أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي. أنه وجد تفهما ألمانيا للواقع الموجود في مصر وأنهم كانوا حريصين علي أن نوضح الحالة الموجودة في مصر. موجها كلامه الي المستشارة الألمانية انجيلا ميركل قائلاً "الرسالة واضحة وهي أن الشعب المصري أراد التغيير من أجل مستقبل أفضل له ولشبابه". وأضاف السيسي في مؤتمر مشترك مع المستشارة الألمانية ميركل "الشعب الألماني عظيم وممكن العلاقات القوية تزيد أكثر وهم في محل تقدير لهم في بلادنا ونري ان الشخصية الالمانية حفرت بلدا وأسست شيئا عظيما. وده كلام مش مجاملة وده حقيقة احنا عايشناها واحنا في مصر عايزين نعمل حضارة عظيمة ولازم تكونوا متأكدين اننا نحب الحرية والديمقراطية ولكن الظروف حاليا صعبة". وفيما يلي نص الكلمة التي ألقاها الرئيس خلال المؤتمر الصحفي: يطيب لي في البداية أن أعرب عن خالص الشكر للمستشارة ميركل علي دعوتها الكريمة لي لزيارة ألمانيا وعلي كرم الضيافة وحسن الاستقبال. وأن أعبر عن سعادتي بالتواجد في برلين. فنحن نعتز بعلاقات الصداقة والتعاون القائمة بين مصر وألمانيا. حيث تستند العلاقات المصرية الألمانية إلي أساس متين من التعاون الثنائي في مختلف المجالات ونسعي من خلال تواصلنا الي الارتقاء بها وترسيخها. وفي هذا الإطار فقد تحدثت والمستشارة ميركل مطولا عن تطلعنا للارتقاء بعلاقات التعاون الثنائي في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية واعربت من جانبي عن التقدير للمستوي المتميز للمشاركة الألمانية السياسية والاقتصاية في مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي في مارس الماضي. وأكدت علي أننا نعمل بكل جدية لتوفير المناخ الاستثماري الجاذب للشركات الاجنبية ولدينا برنامج شامل للتنمية حتي عام 2030. كما انه تم اصدار قانون الاستثمار الجديد بغية تشجيع الاستثمارات. ونتطلع الي مشاركة واسعة النطاق من قبل الشركات الالمانية والمستثمرين الألمان في برامجنا الطموحة ومشروعاتنا لتحقيق التنمية في مصر لما في ذلك من مصلحة مشتركة. كما أن استضافة مصر للمنتدي الاقتصادي العالمي الخاص بالشرق الاوسط وشمال أفريقيا في مايو من العام المقبل. انما تأتي دليلا علي مدي صلابة عزيمتنا علي تنفيذ برامجنا للاصلاح الاقتصادي وعلي صدق رغبتنا في تطوير أطر التعاون الاقتصادي والاستثماري الدولي. وقد استعرضت في لقائي اليوم مع المستشارة ميركل تطورات المشهد الداخلي في مصر. وما تحقق علي صعيد تنفيذ خارطة المستقبل للتحول الديمقراطي من خلال اقرار الدستور الجديد وتنظيم الانتخابات الرئاسية كما يجري حاليا الاعداد لإجراء الانتخابات البرلمانية لاستكمال البناء الديمقراطي لمؤسسات الدولة وعليه فإننا نتطلع بآمال عريضة الي انتخاب برلمان فاعل يضطلع بصلاحياته الواسعة المنصوص عليها في الدستور. وبذلك نسير علي خطي ثابتة لتحقيق طموحات الشعب المصري ومطالبه بارساء دعائم دولة ديمقراطية. تطلق طاقاته وتحمي حقوقه وحرياته. دولة عصرية ومجتمع متفاعل من خلال اسهام مؤسساته في الجهود الدولية المبذولة لتحقيق التقدم وإثراء القيم الانسانية المشتركة. كما تطرقت مباحثاتنا إلي ملف المؤسسات الالمانية العاملة في مصر. وأوضحت للمستشارة ميركل أننا نعي تماما ان هذا الملف يحظي بأهمية قصوي لديكم وقد أكدت اننا نشارككم هذا الاهتمام واننا نؤيد ونحترم الحوار المجتمعي وقيمة منظماته للارتقاء بالقدرات في شتي المجالات لصالح الفرد والمجتمع علي حد سواء. كما نثمن دور المؤسسات الالمانية علي هذا الصعيد. لما تتيحه من تحقيق التقارب والتواصل بين الشعوب. وأود في هذا السياق أن أؤكد لكم حرص مصر علي التواصل الي حل