قبل هجمات سبتمبر "2001" كانت هوليود تستعد بعدد لا بأس به من الأفلام والمسلسلات التي تعالج قصصاً تتشابه كثيراً مع ما جري في الهجوم الإرهابي..جميع هذه المشاريع تتضمن أحداثاً ارهابية منها حادث الهجوم علي برجي التجارة العالمي. وعلي البنتاجون ومنها أعمال من تخطيط "القاعدة" تستهدف مدينة نيويورك ومترو الأنفاق وميدان "تايم سكوير".. ومنها أعمال عن خطف طائرات وهجوم بها من قبل ارهابيين! وحسب هذه المشروعات وقع الاختيار علي مجموعة من مشاهير النجوم للقيام بالبطولة. وعلي شركات الانتاج الكبري التي تتولي التمويل ومنها شركة CBS "فوكس للقرن العشرين" والمعروف ان هذه النوعية من أفلام "الإرهاب" تشارك في صنعها الوكالات الحكومية في الولاياتالمتحدة. وكثير من العاملين في المخابرات والمباحث الفيدرالية والبنتاجون يمدون صناع القصص بالمعلومات التي تساعد في صنع حبكات ذات مصداقية وتفاصيل معلوماتية. وكما سنذكر لاحقاً تستخدم الأفلام نفسها للتغطية علي عمليات مخابراتية كبري. وموضوع الإرهاب وملاحقته يشكل هاجساً ملحاً في صناعة الترفيه وفي الثقافة الأمريكية. وللسينما وظيفة أخري غير الترفيه المجرد. فهي تلعب دوراً داعماً ورئيسياً في أوجه النشاطات الأمريكية وبالذات أنشطة وكالة المخابرات المركزية. وليس مدهشاً علي أي حال أن بعض المشاريع السينمائية التي سبقت الحادثة وكان من المزمع عرضها تتشابه كثيراً مع الحدث الواقعي. وكذلك ليس مدهشاً ان يتم الغاؤها أو ان يعاد كتابتها من جديد وذلك لإزالة أي تشابه قوي بينها وبين ما جري. حتي لا تكرس مشاعر الشك بأن ما جري تخطيط أمريكي. إن وجود هذه الأفلام والدرامات التلفزيونية يدحض في أقل تقدير الإدعاء بأن هذه الهجمات لم تكن متوقعة. أو انها ليست منظورة وتستحق الاعتبار مسبقاً. وذلك حسب تحقيق مطول يكشف العلاقة بين هوليود وهجمات الحادي عشر من سبتمبر. تقول الدراسة إن هناك سبعة أعمال كانت في طور الانتاج تتضمن ملامح تتشابه بوضوح مع ما جري في ذلك اليوم. حتي ان مجلة نيوزويك الأمريكية علقت علي هذا العدد من الأفلام والأعمال التلفزيونية التي تتناول الإرهاب في نفس التوقيت. فإذا كان الارهاب ليس هاجساً - هكذا- ملحاً قبل أحداث سبتمبر إذا ألم يخطر علي بال أحد وجود سبب شرير وراء هذا العدد من الأعمال المشابهة للهجمات الإرهابية يوم 11/9. وأن هذا الغرض ليس معروفاً لمعظم الناس الذين يعملون في هذه المشاريع والتي يبدو انتاجها وكأنه مجرد مصادفة! هذه الأعمال تعتمد علي الحركة وعلي قصص الإرهاب والإرهابيين التي توفر هذا العنصر من عناصر التشويق وتفتح الباب لأحداث كبري مثل الهجوم علي مركز التجارة العالمي ووزارة الدفاع. من هذه الأفلام يبرز بصفة خاصة فيلم بعنوان "نزيف أنفي"الذي يثير الدهشة لتشابهه الكبير مع هجمات سبتمبر. وكان من المفترض ان يقوم ببطولته الممثل جاكي شان الذي يشغل في الفيلم وظيفة منظف نوافد في أحد الأبراج والذي يتمكن من كشف المؤامرة والتصدي للإرهابيين. سيناريو الفيلم مكتوب منذ عام 1999 ثم تم تطويره فيما بعد والمدهش ان مشروع