عصام شيحة المحامي والقيادي بتيار إصلاح الوفد كان أحد الحاضرين للجلسة التي دعا إليها الرئيس عبدالفتاح السيسي للم شمل الوفديين والتي ضمت فؤاد بدراوي من جبهة التيار ومن الجانب الآخر د.السيد البدوي رئيس حزب الوفد وبهاء الدين أبوشقة السكرتير العام. ما هي حقيقة ما حدث؟ وماذا تم الاتفاق عليه في هذه الجلسة بين الأطراف المختلفة؟ ولماذا لم تتم ترجمة المبادرة علي أرض الواقع؟ ولماذا عادت الأزمة إلي المربع صفر؟.. وماذا سيحدث في المستقبل؟.. هذا هو محور حوارنا مع عصام شيحة المحامي والقيادي بتيار إصلاح الوفد. فإلي نص الحوار: * عفواً.. أين الحقيقة؟.. الناس احتارت.. ماذا حدث في اللقاء مع الرئيس؟.. د.البدوي يؤكد ان كل ما تم الاتفاق عليه هو تعيين عدد من تيار الإصلاح في الهيئة العليا في حين ان البعض يقولون خلاف ذلك.. أين الحقيقة؟! ** اتحدي أن يخرج معي د.البدوي في مناظرة سواء صحفية أو في أي برنامج تليفزيوني يختاره هو للحديث عما تم الاتفاق عليه في الجلسة التي جمعتنا مع الرئيس ولو راجعت مواقف البدوي من يوم 14 حتي 28 الشهر الماضي لاكتشفت الحقيقة. .. في البداية هو قال انه تم الاتفاق علي تعيين 2 أو 3 فاذا به يرفع الرقم إلي 5 ثم سبعة.. وقال انه لا حديث عن اللائحة ثم عاد ليقول انه لا مانع من تعديل اللائحة والاستماع إلي مطالب الإصلاحيين.. قال انه لا اتفاق علي عودة المفصولين ثم أصدر قرارات بعودة بعض المفصولين.. يا أخي الفاضل ان اتفاقنا كان ينص علي ان مدة الهيئة العليا عام واحد فقط مع تنقية الجمعية العمومية من غير الوفديين الذين ضمهم البدوي ولا نعرف من هم.. إلي جانب عودة كل المفصولين بدون قيد أو شرط وإعداد لائحة جديدة.. البدوي أراد اختزال المسألة كلها والمبادرة في التعيين وكأننا لم نكن موجودين أصلا في الهيئة العليا.. نحن أصحاب رؤية إصلاحية وبالمناسبة لقد قلت للرئيس ان د.السيد البدوي لن يلتزم بأي اتفاق لأنني أعلم ان الطبع يغلب التطبع وأنا عاشرته أكثر من 30 عاماً وهذا ما حدث فهو لا يملك الرغبة ولا القدرة علي أن يلتزم بما تم الاتفاق عليه في جلسة الرئيس وهو أضعف من أن ينفذ هذا الاتفاق لأنه باختصار ليس من مصلحته ولا مصلحة المجموعة المحيطة به وجودنا لأننا كما قلت أصحاب رؤية إصلاحية. * عفواً.. أنتم كما قلت كنتم أعضاء بالهيئة العليا عدة سنوات فلماذا الحديث عن الإصلاح الآن؟ وأين كان هذا الحديث عندما كنتم في المواقع القيادية؟! ** نعم كنا موجودين ولكننا كنا أقلية داخل الهيئة العليا وأنت تعلم نظرية ان العملة الرديئة تطرد العملة الجيدة كنا نتحدث عن الإصلاح ولكن البدوي أساء استخدام اللائحة وتم اجبار الكثيرين بشكل أو بآخر علي الاستقالة أو تجميد النشاط وهناك من توفي أو تمت اقالته وقام البدوي بتعيين آخرين ليسوا وفديين بدلا منهم حتي أصبحت له الأغلبية وعند الاحتكام للتصويب طبعا يكسب وهكذا. * ولكن من أين بدأت الأزمة؟ ** الأخطاء كثيرة منذ 2010 لحظة وصول السيد البدوي لرئاسة الوفد وما كدنا نفيق من سقطة صحيفة الدستور حتي جاءت كارثة تأييد البدوي أو بمعني أصح اللعب مع التيارات الإسلامية بعد ثورة 25 يناير 2011 وتصريحاته بأن الوفد ليس حزبا علمانيا بل ارتكب جريمة في حق الوطن والوفد بتغيير شعار الحزب من الهلال والصليب إلي 27 نجمة ونسي ان الحزب قوامه الوحدة الوطنية وحابي البدوي التيار الفاشي الذي توقع أن يصل للسلطة وتحالف مع الإخوان وللأسف لم يعد الوفد يمثل تراث الحركة الوطنية المصرية أو أمينا علي هذا التراث.. لم يعد أمينا علي الوحدة الوطنية والدولة القومية والاقتصاد الحر والدور الاجتماعي لرجال الأعمال.. لم نجد الوفد في "دكان" البدوي.. هذا ليس الوفد ولا توجهاته ولا هؤلاء رجال الوفد.. الوفديون خرجوا مجبرين.. وحتي الذين أتي بهم من الحزب الوطني بعضهم لا علاقة له بفكرة الوطن والمواطنة ولا يدركون اللحظة الاستثنائية التي يمر بها الوطن.. حاولنا واصطدمنا عدة مرات من أجل الإصلاح وعندما لم يعد أمامنا بديل كوننا جبهة تيار إصلاح الوفد كتجمع للوفديين الذين يشعرون بأنهم لم يعد لهم وجود في "دكان" البدوي في بولس حنا.. نحن لا نتجني علي أحد وليس بيننا خلاف شخصي.. المشكلة دور الوفد الذي تحول إلي مفعول به وليس فاعلا وجعله البدوي أضحوكة وساواة بأي حزب من الأحزاب ال106 علي الساحة لدرجة انك لا تستطيع تمييزه عن الآخرين.. لقد أضاع البدوي فرصة تاريخية في أن يكون الوفد البديل الآمن لجماعة الإخوان والحزب الوطني.. أضاع الوفد وتراثه وماليته.. تصرف وكأن مهمته المقدسة كانت تدمير الوفد.. لذا خرجنا نحن الوفديين لكي نحافظ علي هذا التراث ونحافظ علي الأمانة. * كيف أضاع مالية الوفد؟! ** سيسجل التاريخ انه لا يوجد رئيس تولي مسئولية الوفد وتركه ملفسا إلا السيد البدوي.. هل تعلم ان فؤاد باشا سراج الدين ترك في الحزب 48 مليون جنيه وديعة وحرص قبل وفاته علي أن يعيد للوفديين ال18 مليون جنيه التي تم جمعها لشراء القصر الذي أصبح مقراً للوفد في بولس حنا وعندما رفض الوفديون أصر فؤاد باشا وقال حتي لا يكون لأحد فضل علي الوفديين فهذا بيتهم وبيت الأمة.. وتلاه في الرئاسة د.نعمان جمعة والذي ترك 70 مليون جنيه ثم محمود أباظة والذي ترك 93 مليونا.. هل تعلم ان الوفد اليوم مدين للأهرام وللتأمينات بالملايين بعدما أضاع البدوي الودائع بالملايين الواحد تلو الآخر.. ناهيك عن إساءة استخدامه لصحيفة الوفد وتحويلها إلي خدمة أغراضه ومصالحه الشخصية بالهجوم علي بعض رجال الأعمال ناهيك عن انه جعل الزملاء يشتمون زملاءهم علي صفحات الصحيفة. وللأسف عشنا 40 عاما في المعارضة نشكو من سياسة الاقصاء فإذا به هو نفسه يستخدم نفس السياسة مع معارضيه.. حرام.. حرام ما يحدث في الوفد يا سيدي اننا عندما استعرضنا صور بعض من قال عنهم انهم أعضاء في الجمعية العمومية الأخيرة لم نعرفهم.. ليسوا وفديين.. نحن الذين قضينا عمرنا في الحزب 36 سنة علي الأقل لم نتعرف علي هؤلاء.. الأسر الوفدية معروفة.. حتي طريقة خلافهم معنا ليست طريقة خلاف وفديين.. البدوي لم يحترم تدخل الرئيس وضرب عرض الحائط بالمبادرة الكريمة. * وماذا عن المستقبل؟! ** كل الخيارات مفتوحة أمامنا لاستعادة بيتنا "الوفد" ونحن مستمرون في مسيرتنا وخطواتنا لإصلاح الحزب ورحيل البدوي ومحاسبته واجتماعاتنا مع القواعد الوفدية بالمحافظات مستمرة وإن غداً لناظره لقريب.