في نبرة تعبر عن صدق المشاعر نحو ثورة الشعب التي قادها شباب مصر أكد المسئولون الألمان عن مدي تقديرهم لدور الثورة في الانتقال بمصر إلي مرحلة جديدة تحقق العدل الاجتماعي والمساواة والحرية والديمقراطية. وأشاروا إلي أن أحفاد الفراعنة صنعوا أمجاداً وأبهروا العالم في ثورتهم السلمية التي شارك فيها كل أطياف الشعب. أكد المسئولون أنهم مستعدون للتعاون مع القاهرة في كافة المجالات بالإضافة إلي التنسيق مع الاتحاد الأوروبي لتقديم الدعم والمساعدة. جاء ذلك خلال زيارة وفد من المجلس القومي للشباب وبمرافقة مجموعة من الصحفيين ورجال الإعلام المهتمين بقضايا الشباب ضمن بروتوكول التعاون المشترك بين المجلس برئاسة د.صفي الدين خربوش والحكومة الألمانية. أكدت منظمات المجتمع المدني والتطوعي والعاملة في مختلف مجالات الشباب بألمانيا استعدادها الكامل للتعاون مع أحفاد الفراعنة خاصة بعد ثورة 25 يناير وتقديم خبراتها في كافة المجالات لتعزيز العمل التطوعي وتفعيل دور الشباب به مقدرين دور ثورة شباب مصر للانتقال ببلدهم لمرحلة جديدة من العدالة الاجتماعية والمساواة والديمقراطية والحرية. أعرب المسئولون عن ثقتهم في قدرة مصر علي تجاوز مرحلة ما بعد الثورة واستكمال حالة الأمن والاستقرار لتهيئة الأجواء للعمل التطوعي والشبابي. أكد د.انسجار كلاين رئيس الشبكة القومية لمنظمات المجتمع المدني بألمانيا استعداده لزيارة مصر ولقاء مسئولي العمل التطوعي والشبابي لبحث مختلف مجالات التعاون وتقديم المساعدة لتفعيل دور منظمات الشباب والتطوع في المجتمع المدني مبينا أن منظمته تضم نحو 20 مشتركا ومنظمة بألمانيا علي استعداد التعاون مع مصر وكذلك التنسيق مع الاتحاد الأوروبي في هذا المجال. أعرب توماس هنسكن رئيس المركز التطوعي لتدريب الشباب علي الأعمال التقنية بألمانيا عن ترحيبه للتعاون مع منظمات والهيئات الشبابية والتطوعية في مصر وتبادل الخبرات لدعم مشاركة الشباب في المجتمع لتنمية مهاراتهم لسوق العمل وتفعيل العمل التطوعي من خلال برامج مشتركة. مؤكدا أن مصر صاحبة الحضارة يطلق عليها ام الدنيا لمكانتها وما تحتويه من ثلثي أثار العالم قادرة علي تخطي أي مشاكل راهنة وهي مرحلة طبيعية شبيهه لما حدث لألمانيا بعد توحيد شطريها الغربي والشرقي. من ناحية أخري أكد مسئولو بعض وسائل الإعلام الألمانية ثقتهم في قدرة مصر علي تجاوز مرحلة ما بعد ثورة 25 يناير وتعميق أهداف الثورة لتحقيق مطالبها وهي القضاء علي الفساد وتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة والحرية والديمقراطية. الدعوة لزيارة مصر وجددوا دعوتهم للشعب الألماني خاصة والأوروبي عامة لزيارة مصر وتشجيع السياحة إليها ودعوة رجال الأعمال للاستثمار وإقامة مشروعات مشتركة في مصر. كشفت بياتي سييل نائب رئيس تحرير صحيفة تاس الألمانية النقاب عن تبني الصحيفة حملة إعلامية لدعوة الألمان لزيارة مصر وآثارها العظيمة لقناعتها بعظمة وحضارة هذا البلد. أشارت إلي أن التقارير التي تلقتها الصحيفة من مراسليها بمصر أكدت عودة رجال الشرطة إلي الشارع المصري بشكل طبيعي مما يعطي انطباعا لدي الغرب بحالة الاستقرار. أكد بيتر كسبار رئيس تحرير صحيفة برلين أن كافة وسائل الإعلام الألمانية تابعت باهتمام بالغ تطورات ثورة 25 يناير المصرية وأيدتها لأنها نابعة من الشعب ونقلت للمواطن الألماني مجريات الأحداث التي كانت أغرب من الخيال حيث تمكن الشباب من القضاء علي نظام مبارك الذي استمر في الحكم 30 عاماً. وعد بزيارة مصر خلال الأيام القليلة القادمة لأنه من عشاق مصر حيث زارها أكثر 40 مرة أخرها قبل الثورة بأسبوع. أكد بورج بود زبيت مدير محطة الإذاعة ببرلين أن أحداث ثورة مصر جمعت العالم كله لمتابعة تطورات الأحداث