فجأة تغيرت نبرة بعض الإعلاميين في القنوات الفضائية. وفجأة أصبحوا أوصياء علي الوطن وأصحاب الحق دون غيرهم في انتقاد أداء الرئيس السيسي وحكومته. فبعد أن كانوا يهرولون لحضور لقاءات الرئيس بالإعلاميين. ويحزنون لو لم تتم دعوتهم لتلك اللقاءات بدأوا يقيّمون أداء الرئيس بطريقة لا تخلو من "جليطة وقلة ذوق". ووجدت وكالة رويترز الأمريكية للأنباء في هذا التغير "الاستراتيجي" من بعض الإعلاميين فرصة لتوجه سهامها كما تشاء لضرب استقرار الوطن. ذكر تقرير للوكالة المعروفة توجهاتها المضادة للأمن القومي المصري وقربها من الاستخبارات الأمريكية أن الانتقاد الإعلامي المصري الحالي للرئيس عبد الفتاح السيسي لم يسبق له مثيل. ويشير هذا الانتقاد من وجهة نظر الوكالة إلي أنه ربما لم يعد الرئيس السيسي يتمتع بدعم بلا تحفظ من الجماعات المتباينة التي أيدته بعد عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي قبل عامين. ألمحت الوكالة في تقريرها إلي أن الصحف المصرية لاحظ التعميم التي كانت تمطر السيسي بالمديح بدأت تشتكي من الرجل"!!" . وافترضت سيناريو خيالياً سيكون الأسوأ من وجهة نظرها أيضاً بالنسبة لحكم الرئيس السيسي إذا حدث تذمر في الجيش"!!". وأشارت الوكالة في نهاية تقريرها الخبيث إلي أن بعض رجال الأعمال ممن لهم علاقات بوسائل إعلام ولم تقل بعض ملاك القنوات الفضائية انتقدوا اعتماد الرئيس السيسي علي مؤسسات القوات المسلحة في تنفيذ المشروعات القومية العاجلة. هذا هو مربط الفرس. فبعض رجال الأعمال ممن يمتلكون قنوات فضائية يسخرون إمكانات قنواتهم من أموال وإعلاميين للتأثير علي الرأي العام وإرسال رسائل سلبية من خلال مذيعيهم وضيوفهم لتشويه أي مجهود يبذل ما دام لا يراعي مصالحهم الشخصية ومكاسبهم التي توقفت منذ ثورة 25 يناير .وعندما يتم إسناد تنفيذ المشروعات الكبري ذات صفة الأمن القومي للقوات المسلحة أكثر المؤسسات وطنية والتزاماً ودقة وكفاءة يعترضون . ورجال الأعمال هؤلاء هم أنفسهم الذين سعوا وما زالوا يسعون للاستحواذ علي وسائل الإعلام والصحف المصرية بأي شكل لتنفيذ ما يريدون. واحد من هؤلاء معروف للجميع . فقد شارك في ملكية صحف ذات توزيع كبير ومواقع إلكترونية. بجانب قنواته الخاصة ووكالته للأنباء التي أنشأها مؤخراً.. ولم يكتف بذلك. بل فكر يوماً في شراء المؤسسات الصحفية القومية الثلاث الكبري جمهورية وأخبار وأهرام ليكتمل مخططه الشيطاني. هذه النماذج من الإعلاميين ورجال الأعمال الخونة بالوكالة دون أن يدروا يرون أنفسهم أكبر من الدولة. ويحاولون إثارة الرأي العام أو التأثير علي شعبية الرئيس في هذا الوقت الذي تستعد فيه مصر لحصد ثمار عام من الشغل والعناء من الرئيس السيسي في الداخل والخارج ومعه كل المصريين الأوفياء لوطنهم. هذا المخطط الذي تشارك فيه بكل فجاجة وسائل إعلام ووكالات أنباء أجنبية لن ينجح لأن ما فعله الرئيس خلال هذا العام لا ينكره إلا جاحد. أفريقيا عادت لمصر. أوروبا تلتف بكاملها حول مصر. روسيا والصين واليابان تفتح أذرعها لمصر. الولاياتالمتحدة نفسها أقرت صاغرة رغماً عنها بأن ما حدث بمصر في 30 يونيو ثورة وليس انقلاباً. أما الداخل المصري فيكفي تلك النقلة الكبري التي ستبهر العالم بمشيئة الله يوم السادس من أغسطس بافتتاح قناة السويس الجديدة التي ستكون علامة فارقة في وضع مصر الاقتصادي. وهو ما بدأت بشائره برفع توقعات مؤسسة "ستاندرد آند بورز" المستقبلية لتصنيف مصر الائتماني من "مستقر" إلي "إيجابي".