أيام وليالي قضيتها في العاصمة الألمانية برلين ضمن وفد الصحافة الشبابية المشارك في برنامج موقع بين المجلس القومي للشباب ووزارة الشباب والطفولة والأسرة الألمانية. معظم الأماكن التي زرناها سواء مؤسسات صحفية أو منظمات شبابية كان الالمان يطلقون خلال استقبالهم لنا عبارة "دي ايجيبتين جودة ليتا" والتي تعني ان "المصريين ناس كويسين" خاصة الشباب لقيامهم بثورتهم والمطالبة بالعدالة الاجتماعية والمساواة والحرية والديمقراطية ووصل الحد الي الانبهار بما كان يجري في ميدان التحرير أثناء ثورة 25 يناير والشجاعة الباسلة التي كان يتسم بها الجميع لخلع نظام حكم استمر 30 عاما. ودار الحديث عن مستقبل مصر في الأيام القليلة القادمة وعن الفوضي في الشارع المصري وأجمع المسئولون الذين التقينا بهم من أصحاب الرأي والخبرة ان المانيا اجتازت محنتها في الحرب العالمية الثانية من خلال تأسيس أكبر مؤسسات البحث العلمي في المانيا قدم علي اعلان دستور المانيا الجديد وقبل اعلان تأسيس جمهورية ألمانيا الاتحادية بعام كامل في 23 مايو .1949 لقد وضع الألمان البحث العلمي في مقدمة مشروعات التنمية والتي بدأت فورا بعد نهاية الحرب في خضم الجوع والدمار وعملوا علي توفير مصادر التمويل بشكل عاجل.. دلالة هذا الحدث تكمن في ان النخبة السياسية في ألمانيا في هذا الوقت لم تر ان البحث العلمي هو رفاهية خاصة بالدول الغنية بل تؤمن بأن البحث العلمي ليس فقط السبيل الوحيد للنهوض والارتقاء بل هو وسيلة فعالة للخروج من الأزمات وحل جميع المشاكل التي يعاني منها المجتمع ككل. ان المانيا الآن هي الدولة الأولي في أوروبا في مجال البحث العلمي فطبقا للتقرير الحكومي الألماني للبحث والابداع لعام 2010 تحتل ألمانيا المركز الأول علي مستوي أوروبا والمركز الثالث في قائمة الدول التي تقدم أبحاثا جديدة منشورة في مجلات علمية مرموقة بعد الولاياتالمتحدة واليابان وحسب عدد الأبحاث تحتل ألمانيا الصدارة العالمية في ثلاثة حقول وهي "تقنية النانو وتكنولوجيا البصريات والتكنولوجيا الحيوية". وهناك تجربة أخري نجح فيها الشعب الألماني في اجتياز أزمة توحيد المانياالشرقية والغربية في زمن قياسي عام 1990 حيث حولوا المصانع الفقيرة المتواجدة في المانياالشرقية الي مصانع لها الصدارة في الانتاج بعد تطويرها لمواكبة العصر الجديد وفي خلال عام تقريبا تحولت هذه المصانع مثل مصانع السيارات الي مصانع عالمية حتي المطاعم تحولت إلي مطاعم مشهورة وارتقت إلي العالمية. النظافة.. والنظام.. واتقان العمل.. واحترام القانون.. عناوين رئيسية للحياة عند الشعب الألماني بالإضافة إلي احترام شعور الآخرين وآدمية الانسان من كل مكان دون تفرقة بين جنس أو لون أو عقيدة إلا القليل منهم يخرجون عن هذه القاعدة. اعتقد ان المصري لا يقل قيمة عن قرينه الالماني فنحن اصحاب ارادة وحضارة وقيم وعادات وتقاليد وتراث وموروثات جديرة بأن تجعل الانسان المصري في مقدمة الصفوف وان تعود مكانتهم للريادة في المنطقة بشرط إخلاص النوايا وتهيئة المناخ.. فهل من مجيب؟ .. انتهي الدرس الألماني.