قبل الهجوم علي برجي التجارة العالمي في نيويورك 2001 كانت هناك مجموعة من الأفلام والأعمال التليفزيونية في مرحلة الانتاج. وكانت تتشابه بدرجة كبيرة مع ما جري من أحداث في 11/9. جميع هذه الأعمال اعتمدت علي حبكات تضم هجمات إرهابية علي مركز التجارة العالمي!! والإرهابيون يعتمدون في هجماتهم علي طائرات وركاب جامبو تصطدم وتدمر برجي التجارة! لم يكن الحدث الرهيب قد تم ولن تكن الأفلام والأعمال التليفزيونية انتهي العمل منها. وهذه الأفلام والأعمال التليفزيونية كانت تضم ضمن طاقم الممثلين بعض النجوم المشاهير وكانت تنتج لحساب بعض شركات الانتاج الأمريكية الكبري مثل سي بي سي وفوكس للقرن العشرين بالاضافة الي وجود عدد من العاملين في المؤسسة العسكرية وآخرين من الوكلاء الحكوميين للمساعدة في تطوير الخطوط القصصية التي تتضمنها. وليس من المدهش أن هذه الأفلام والأعمال التليفزيونية لم تكتمل بعد 11 سبتمبر. فقد تم إلغاء بعضها والبعض الآخر أعيدت كتابته من جديد لإزالة أي تشابه مع أحداث 11 سبتمبر التي وقعت قبل اكتمالها. إن وجود هذه الأعمال في أقل تقدير تكفي لمحو أي ادعاءات بأن أحداث سبتمبر كانت مفاجئة. أو لم تكن معروفة. وهو أمر يستدعي التفكير أن هذه الأعمال لا تخدم أغراضاً شريرة لترتبط بأحداث 11 سبتمبر 2001. علي الرغم من عدم معرفة معظم الناس العاملين فيها. هذه السطور جاءت ضمن مقالة مطولة نشرت عام 2013.. تلقي الضوء علي عدة أفلام وأعمال درامية تليفزيونية كانت قيد الانتاج في توقيت قريب جداً من هجمات سبتمبر وكلها تضم علي نحو ملحوظ الكثير من المشاهد والأحداث الشبيهة لما جري في ذلك اليوم. وقد حظيت كلها بقدر كبير من الاهتمام بعد 11 سبتمبر وذلك بسبب التشابه الكبير بينها وبين الهجمات الإرهابية علي برجي التجارة ومبني البنتاجون. وقد علقت مجلة "النيوزويك" علي هذا العدد من الأعمال التي تناولت الهجمات الإرهابية حتي قبل حدوثها بأن الإرهاب إما يمثل هاجساً ملحاً في الثقافة الأمريكية حتي قبل سبتمبر 2001. أو ربما كانت هناك دوافع أكثر شراً وراء انتاج هذا العدد من الأعمال التي تتناول الإرهاب والتي لم تظهر بعد وقوع الهجمات. وقد برر العاملون في هذه الأعمال بأن الأحداث الإرهابية التي تضمنها مجرد مصادفة! ومن أكثر الأفلام التي أثارت الدهشة علي نحو خاص فيلم بعنوان "نزيف الأنف" "Nosebleed) الذي يعتمد علي حبكة قصصية تتناول هجوماً إرهابياً بالقنابل علي برجي التجارة وكان المفترض ان يؤدي البطولة النجم الآسيوي بل الكونغ فو جاكي جان ويلعب دور عامل نظافة لنوافذ البرج الشمالي. وهو الذي يكتشف المؤامرة ويحاول القضاء علي الإرهابيين. قصة الفيلم كتبها ستيوارت زكيرمان وريفن ماتزنر عام 1999 ثم طورها بعد ذلك لتضم خيطاً يتناول خطة الإرهابيين الذين تسببوا في انهيار البرجين وبنفس الأسلوب الذي جري في 11 سبتمبر مع جملة حوار علي لسان أحدهم تقول "إن البرجين يمثلان الرأسمالية. يمثلان الحرية. وكل ما تعنيه أمريكا. وانهيارهما سيجعل أمريكا تركع". وكان من المفترض ان يكون الفيلم من الانتاج الضخم بتكلفة ما بين 50-60 مليون دولار حسب ما نشرته