تتابع "المساء" جولاتها في المحافظات.. ترصد خلالها هموم المواطنين.. ونواجه بها المسئولين.. ونبحث معهم عن الإجابات ونشارك في تحقيق الحلم وفتح أبواب الأمل في المستقبل وملف اليوم عن محافظة القليوبية حيث الحياة علي هامش العاصمة. أخيرا وبعد مشوار طول في البحث عن كيفية تطوير القناطر الخيرية وما صاحبه من تعارض رؤي الجهات المعنية من ري وزراعة وآثار وسياحة افتقدت جميعها للتنسيق حول آلية تنفيذ طرح مشروع تطويرها لاختلاف الإجراءات الفنية فيما بينها مما تسبب في تأخير عملية الطرح التي تم الإعلان عنها لسنوات مضت.. جاءت زيارة الدكتور ممدوح الدماطي وزير الآثار لمدينة القناطر الخيرية لتعيد الحياة إليها. تفقد الوزير كباري محمد علي باشا ومحلج القطن والنيل ومتاحف بهدف تفعيل رفع كفاءتها وإعادتها لسابق عهدها منذ نشأتها علي النيل مباشرة في عهد محمد علي ووضعها علي خريطة السياحة الداخلية والعلامية. تقول الدكتورة ناهد صادق مدير المركز الطبي بالقناطر الخيرية عملية تطوير القناطر تأخرت كثيرا فكيف لمدينة بهذه العراقة والتاريخ ولم تمتد إليها يد التطوير منذ أنشئت في عهد محمد علي باشا وحتي اليوم؟! مشيرة أنها عاشت سنوات من الإهمال وضاع مشروع تطويرها بين عدة جهات هي الري والزراعة والآثار والسياحة والمحلية حاولت كل منها الاستئثار بالمدينة والسيطرة عليها دون النظر إلي الصالح العام. أشار عبدالله نظمي رئيس إحدي الجمعيات الخيرية بالقناطر إلي أن الكباري الأثرية التي تحتوي عليها المدينة عبارة عن تحفة معمارية مشابهة لكوبري المنتزه بالإسكندرية ومع ذلك فأيدي الإهمال وعوامل الزمن أثرت علي الأولي في حين أن الأخير مازال يحتفظ ببريقه بفعل أعمال الترميم والتطوير المستمر لافتا إلي أنه نتيجة للإهمال التراكمي للقناطر سمعنا أن الآثار طلبت 18 مليون جنيه لإعادة تأهيل الكباري وبعض المناطق الأثرية. أما جمال البوهي مدير عام بالآثار فيري أنه لكي تنهض القناطر يجب علي الأجهزة المعنية المسئولة عنها عدم التمسك برأيها تجاه أعمال التطوير وتوحيد الإجراءات الفنية بما لا يتعارض مع الجهات الأخري. أشار إلي أنه تم تشكيل لجنة للرقابة الشعبية بالقناطر بها مسئولون عن الآثار والسياحة والأمن والري والزراعة هدفها الرقابة علي الجهاز التنفيذي كل فيما يخصه ورصد الإهمال والتجاوزات وتصحيح الخطأ في حينه حتي لا تتفاقم مشاكل القناطر لحين البت في تنفيذ مشروع تطويرها الذي وعد بتنفيذه المسئولون. اقترح الدكتور أحمد يوسف نقل سجني السناء والرجال بالقناطر إلي خارجها ضمن أعمال التطوير لعودة الهدوء والطابع الأثري والسياحي بالمدينة مؤكدا أن القناطر لم تنل من مخطط تطويرها السابق في عهد المحافظ الأسبق عدلي حسين شيئا فالمناطق الأثرية كما هي وكذا شاليهات قرية مرجان تصدعت وتحتاج إلي إعادة تأهيلها. ويري اللواء طارق زايد رئيس مركز ومدينة القناطر الخيرية أن زيارة الدكتور ممدوح الدماطي وزير الآثار للقناطر تمثل خطوة مهمة للنهوض بالمدينة والترويج لها فقد ساعدت علي التوافق وتوحيد الرؤي بين الجهات المختلفة المشرفة علي المدينة مما يساهم في إنجاز عملية التطوير. أشار إلي أن الزيارة جاءت بهدف البدء في أعمال التطوير وتفعيل كفاءة منطقة المحلج ليصبح مزارا سياحيا وتجهيز إقامة فندقية علي أرضه ورفع كفاءة الكباري وترميمها بالتنسيق مع الري من خلال رؤية فنية خاصة بالآثار بما يرقي لقيمة القناطر التاريخية بالإضافة لكيفية الاستفادة من نهر النيل. أرجع رئيس المدينة السبب في تأخير أعمال التطوير السابقة علي الزيارة وعدم إنجازها إلي تعدد الجهات المسئولة عن المدينة من ري وزراعة وآثار ومحليات وعدم التنسيق بينها فضلا عن تعارض بعض الإجراءات الفنية مع طرح المشروع واختلاف الرؤي حولها. قال إن القناطر سوف تنتقل من سياحة اليوم الواحد إلي سياحة الإقامة الترفيهية لأكثرمن يوم لاسيما بعد توافر برامج الأنشطة المكثفة لملء الفراغ السائحين من مزارات سياحية ومتاحف ورحلات نيلية وإقامة فندقية. أشاف محروس جلال نائب رئيس مدينة القناطر إلي أن تمويل مشروعات مخطط تطوير المدينة يتم بالتنسيق بين المحافظة والآثار والري كل فيما يخصه. ناشد المسئولين بالمدارس والجامعات تنظيم الرحلات الترفيهية للقناطر لتعريف الطلاب علي علي المدينة ونهر النيل خاصة منطقة بداية الدلتا وانقسام النيل إلي فرعي دمياط ورشيد بالإضافة إلي الرياح التوفيقي والمنوفي. أما المحاسب أحمد عصمت السكرتير العام المساعد فيري أن القناطر سوف تتحول في غضون شهور قليلة إلي منتجع سياحي كبير يقضي فيه السائح إجازته الأسبوعية وسط الحدائق والمتنزهات الواقعة مباشرة علي النيل لافتا إلي أن الجميع يفضلها لقربها من العاصمة القاهرة والتي تبعد عنها بمسافة 20كم إضافة إلي توافر وسائل المواصلات خاصة الأتوبيس النهري الذي يقل الركاب في رحلة نيلية يومية من القناطر إلي ماسبيرو والتحرير والمظلات والعكس.