بالرغم من الفارق الاجتماعي بين من احبته وبينها وتفاوت مستوي الاسرتين ورفض اسرتها للارتباط به الا انها صممت علي الزواج به بالرغم من الاختلاف بينهما في كل شيء ربما جذبها اليه بشخصيته الانطوائية وقلة اندماجه مع زملائه بكلية الطب وخجله من التحدث لاي زميلة وتفوقه الدراسي الذي يشهد به جميع اساتذته.. رأت فيه شخصية مختلفة تماماً عما عهدته في كل من تقدموا اليها راغبين في الزواج منها ولذلك وجدت نفسها منجذبة اليه وتتبع اخباره إلي ان نجحت في كسب وده وثقته واستطاعت خلال مدة دراستهما ايضاً ان تكسب قلبه وحبه بعد ان اكد لها بانها اول حب في حياته وانه يتمني الاقتران بها منذ ان وقعت عيناه عليها الا ان الفوارق الطبقية بينهما حالت دون ذلك ولذلك آثر الصمت ولم يستطع البوح لها بحبه ولكنه بعد تخرجه وعمله كطبيب في امكانه ان يتقدم لاسرتها ويتوج حبهما بالزواج.. كانت فرحتها غامرة بذلك الحب الذي ملأ عليها حياتها وكيانها ولم يعكر تلك السعادة سوي تعنت اسرتها في الموافقة علي الزواج به وعندما اصرت علي موقفها طردها والدها من المنزل وقاطعها في محاولة منه لردها إلي صوابها حيث كان يري بخبرة السنين بأن هذا الزواج محكوم عليه بالفشل ولكنها للاسف لم ترتدع وزادها نفور اسرتها منها اصراراً علي الارتباط به وحققت ما تمنته واقامت معه في سكن اسرته المتواضع بعد ان كانت تعيش في منطقة راقية ولديها سيارة بسائق اصبحت تتنقل في المواصلات العامة.. بعد عامين من الزواج ضاق صدر الزوج واحس بأن زواجه حملاً ثقيلاً علي كاهله فهو لم يتقدم خطوة واحدة للامام ولم يحسن دخله المادي بل اضاف حملاً اضافياً علي عاتقه بجانب مسئولياته تجاه اسرته والتي كانت تضع املها فيه لانتشالها من الحياة المتواضعة التي يعانون منها ولذلك طالبها بعدم التفكير في الانجاب الا بعد استقرار احوالهما المادية ولكنها ضربت بكلامه عرض الحائط وتمسكت بنصيحة صديقتها المقربة بأن وجود الاطفال سيزيد من ارتباطهما معاً وذلك بعد شكواها من تغير معاملته لها واحساسها بأن حبهما اصبح فاتراً وان حلمها في الحياة الجميلة المستقرة ضاع مع زوج محب بمجرد علم زوجها بحملها الذي حاولت اخفاءه عنه عدة اشهر جن جنونه واكد لها بأنه سيقوم بطلاقها لانها لم تمتثل لاوامره. طوال اشهر الحمل وبعد وضعها لتوأم انهارت صحتها النفسية والجسدية لسوء معاملة زوجها لها واحساسها بأنه تخلي عن حبهما وامعاناً في اذلالها رفض الانفاق علي اسرته وقام بطلاقها غيابياً فلم تجد سوي منزل اسرتها ملجأ تحتمي فيه بأطفالها وتأكدت بأن والدها كان علي حق عندما رفض زواجهما وبقدر ما كان حبها له بقدر ما كرهت حياتها معه ومعاداه اسرتها بسببه وقررت ان تقيم دعوي نفقة لاطفالها منه بالرغم من انه طوال اربع سنوات كاملة لم يفكر مرة واحدة في رؤيتهما.. امام عواطف محمد "خبيرة" مكتب تسوية المنازعات الاسرية بمحكمة الاسرة اكدت بأنها لاتريد من طليقها سوي الانفاق علي طفليه وفي حدود امكانياته لان هذا حق اصيل لهما عنده ولانه تجرد من مشاعر الابوه والحنان ولم يطالب برؤيتهما او الاطمئنان عليهما فهو بذلك يعتبر غير امين عليهما ولذلك قررت بعد التشاور مع اسرتها وبعد احتضانهم لها ولطفليها اللذين انكرهما والدهما قررت ان تعيش لاطفالها وان تقيم دعوي لاستمرار حضانتها لهما لانه من الواضح ان والدهما لايريدهما وهي تريد ان تستقر حالة طفليها النفسية. بعد الرجوع إلي الزوج الذي رفض الحضور لمكتب تسوية المنازعات الاسرية للتوصل لحل في مشكلة اطفالة اكد تقرير المكتب بأن الاطفال هما ضحية الانفصال ولان والدهما لم يفكر في رؤيتهما او الاطمئنان عليهما فمن الاصلح لهما ان يستمرا في حضانة والدتهما حتي تستقر حالتهما النفسية وتم رفع الدعوي للمحكمة للفصل فيها.