مجلة "فارايتي" الأمريكية في عدد مايو 2000 وكان من المفترض أيضاً ان يقوم باخراج الفيلم ريني هارلين مخرج أفلام "داي هارد 2" و"قبلة الوداع الطويلة". فيلم آخر يصور بالتحديد بعض ما جري في ذلك اليوم التاريخي بعنوان "حتي يفرقنا الموت" وهو عمل كوميدي كان سيؤدي بطولته الممثل الكوميدي المعروف بيلي كريستال مع مايكل دوجلاس. وقصة الفيلم حسب ما نشرته مجلة "نيوزداي" عن والدين يربط بينهما سريعاً زواج ابن الأول بابنة الثاني أو العكس. والأحداث تدور في شرفة مطعم في أعلي مبني مركز التجارة العالمي. ويتضمن مشهداً إرهابياً يتشابه الي حد كبير مع ما جري ولكن هذا المشهد تم تغييره بعد إعادة كتابة الفيلم. والفيلم من انتاج شركة وارنر برازرس وفرانشايز بكتشر. وفي نفس التوقيت كانت شركة إن بي سي "NBC" تخطط لانتاج دراما تليفزيونية تتناول هجمات إرهابية تشنها القاعدة علي مدينةنيويورك وقد خصصت ميزانية ضخمة لهذة الدراما التليفزيونية التي تبث في شكل مسلسل صغير في حلقات محدودة تدور حول الإرهاب وتحمل عنوان "إرهاب" والفيلم يتابع نشاط بن لادن ومعسكرات تدريب القاعدة التي كان يشرف عليها في أفغانستان ثم انتقاله إلي نيويورك لشن هجمات علي المدينةالأمريكية. وتضمنت مشاريع الانتاج التي سبقت الهجمات أفلاماً وأعمالاً مماثلة لهجمات سبتمبر وأحداثا متشابهة مع ما جري وعلي نحو لافت. إذ تعتمد نفس الأسلوب تقريباً. حيث يتم الهجوم بواسطة طائرات ركاب ضخمة يتم اختطافها والاندفاع بها في برجي التجارة بالإضافة الي خيوط تتفق مع مشاهد من "الحرب علي الإرهاب" التي شنتها أمريكا علي العراق. من هذه الأعمال مسلسل قصير "MiniSeries" بعنوان "الحرب العالمية الثالثة" الذي يدور حول كيف يؤدي عمل إرهابي علي الولاياتالمتحدة الي صراع عالمي واسع المدي. ووفقاً لمجلة "دالاس أوبزفر" قام المنتج والكاتب التليفزيوني المخضرم برايس زايل الذي اختير عام 2001 رئيساً لأكاديمية فنون وعلوم التليفزيون. بالعمل في هذا المشروع. ثم بعد لقاء مع مديري القناةالتي يفترض ان تبثه وذلك لعرض التفاصيل الخاصة به قام باستشارة أحد العسكريين الأمريكيين بخصوص هذا المشروع "الحرب العالمية الثالثة" إلي جانب سيناريوهات أخري تحمل مضامين تتشابه مع هجمات سبتمبر 2001. يقول زايل: إنه عمل بحرص شديد مع القوات الجوية ومع بعض راسمي خطط الحروب في وزارة الدفاع لاختيار السيناريوهات التي يتم انتاجها ومن المفارقة أن بعضها تم رفضه لكونها "راديكالية" في حين اتضح لاحقاً أنها تتشابه جداً مع ما جري في 11/9/.2001 أحد الأفلام التي كانت معدة للعرض بعنوان "ww3.com" "الحرب العالمية الثالثة دوت كوم" والتي تتناول حرباً افتراضية وتضم إرهابيين افتراضيين أيضا يستولون علي طائرة بوينج 767 ويهاجمون بها برجي التجارة في نيويورك. هذا الفيلم يشكل مشروعاً لشركة فوكس للقرن العشرين بدأ العمل فيه منذ عام 1998 وهو حسب مجلة "فارايتي" يعتبر تقدماً نوعياً في استخدام الموثرات الخاصة وفي تقييم الإرهابيين الذي أعلنوا الحرب علي الولاياتالمتحدة. والفيلم قام بكتابته ديفيد ماركوني الذي سبق له تأليف فيلم "عدو الدولة" 1998 