عن أنس قال: بينما رسول الله - صلي الله عليه وسلم - يمشي استقبله شاب من الأنصار فقال له: كيف أصبحت يا حارثة؟ قال: أصبحت مؤمنا بالله حقا.. قال: انظر ما تقول فإن لكل قول حقيقة.. قال: يا رسول الله عزفت نفسي عن الدنيا فأسهرت ليلي. وأظمأت نهاري. وكأني بعرش ربي بارزا. وكأنني أنظر إلي أهل الجنة يتزاورون فيها. وكأني أنظر إلي أهل النار يتعاوون فيها. قال عليه الصلاة والسلام: انصرف فالزم. عبد نور الله الإيمان في قلبه.. فقال يا رسول الله ادع الله لي بالشهادة قال: فدعا له رسول الله - صلي الله عليه وسلم - فنودي يوما في الخيل فكان أول فارس ركب وأول فارس استشهد.. فبلغ ذلك أمه.. فجاءت رسول الله -صلي الله عليه وسلم - فقالت: يا رسول الله إن يكن في الجن لم أبك عليه ولكن أحزن وإن يكن في النار بكيت ما عشت في دار الدنيا فقال: يا أم حارثة انها ليست بجنة ولكنها جنان والحارث في الفردوس الأعلي فرجعت وهي تضحك وتقول: "بخ بخ يا حارثة".