أعلنت الحكومة الليبية انها تجري محادثات مع شخصيات من المعارضة لكن لا يبدو ان هناك فرصة تذكر لنهاية سريعة للحرب الاهلية لان كلا من الجانبين يتمسك بشدة بموقفه بشأن مصير معمر القذافي. وصرح سيف الاسلام ابن الزعيم الليبي معمر القذافي لصحيفة فرنسية انه ليس هناك أي مجال للتفاوض بشأن نهاية لحكم والده المستمر منذ 42 عاما بينما تراجع المعارضون عن تلميح بتقديم تنازل وجددوا مطلبهم بأن يرحل الان. وأعلن متحدث باسم حكومة القذافي ان مسؤولين من الحكومة أجروا محادثات بوساطة أجنبية مع شخصيات معارضة في ايطاليا ومصر والنرويج للتوصل الي اتفاق سلمي للازمة وان المحادثات مستمرة. وأي حديث عن قبول محتمل بالقذافي يمكن ان يدق اسفينا في صفوف حركة المعارضة التي نشأت عقب الانتفاضات التي تفجرت في تونس ومصر. والعديد من معارضي القذافي يعارضون بشدة أي شكل من أشكال التنازلات للزعيم الليبي. وقال متحدث باسم الحكومة أن من بين الشخصيات المعارضة التي شاركت في المحادثات عبد الفتاح يونس العبيدي وزير داخلية القذافي السابق الذي انشق وانضم للمعارضة في فبراير الماضي. ولم يتضح علي الفور ما اذا كانت المفاوضات تمت بعلم أو تأييد المجلس الوطني الانتقالي المعارض. وكان المجلس الوطني الانتقالي الذي اعترف به عدد متزايد من الدول علي انه الممثل الشرعي الوحيد للشعب الليبي قد قال انه لا تجري أي محادثات بينه وبين حكومة القذافي. وقال المتحدث باسم الحكومة موسي ابراهيم في بيان ارسل بالبريد الالكتروني انه خلال الاسابيع القليلة الماضية التقي في عدد من العواصم العالمية مسؤولون كبار في الحكومة الليبية مع اعضاء من المعارضة الليبية للتفاوض من أجل التوصل الي سبل سلمية للخروج من الازمة الليبية. وذكر ان المفاوضات المباشرة متواصلة الان. ورفض سيف الاسلام القذافي ابن الزعيم الليبي تلميحات بأنه يمكن التوصل الي تسوية سلمية تشمل رحيل والده وهو ليس مطلب المعارضين فحسب وانما القوي الغربية التي تقصف ليبيا منذ مارس. وقال سيف الاسلام لصحيفة لو موند الفرنسية ان والده ليس جزءا من المفاوضات وتساءل ان كانوا يعتقدون انه يمكن التوصل الي حل لا يشمل والده. ورد علي هذا التساؤل بقوله انه "مستحيل". وقال سيف الاسلام ان حلف شمال الاطلسي بدعمه للمعارضة اختار الجانب الخاسر. وأضاف قائلا ان الله معهم وانهم سيقاتلون وينتصرون.