إذا كانت الولاياتالمتحدة لا تعاقب علي جرائمها. فإن عدالة السماء لن تتركها مهما توهمت. آخر جريمة اسمها الجليفوسفات. وهذا هو اسم المادة التي قدمتها الولاياتالمتحدة لكل من بوليفيا وبيرو وكولومبيا لرشها علي زراعات نبات الكوكا الذي يصنع منه الكوكايين لابادتها. وأوهمت الولاياتالمتحدة الدول الثلاث بأنها مادة آمنة علي البيئة حسب تصنيفات وكالة حماية البيئة الأمريكية. ولم تنخدع بوليفيا وبيرو ورفضتا استخدام هذه المادة وانخدعت كولومبيا فاستخدمتها. وحذر أكثر من خبير وأكثر من منظمة هناك من خطورة هذه المادة علي البيئة ومن اثار ضارة لها علي المدي الطويل علي خصوبة الأرض وسلامة المحاصيل وصحة الأفراد. لكن الحكومة الكولومبية ضربت عرض الحائط بهذه النصائح حتي اضطرت إلي الاحتكام إلي منظمة الصحة العالمية التي اجرت دراسات أكدت صدق المخاوف وأنها مادة مسرطنة وقاتلة للإنسان والحيوان والنبات. وتبين أن الولاياتالمتحدة خدعت كولومبيا وأنها تحظر استخدام هذه المادة داخل حدودها. والغريب أن تصل الوقاحة بمسئول في وكالة حماية البيئة إلي درجة أن يقول إن أي أضرار تسببها تلك المادة تتضاءل أمام ما يسببه الكوكايين من أضرار لمن يقع في شرك إدمانه!!! وبدورها أوقفت كولومبيا استخدام هذه وبدأت في إعادة ما تبقي منها إلي الولاياتالمتحدة. وبدأت حكومتها تستعد لفيض من الدعاوي القضائية والاتهامات وربما انتهي الأمر بانتخابات مبكرة تنتهي إلي سقوطها.