بعد اثني عشر عاماً من المفاوضات بين إيران والغرب. توصل الطرفان إلي بوادر اتفاق لحل أزمة البرنامج النووي الإيراني. بحيث يتوقع أن يوقع الاتفاق - بصورته النهائية - في يونيو القادم. ظل العالم - طيلة الأعوام الفائتة - نهباً لإصرار إيران علي مواصلة برنامجها النووي. باعتباره برنامجاً سلمياً. ورفض الغرب - نيابة عن نفسه. وعن إسرائيل - مواصلة إيران برنامجها النووي. وإعلان إسرائيل المتكرر أنها ستلجأ - منفردة - لضرب المفاعل الإيراني. وهو ما ردت عليه القيادة الإيرانية بتهديدات مماثلة. وأن إيران ليست العراق ولا سوريا. حين ضربت مفاعلاتهما النووية دون رد فعل. عدا التعبير الكليشية بالرد في الوقت المناسب. وهو الوقت الذي لم يأت حتي الآن! التصريحات التي تبرع بها كل من قيادات إيران والغرب. لا تلغي الطريق الجديدة التي اختار الطرفان ارتيادها. وأن مرحلة عض الأصابع قد انتهت. بصرف النظر عن الصراخ المتعالي في تل أبيب يحذر من أن البرنامج النووي الإيراني سيزيد الإنتشار النووي في المنطقة. ومخاطر اندلاع حرب مدمرة - والكلمات لبنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل. ومع إقرارنا بمخاطر الانتشار النووي. فإن هذه المخاطر يعيشها الوطن العربي منذ أنشأت إسرائيل مفاعلها في ديمونة. وانتجت عشرات القنابل النووية التي تضع في فوهات براكين تهدد كل مظاهر الحياة. لعل أهم ما يتضمنه الاتفاق بين إيران ودول الغرب تجميد البنية المستخدمة في تصنيع أجهزة الطرد المركزي. ووضع كل الاجهزة والبنية التحتية التي تمت إزالتها تحت الرقابة المباشرة لوكالة الطاقة الذرية. بالاضافة إلي إنشاء لجنة خاصة لمراقبة أنشطة إيران النووية. تعني بالنظر في الطلبات الإيرانية لاستيراد المواد المتعلقة بالأنشطة النووية. ومنح الوكالة معلومات متجددة حول البرنامج النووي الإيراني. من حق الدول أن تستفيد من الطاقة النووية في صنع تقدمها.. وإذا كانت إسرائيل تخشي علي أمنها من برنامج إيران النووي. فقد كان عليها أن توقع اتفاقية الحظر النووي. الأمر الذي يجب أن يشمل كل دول المنطقة. يصعب التصور أن أدافع عن نفسي بالعصا في مواجهة من يستخدم الرصاص.. المثل أجده في الحالة الإسرائيلية التي تخشي الخطر النووي الإيراني. بينما تضع الخطر نفسه في مساحة الأرض الفلسطينية المحدودة المساحة. وتهدد بتأثيراته الوطن العربي. ودول المنطقة. البنود التي تشكل نواة الاتفاقية النهائية التي ستوقع في المستقبل القريب. تصلح - بل هي ضرورة - للبرنامج النووي الإسرائيلي. من غير المتصور أن يلح الغرب علي إيران لتقليص برنامجها النووي. قبل أن يعطي ثماراً حقيقية. بينما يمثل مفاعل ديمونة خطرا داهما. ليس علي الوطن العربي فحسب. وإنما علي سلام العالم. متي تتحرك الدبلوماسية العربية؟!