علي الرغم من أن الإسكندرية بها ما يزيد علي "16" مولداً شعبياً لأولياء الله الصالحين منهم "5" موالد في خمسة أسابيع متتالية وهي "أبوالعباس. سيدي جابر. سيدي بشر. سيدي كمال. سيدي محمد الرحال" وتبدأ في شهر يوليو حتي أغسطس.. إلا أن ابوالعباس يظل أشهر موالد الإسكندرية. شهدت موالد الإسكندرية في الآونة الأخيرة ولأول مرة لجاناً شعبية لحمايتها نظراً لرفض السلفيين لموالد الطرق الصوفية وعدم اعترافهم بها خاصة في عهد الإخوان وقيامهم بهدم بعض المساجد التي تضم أضرحة بمنطقة مينا البصل وهو ما دفع القادمين من الريف إلي الخوف من التعرض للضرب والإهانة علي يد السلفيين وأثر ذلك بدوره علي مدة الاحتفال بالمواسم أو الموالد.. ولكن ظل "أبوالعباس" هو المولد الوحيد المحتفظ بهيبته ومريديه.. ونظراً لأن المدفن الخاص بأبوالعباس يقع بالقرب من المسجد الذي يحمل اسمه وهو أكبر مساجد الإسكندرية مع وجود "وقف" ينفق علي المسجد بخلاف صندوق النذور تمتد احتفالية أبوالعباس لما يقرب من الأسبوع وينتهي بالليلة الكبيرة التي يوجد بها الإنشاد والغناء الديني في ساحة مسجده. ونعود لأغرب الطقوس التي يتم اتباعها في مولد أبوالعباس والتي ينفرد بها عن سائر "الأولياء" بالثغر.. حيث يتوافد الرجال والنساء من كافة المحافظات ومعهم "مواقد" وأوان.. والطعام حتي الخبز المجفف ويفترش القادمون لرحاب أبوالعباس أرض الكورنيش وايضا أمام المنازل المحيطة ويعيشون حياتهم اليومية ما بين النوم علي الأرصفة والاستحمام بالبحر وقضاء حاجتهم بالمقاهي المحيطة بالمساجد والحصول علي المياه الصالحة للشرب في جراكن للطهو بها من المقاهي وهي أحوال معيشية في منتهي الصعوبة ولكن يعتبرها المريدون فرحة للحصول علي البركة وايضا الاصطياف. والمشاركة في المولد.. وينافس مولد "سيدي بشر" مولد أبوالعباس في مشاهد النوم علي الأرصفة من القادمين من الأرياف لوجود حديقة كبيرة مطلة علي مسجد "سيدي بشر" تتيح الفرصة للأسر للإقامة حتي موعد المولد.