أولاً بأول ومازال الجميع يترقب أحداث ما بعد الثورة. أعربت باربرا أورتيل نائب رئيس تحرير صحيفة تاس الألمانية عن تخوفها مع بداية الثورة من وصول تيار إسلامي متشدد إلي الحكم مما يؤثر سلبا علي دورها المتزن محليا وعالميا مؤكدة أن هذا التخوف تلاشي عندما تأكد الألمان أنها ثورة شعب وأن مصر متجهة إلي دولة مدنية حديثة وليس إلي دينية متشددة. اجمع الإعلاميون علي أن ثورة 25 يناير فرضت الاحترام علي العالم وأنها اعادت الاستقرار للشارع المصري وإلي حرية إقامة الاحزاب ومنظمات المجتمع المدني سيعيد مصر إلي مكانتها المرموقة وإنها في حاجة إلي المزيد من الاستثمار العربي والأجنبي لتجاوز هذه المرحلة. لقاءالسفير حرص السفير المصري رمزي عزالدين علي استقبال الوفد الصحفي للإطلاع علي آخر تطورات الأوضاع المصرية لدي الألمان. وأكد علي أن السفارة تتابع مع المسئولين بوزارتي الخارجية والمالية بالحكومة الألمانية طلبات الكشف عن ممتلكات وحسابات البنوك والبالغة 14 طلبا لحوالي 140 شخصية من أتباع نظام مبارك الذين قرر النائب بالتحفظ علي أموالهم في محاولة لاستردادها. أشار السفير إلي ثقة الحكومة الألمانية في مستقبل مصر السياسي والاقتصادي بعد ثورة 25 يناير والتي أعلنت اكتشاف قيمة مصر وشعبها واظهرت حقيقة شبابها الذي أبهر العالم بما حققه وحاز علي إعجاب وفخر شباب دول العالم. أشاد السفير رمزي بقوة العلاقات المصرية الألمانية التي زادت بعد ثورة 25 يناير. فكانت ألمانيا من أولي الدول التي سارعت لدعم الثورة وأعلنت عن مبادرة لسداد الديون بإجمالي 350 مليون يورو علي أربع سنوات تبدأ مع أول عام 2012 في مجالات البيئة والتعليم الفني والطاقة الجديدة والمتجددة. وكذلك إعلان ألمانيا تنفيذ برنامج لتنمية مشروعات صغيرة ومتوسطة للشباب في محافظات عديدة توفر نحو 8500 فرصة عمل. ويتم حاليا الاتفاق علي تنفيذ تلك المشروعات. أشار سفير مصر في ألمانيا رمزي عزالدين إلي أن الألمان حكومة وشعبا يقدرون دور القوات المسلحة في مصر التي حافظت علي الثورة. وحققت مطالب الشعب. وجنبت البلاد مخاطر حرب أهلية. كما يحدث في دول أخري. أعرب السفير عن عدم رضاه عن مستوي العلاقات الاقتصادية بين البلدين حيث لم ترتق لحجم التعاون السياسي المتميز. فلم تتجاوز الصادرات المصرية لألمانيا 330 مليون يورو رغم فرص الاستثمار الممكنة مع ألمانيا باعتبارها ثالث أكبر قوة اقتصادية بالعالم. مشيراً إلي فرص الاستثمار الممكنة مع ألمانيا والتي يمكن تنفيذها في مصر مستقبلا في مجالات الطاقة الجديدة والمتجددة والصناعات المغذية والمشروعات متناهية الصغر وفي قطاعات البترول والأدوية. طالب السفير بإزالة معوقات الاستثمار بين البلدين. ومنها التعقيدات الإدارية والحماية القانونية للمشروعات في مصر.. مناشدا رجال الأعمال الانفتاح علي السوق الألمانية الواعدة.. مؤكدا علي عدم وجود أي مشاكل جوهرية للجالية المصرية في ألمانيا والتي يتراوح عددها من 35:40 ألفا منهم 15 ألفا مسجلين لدي السفارة. غير أنه قال إن مزدوجي الجنسية يصعب علي السفارة مهمتها في حل أي مشاكل تخصهم.. مشيراً إلي أن هناك حوالي 800 دارس مصري في العلوم الهندسية في ألمانيا. ويوجد منتدي مصري في كل ولايات ألمانيا ينسق بين أبناء الجالية. وتوفر له السفارة والقنصليتان المصريتان كل دعم ويستضيف الشخصيات المصرية. وقال السفير إنه سيتم عقد مؤتمر لدعم الاستثمار بين البلدين في برلين خلال شهر لبحث فرص الاستثمار المستقبلي. وقام د.محمد راشد أستاذ العلوم السياسية بجامعة فرانكفورت الذي يعيش في ألمانيا منذ أكثر من 25 عاما بمرافقة الوفد المصري في كافة زيارته وكان نقطة التواصل بين الوفد المصري والمسئولين الألمان.. خاصة في عملية الترجمة.