لتقنين أوضاع المؤسسات الالمانية العاملة في مصر حيث نعمل مع الجانب الألماني للتوصل إلي حل يأخذ في الاعتبار كافة الأبعاد القانونية والمجتمعية وبما يخدم المصلحة المشتركة للبلدين. هناك بالفعل حوار جاد قائم بين البلدين يستند الي مبدأ الشفافية واسلوب المصارحة للتوصل الي تسوية لأوضاع المؤسسات الألمانية العاملة في مصر وأثق ان الارادة السياسية المشتركة بيننا ستسهم حتما في التوصل إلي حل يرضي الطرفين في المستقبل القريب. تناول لقاؤنا اليوم ملف مكافحة الارهاب وأكدت علي ضرورة تكاتف جهودنا للقضاء علي الارهاب واقتلاعه من جذوره فآفة الارهاب باتت تنال من الشباب والاجيال الصاعدة سواء في منطقتنا أو في أوروبا ولعل في ظاهرة المقاتلين الاجانب عبرة تدعونا للتأمل في اسباب انجذاب الشباب من مجتمعات مختلفة لهذا الفكر المتطرف وتدفعنا الي الدعوة لمواجهة ظاهرة الارهاب من خلال استراتيجية شاملة فكريا وامنيا والتصدي لكافة هذه التنظيمات بدون انتقائية اخذا في الاعتبار وحدة اساسها الفكري والايديولوجي. واسمحوا لي ختاما أن أوجه الشكر مجددا للمستشارة ميركل علي دعوتها الكريمة ومباحثاتنا المثمرة اليوم ومن قبله لقاؤنا الاول خلال مؤتمر دافوس الاقتصادي بسويسرا في يناير 2015 وإنني لعلي يقين بأن الحوار البناء القائم بين بلدينا سيسهم في تحقيق طفرة في علاقات التعاون الثنائي القائمة بيننا في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاستثمارية والثقافية والامنية والمجتمعية. كان الرئيس عبدالفتاح السيسي قد توجه عقب لقائه مع الرئيس الألماني إلي مقر المستشارية الالمانية حيث كانت في استقباله المستشارة الالمانية انجيلا ميركل التي عقد معها الرئيس جلسة مباحثات موسعة بمشاركة وفدي البلدين تخللها غداء عمل وأعقبها مؤتمر صحفي مشترك. صرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن المستشارة الالمانية رحبت بالرئيس معربة عن سعادتها بالاجتماع معه للمرة الثانية بعد اللقاء علي هامش منتدي دافوس الاقتصادي. أعربت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل عن تطلع بلادها لتكون شريكا لمصر آخذة في الاعتبار أهميتها المحورية في المنطقة. كما أشادت ميركل بما يتمتع بما يتمتع به مسيحيو مصر من أمان واستقرار خلافا لما كانوا يعانونه في العامين الماضيين متمنية للرئيس أن تكلل جهوده للتنمية الشاملة في مصر بكل النجاح والتوفيق علي الصعيدين السياسي والاقتصادي. أضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس وجه الشكر للمستشارة الالمانية علي حسن الاستقبال وكرم الضيافة منوها الي أن الشعب المصري ينظر باعجاب الي نظيره الالماني ويعتبره نموذجا يحتذي في بناء الدولة وتحقيق التقدم والنهضة الصناعية كما أكد الرئيس علي ان المواطنة هي الاساس الذي يقوم عليه المجتمع المصري الذي لا يمكن ابداً التفريق بين مسلميه ومسيحييه فالجميع مصريون. كما استعرض الرئيس مجمل تطورات الاوضاع السياسية والاقتصادية التي شهدتها مصر علي مدار السنوات الاربع الماضية مؤكدا التزام الدولة بعقد الانتخابات البرلمانية قبل نهاية العام الجاري ليكتمل بذلك البناء المؤسسي والديمقراطي في مصر. وذكر السفير علاء يوسف أن الرئيس استعرض الرؤية المصرية فيما يتعلق بمكافحة الارهاب منوها الي أهمية مكافحة كافة التنظيمات الارهابية التي تستقي افكارها المتطرفة والعنيفة من ذات المصدر مشيرا الي الدور الذي تلعبه مصر فكريا لمعالجة جذور التطرف وتجديد الخطاب الديني كما حذر الرئيس من انتشار ظاهرة المقاتلين الاجانب المنضمين الي صفوف الجماعات الارهابية في المنطقة ولا سيما حال عودتهم الي دولهم في أوروبا.