بطولة ويل سميث وجين هاكمان. يقول ماركوني: إن سيناريو فيلم "الحرب العالمية الثالثة دوت كوم" يقوم علي معرفة مسبقة افتراضية بأحداث 11/9 وعلي نحو مذهل. ومن تلك الأفلام التي سبقت أحداث 11/9/2001 وقدمت صورة طبق الأصل لما جري ولم تخرج للنور أو تم إعادة كتابتها علي نحو لا يشي بأن الأحداث كانت معروفة أو ثمة جهة علي علم بما سوف يجري في هذا اليوم. فيلم من انتاج شركة فوكس للقرن العشرين بعنوان "Deadline" ويتضمن حادثاً إرهابياً يتم تنفيذه باستخدام طائرات ركاب ضخمة تصطدم بحرفية عالية بمبني برجي التجارة العالمي. بعض هذه الأفلام لا يتضمن حدثاً إرهابياً وإنما تدور معظم أحداثها حول التحقيق في حادث إرهابي تم باستخدام طائرة ركاب تصطدم بمبني التجارة العالمي علي النحو الذي جري يوم 11/9/ "1" مثل فيلم "سقط من السماء" ويحكي الفيلم قصة اصطدام طائرة من نوع جديد يتسبب في موت المئات من الركاب وبالرغم من أنه فيلم تليفزيوني إلا أنه تكلف 2.7 مليون دولار ويلعب بطولته النجم الأمريكي فورست وايتكر الحائز علي الأوسكار. يشير المقال الذي قدمنا جزءاً منه إلي العلاقة بين المؤسسات الحكومية وبين صناعة الترفيه ووجود مثل هذه الأعمال تعتمد علي سيناريوهات تكاد تكون متطابقة مع سيناريو الهجوم علي برجي التجارة وبالتالي تدحض أي إدعاء بأن المسئولين الأمريكيين لم يكونوا علي علم بهذه الأحداث. خصوصاً وأن السيناريوهات ساهم في صنعها شخصيات من الحكومة وأيضا من وزارة الدفاع "البنتاجون" والدفاع الجوي. ومن المحتمل أيضا أن مثل هذه الأفلام والأعمال التليفزيونية تلعب دوراً بغرض الارباك أو كساتر للتمويه يساعد في الإعداد للهجمات وعندما نتأمل هذه الاحتمالات نجد أن هذا التاريخ الطويل من التعاون بين وكلاء الحكومة وبين صناعة الترفيه لافتاً للنظر. ويصف روبرت بولير ضابط المخابرات السابق هذه العلاقة بقوله: جميع هؤلاء الناس الذين يديرون صناعة الترفيه واستوديوهات السينما يذهبون إلي واشنطن ويلفون حول السيناتورز "أعضاء الكونجرس" ومديري المخابرات المركزية وكل أعضاء الوكالة يخطبون ودهم. ويقول: الأكثر من ذلك أن عملاء الحكومة منذ سنوات طويلة يستخدمون هذه العلاقة القوية للتأثير علي صورتهم كما تظهر في وسائل الإعلام الجماهيرية ومنذ الثلاثينيات من القرن الماضي والبوليس الفيدرالي "اف.بي.أي" لديه مكتب متخصص لتحسين صورة رجل المباحث الفيدرالية في التليفزيون وبرامج الراديو والسينما. وتعتبر وكالة المخابرات المركزية "سي.آي.ايه" آخر الوكلاء الحكوميين الكبار الذين قاموا بتأسيس علاقة مع صناعة السينما حيث جري اقامة مكتب لها في التسعينيات وبدأت أولي علاقاته مع صناعة الترفيه عام 1996 وهناك وكلاء آخرون مثل "إدارة الأمن الوطني" و"إدارة الخدمات السرية" حيث أصبح لكل منهما مكتباً لها بغرض التعاون مع صناعة الترفيه "السينما والتليفزيون" ومن خلال هذه المكاتب يتم إقامة تعاون رسمي بين هذه المؤسسات وبين وسائل الاتصال الجماهيرية.. فلا شيء يعلو فوق مصالح الدولة ولا يوجد أي شيء يحول دون علاقة حميمة بين صناع الصور والأجهزة التنفيذية حتي في أكثر الدول ديمقراطية.