تفجير برجي كهرباء مدينة الإنتاج الإعلامي كان متوقعاً.. فكل المقدمات والشواهد علي كافة المستويات تؤدي إلي ما حدث وأكثر.. وكم نادينا بضرورة تأمين المدينة وكل ملحقاتها ولكن لقد أسمعت إذ ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي..!!! تعالوا أذكر نفسي وإياكم بهذه المعطيات والشواهد: * أولاً.. مدينة الإنتاج أصلاً مستهدفة من قبل 30 يونيه 2013 أم نسيتم محاصرة صلاح أبو إسماعيل وقبيله لها والمحاولات العديدة لاقتحامها منه ومن الإخوان الإرهابيين والتعدي علي مقدمي البرامج والضيوف أثناء الدخول والخروج؟؟.. وبعد الثورة ظلت هدفاً استراتيجياً للإخوان وأذنابهم.. تارة عبر مواقعهم الالكترونية وقنواتهم المصدرة للإرهاب وتارة أخري من خلال التهديد المباشر بحرقها.. ألا يعطي هذا جرس إنذار؟؟.. ولكن.. لا حياة لمن تنادي. * ثانياً.. الإخوان وتنظيماتهم وطوال قرابة سنتين استهدفوا من بين ما استهدفوا أبراج الضغط العالي في كل ربوع مصر ولا يمر يوم إلا ويسقطون برجاً أو أكثر للإضرار بمصالح واقتصاد البلاد التي لا ينتمون أساساً لها ولتأليب الرأي العام ضد الرئيس السيسي والحكومة.. وقد استغلوا خلاياهم النائمة في المواقع الخدمية المؤثرة عامة وفي وزارة الكهرباء خاصة والتباطؤ الشديد في إبعاد هذه الخلايا أسوأ استغلال.. وكم نادينا بضرورة تأمين الأبراج وتصفية كل من يقترب منها وكشف الخلايا النائمة لإجهاض هذا المخطط.. ولكن.. لا حياة لمن تنادي. * ثالثاً.. لأن عدد الأبراج كبير جداً ويصعب وضع حراسة علي كل برج فقد نادينا بتأمين الأبراج المغذية للمواقع الحساسة والمهمة مثل مدينة الإنتاج الإعلامي بشكل أكثر احترافية. والسؤال: ألم يكن متوقعاً أن يستهدف الإخوان الإرهابيون هذه الأبراج بعد أن أيقنوا أن اقتحام المدينة نفسها مستحيل علي الأقل لإصابة الإعلام بالخرس ولو لساعات وعمل "فرقعة" مدوية في الخارج ضد مصر؟.. متوقع وقلناه مراراً ولكن.. لا حياة لمن تنادي. * رابعاً.. أن يصل الإرهابيون إلي البرجين دون عوائق ويزرعوا 8 قنابل تحتهما ولم يمنعهم أحد فإن هذا يعني ببساطة شديدة أن هناك تقصيراً أمنياً وإدارياً يستوجب محاسبة المقصرين اليوم قبل الغد.. الغوا من حياتنا ولو مرة واحدة تعبير "ولكن.. لا حياة لمن تنادي". إن تفجير برجي كهرباء مدينة الإنتاج الإعلامي هو رسالة قصيرة من 4 كلمات محددة المعاني يقول فيها الإخوان الإرهابيون: "نستطيع الوصول لأي موقع".. فهل استوعب مسئولونا الرسالة.. أم انه حادث ويمر مثل غيره.. لنعود ونقول: "لا حياة لمن تنادي"..؟؟ عندي أمل أن يكون هذا الحادث الإجرامي "نوبة صحيان" من الغفلة التي يحياها بعض مسئولينا تدفعهم وبسرعة إلي وضع استراتيجية جديدة وغير تقليدية لتأمين المواقع المهمة وملحقاتها وإلا فإن النتائج ستكون كارثية بحق. كلام أعجبني: إذا ضاقت بك الدنيا فلا تقل يارب عندي همى كبيرى.. ولكن قل يا هم لي ربى أكبر.