنه جاء بصحبة زوجته وأطفاله الاثنين للمشاركة في الحدث ولكننا لم نجد مكاناً للجلوس أو طعاماً للإفطار ولولا أن زوجتي كانت تحمل عصيراً لأطفالنا الصغار لكنا واصلنا صيامنا إلي أن عدنا للمنزل. إيمان عمر جئت بصحبة زوجي وأطفالي من منطقة العصافرة ولكننا لم نحصل علي وجبات لقلة أعداد الوجبات بالمائدة. مشيرة إلي أنه خلال مشاركتها في ثورة 30 يونيو كانت قد قامت بحمل وجبة الافطار معها وتناولتها في ميدان سيدي جابر إلا أن المحافظ أعلن عن توفير وجبات الافطار والتي لم نجدها وكان من الافضل عدم الإعلان بذلك وقام كل منا بحمل وجبته معه من المنزل لتناولها بالحدث العالمي.