الفيلم تم الغاؤه ولم يكتمل ويقال أنه يتضمن سطراً في الحوار يشير إلي أن الإرهابيين يخططون لتدمير البرجين بنفس الأسلوب الذي جري في الواقع. فيلم آخر بعنوان "حتي يفرقنا الموت" وهو عمل كوميدي ولم يكتمل أيضاً لاحتوائه علي مشاهد تعتبر صورة مطابقة من مشاهد حدثت بالفعل. وقد خططت شركة NBC لانتاج مسلسل صغير حول هجمات "القاعدة" علي مدينة نيويورك. وخصصت ميزانية كبيرة نسبياً وبدأت انتاج المسلسل بالفعل في نفس التوقيت. وكان المفترض ان عمل بعنوان "إرهاب" "Terror" وقد تحدد عرضه في مايو 2002 ثم لم يكتمل أيضاً. تعالج الحبكة التي تستغرق خمس ساعات رحلة واحد من أتباع بن لادن الذي يسافر من مركز التدريب في أفغانستان الي نيويورك حيث يتولي القيام بعمل إرهابي يدمر محطة مترو الأنفاق تحت ميدان "تايم سكوير" ويقتل ألف مواطن من سكان نيويورك. هذه الأعمال التي كانت تصور في نفس توقيت الهجمات وبموضوعات تتشابه مع ما جري يوم 11 سبتمبر توصي بأن ثمة علاقات قوية تربط بين هوليود وبين مسئولين كبار في المباحث الفيدرالية. وفي البنتاجون وفي وكالة الاستخبارات ذلك لأنها تتطلب معلومات دقيقة حول المواقع المستهدفة وأساليب التحقيق التي تبدأ بعد هذه الجرائم الإرهابية. وهناك الكثير من المشاهد تشير إلي المعرفة المسبقة بالهجمات وحتمية اجراء تحقيقات لاحقة عنها. ومن الاحتمالات القوية أن هذه الأعمال "الفنية" تخدم أغراضاً تثير القلق! علي سبيل المثال هناك بعض الأفراد الذين يستخدمون أسماء وشخصيات وهمية يعملون لحساب الولاياتالمتحدةالأمريكية. مثلما يوجد عاملون في الحكومة يستخدمون الفيلم السينمائي والتليفزيوني كنوع من التمويه يساعدهم في رسم خطوط الحبكات والقصص المتشابهة لهجمات سبتمبر. وعندما ندقق في إمكانية ذلك فمن الجدير بالملاحظة وجود تعاون تاريخي طويل ووثيق بين الوكالات الحكومية وبين صناعة الترفيه. ويصف روبرت بوير الضابط السابق في المخابرات الأمريكية CIA هذه العلاقة بقوله: جميع هؤلاء الذين يديرون الإستوديوهات السينمائية. يذهبون إلي واشنطن ويجلسون مع السيناتورز ومع المديرين في وكالة المخابرات ومع كل واحد في مجلس الإدارة. والأكثر من ذلك ان الوكلاء في الحكومة ومنذ سنوات عديدة يستخدمون العلاقة مع المسئولين في صناعة الترفيه من أجل التأثير عليهم وإظهار صورهم في الأفلام وفي البرامج التليفزيونية بصورة مرضية. لقد اسست المباحث الفيدرالية مكتبا لها في هوليوود منذ الثلاثينيات من القرن الماضي بهدف تحسين صورتهم في الافلام وبرامج الراديو وفي العروض التليفزيونية. وقامت وزارة الدفاع بتأسيس مكتبا مشابها عام .1947 وكانت وكالة المخابرات هي آخر جهة حكومية تقوم بتأسيس علاقة رسمية مع صناعة السينما وذلك ابان التسعينات من القرن الماضي. ومن الوكالات الحكومية التي حرصت أيضاً علي تأسيس علاقة مع صناعة الترفيه في هوليود وكالة الأمن الوطني والخدمات الخاصة "Department of homeland security and the secret service". ولكل هذه الوكالات الحكومية مسئول أو مسئولين عن دعم هذه الرابطة المهمة بينهم