أثار قرار الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة بوقف برنامج "مع إسلام" الذي يقدمه الإعلامي إسلام بحيري ردود فعل واسعة علي الساحة الدينية. أكد د.عبدالفتاح إدريس -أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر- أن هذا البرنامج لا جدوي لوجوده أصلاً وذلك لأن مقدم البرنامج لم يتأهل للحديث في أمور الشرع. وإنما منهجه هو التقاط بعض الآراء التي في كتب السلف واستنتاج مآلاتها للتشكيك في العقيدة من جانب. والضرب في ثوابت هذه العقيدة من جانب آخر. فضلاً عن التشكيك في الدين الإسلامي عقيدة وشريعة. يضاف إلي هذا أنه عمد إلي كتاب تلقاه سلف الأمة بالقبول وتلقاه خلفها بالقبول أيضا وهو "صحيح البخاري". وقد كان منهجه في نقد الأحاديث الواردة في "الصحيح" هو تحكيم عقله فيها ليري إذا كانت تتفق مع عقله فيقرها أو لا تتفق مع عقله ورؤيته فيكذبها. وهذا يضع الناس أمام معتقد جديد وهو أن سلف الأمة الذين تقبلوا ما في "صحيح البخاري" كانوا مغيبين وأنهم لم يدركوا ما أدركه مقدم البرنامج. وقد وصل به الغرور مبلغه إلي حد أنه اعتبر كتب الحكم علي الحديث "تافهة". وأن الذين وضعوها وضعوا أمراً هو كله من قبيل العبث وأن محتوي هذه الكتب لا قيمة له ولا وزن. أضاف أن إغلاق هذا البرنامج ووقفه تأخر كثيراً وكان لهذا التأخير تداعياته الخطيرة علي معتقد الناس وثوابت الدين الإسلامي وقيم المجتمع وأخلاقه وهذا ظاهر لا يحتاج إلي إقامة دليل أو برهان. يقول د.أحمد كريمة -الأستاذ بجامعة الأزهر- إنه في العمل الإعلامي السليم لو وجدت شبهة فمجالها ليس العلانية أو علي الملأ وأمام العوام ولكن في قاعات البحث والدراسة بحضور العلماء يضاف إلي ذلك أن مجابهة من به شطط يكون بأخلاقيات الدعوة. طالب د.كريمة مؤسسة الأزهر أن تنشئ مركزاً ثقافياً للرد علي الشبهات والاستيضاحات والمناظرات العلمية بدلاً من الأعمال الفردية ومن مثل هذه البيانات التي لا تتناسب مع قامة الأزهر وقيمته ومكانته ورسالته ويقترح ترشيد البرنامج وأن يضم معه الإعلامي الذي أثيرت حوله هذه الضجة لقاء مشترك مع عالم من العلماء يناقشه الحجة بالحجة والدليل بالدليل. الشيخ منصور الرفاعي عبيد -وكيل وزارة الأوقاف الأسبق- يرفض مصادرة الرأي ويدعو للمناقشة الموضوعية بحيث يكون هناك تحليل بدقة لكل ما يقوله هذا الإعلامي. ويؤكد أنه عندما يستمع إليه يستنكر بشدة ما يقوله لأنه غير قارئ للتاريخ وليس عنده معلومات جيدة عن أسباب الحوادث التي قال فيها الرسول صلي الله عليه وسلم ما قاله. فلكل حادثة حدث ولكل قول رد فعل مما قيل ونحن ندرك أن الرسول صلي الله عليه وسلم لم يتكلم من تلقاء نفسه وإنما هو كما قال ربنا جل جلاله: "وما ينطق عن الهوي إن هو إلا وحي يوحي". من جهته أعلن إسلام بحيري في برنامجه الليلة الماضية أن ما حدث سقطة للمستشار القانوني بالأزهر معللاً بأنه يحسب أن شيوخاً كباراً في الأزهر كتبوا البيان الذي تم تقديمه لهيئة الاستثمار. وأن قرار وقف البرنامج سُبة في جبين مصر. وفي جبين حرية الفكر وحرية التعبير وحرية الإعلام وليس في جبين إسلام بحيري. متمنياً أن ينصر حكم القضاء دولة القانون ودولة المؤسسات. مؤكداً أن البرنامج سوف يعود بالقانون. ساعتها ستكون وزارة الاستثمار قد خسرت كثيراً بمخالفتها للدستور.