وبين صناعات السينما والتليفزيون والراديو الخ. ولقد تعاونت المخابرات المركزية والمؤسسات العسكرية في مشاريع انتاج هوليودية عديدة. اذ قدم البنتاجون دعما كبيراً لأفلام علي غرار "توب جان" "gun Top " 1986 و"أكاذيب حقيقية" "1994" و"طائرة الرئيس" "Air force One" "1997" و"المتحولون" "2007" و"الرجل الحديدي" iron man "2008" وكذلك ساعدت المخابرات في تشكيل أفلام علي غرار "عدو الدولة""enemy of the state" "1998" و"صحبة رديئة" "bad cowpany" "2002" وفيلم "جميع المخاوف" "the sum of all fears" وفيلفم "Recruit" بمعني "تجنيد". وتشكل المخابرات الأمريكية المركزية "CIA" شبكة نشيطة جدا في هوليود رغم انها لم تبدأ في تأسيس علاقة قوية مع قلعة السينما إلا عام 1996. ومع ذلك فإن هذا الجهاز يعمل بنشاط كبير مع هوليود منذ الخمسينات حين قامت بتجنيد المغني الشهير جيري نايلور "Jerry naylor" الذي يعتبر أحد اساطير صناعة الترفيه وقتئذ وكان هو الأول الذي تستخدمه الوكالة عام .1968 وقد وظفت شهرته كنوع من الغطاء علي تعاونه السري معها في أكثر من مناسبة. ويعتقد نايلور ان كثير من المشاهير لابد أن يكونوا قد استخدموا لحساب الوكالة. يقول تايلور: "أعتقد ان استخدام المشاهير من لوس أنجيلوس وهوليوود للتغطية علي عمليات مخابراتية من الأشياء التي تحب الوكالة أن تفعلها.. وأشك انني الوحيد الذي قامت بتجنيده". في فيلم "Argo" الأمريكي الذي حصل مؤخرا علي عدد من جوائز الأوسكار يؤدي الممثل "بن افلك" دور ضابط المخابرات السابق أنطونيو مندز الذي قال تعليقا علي الفيلم إنه حين كان رئيسا لقسم "التنكر" "disguise setion" بين عامي 1974- 1979 انه استخدم الكثير من العاملين في صناعة السينما ومنهم فنان الماكياج جون شامبرز الذي حصل علي جائزة الأوسكار عن إنجازه في فيلم "كوكب القرود". يقول جون ريزو المحامي في وكالة المخابرات عام 2007: إن المخابرات CIA لديها شبكة من العاملين شديدي النشاط في هوليود تساعدنا بكل الوسائل التي نحتاجها. ومن الجدير بالاهتمام ان الأفلام استخدمت لفترة طويلة قبل 2001 كوسيلة للتغطية علي عمليات مخابراتية فإذا كانت الوسائل التكتيكية التي استخدمت من قبل هؤلاء الذين خططوا لهجمات سبتمبر تتشابه مع ما يرد في الأفلام فليست هذه المرة الأولي التي توظف فيها السينما لمثل هذه الأغراض. علي سبيل المثال تم استخدام المغني جون نايلور في فيلم بعنوان "The Bounty Hunter" الذي كان غطاء لعملية تجسس علي الارهابيين في لبنان. وآخر مثال علي استخدام السينما في عمليات المخابرات المركزية فيلم "Argo" الذي يصور عملية إنقاذ الرهائن الأمريكيين المحتجزين في إيران حيث ادعت شركة سينمائية في هوليود القيام بعمل فيلم يصور بعض أجزائه في إيران. وطلبت تصريحا من السلطات الإيرانية لطاقم الانتاج وبالفعل قامت الشركة الوهمية بعمل دعاية دعاية عن الفيلم الوهمي ودخل الطاقم ومن هم الضباط الذين سيتولون القيام بالعملية. وتحت العملية بنجاح وتحول الفيلم نفسه إلي دعاية مهولة تمجد المخابرات الأمريكية وعملاءها.