أقام أوركسترا القاهرة السيمفوني احتفالاً بعيد الربيع في المسرح الكبير بدار الأوبرا واستضاف فيه اثنين من المغنين الأوبراليين العالميين كما قدم برنامجاً شيقاً.. الحفل قاده المايسترو أحمد الصعيدي القائد الأساسي والمدير الفني للفريق والذي خرج في هذا الحفل عن نظام حفلات السيمفوني التقليدية ليقدم لنا برنامجاً متنوعاً يتناسب مع هذه المناسبة واستمعنا إلي ثماني عشرة مقطوعة قصيرة تنوعت بين الموسيقي البحتة والأغاني ذات الطبيعة الراقصة. عدد كبير من فقرات البرنامج يتم عزفه لأول مرة في مصر مثل افتتاحية أوبرا "الفلاح والشاعر" للمؤلف الموسيقي فرانز فون سوبيه "1819 1895" والتي بدأ بها البرنامج وتضمنت ألحاناً جميلة شيقة أعطت تمهيداً للمتفرج عن طبيعة البرنامج الذي سوف يستمع إليه و"أوبرا الفلاح والشاعر" كتبها سوبيه عام 1846 وعرضت في نفس العام بقيادة المؤلف علي مسرح تياتر آن دير فين بمدينة فيينا وتعد الافتتاحية الخاصة بها من أهم وأشهر ما كتب من أعمال فهي تتميز بإيقاعاتها الشيقة وكتاباتها الأوركسترالية التي تضفي عليها جواً مبهجاً وحماسياً وتبدأ الافتتاحية بآلات النفخ النحاسي ممهدة لفقرة منفردة لآلة التشيللو والتي يعقبها دخول جميع الآلات الوترية يليها مشاركة من الأوركسترا بأكمله ليقدم ملخصاً مترابطا لقصة العمل وقد أداها الأوركسترا بجمال وإتقان. نجوم الحفل تضمن البرنامج أيضاً ثلاثة أعمال ليوهانس برامز "1833 1897" اختارها من عمله الشهير الرقصات المجرية حيث قدم منها الرقصات رقم 1 و3 و10 وتعد الرقصات المجرية من أشهر أعمال برامز وهي عبارة عن إحدي وعشرين مقطوعة تمت صياغتها علي إيقاعات مجرية راقصة تتراوح مدة القطعة بين ثلاث وأربع دقائق وقد ألفها برامز لأربع أياد علي البيانو ونظراً لنجاحها تم توزيعها للأوركسترا وقد انتهي برامز من كتابتها عام ..1896 وتعد الرقصات المجرية من الأعمال المحببة للجمهور المصري الذي تجاوب معها في الحفل وحظيت بتصفيق كبير.. قدم الصعيدي في البرنامج ثلاث أغنيات لموتسارت "1765 1791" الأولي آريا منفردة من أوبرا دون جيوفاني وعنوانها "حتي يحصلوا علي قدح النبيذ" والتي أدتها السبرانو ريرا لورين والثانية كانت أغنية ثنائية بينها وبين البارينون ماركوس فيربا من نفس الأوبرا بعنوان "دون جيوفاني تسيرلينا" والأغنية الثالثة ثنائية أيضاً من أوبرا "الناي السحري" بعنوان "بابا جينو بابا جينا".. والمغنيان جاء أداؤهما علي درجة عالية من الاتقان ومن ثم كانا من عناصر الجذب الجماهيري. كان من الصعب أن يمر هذا الحفل دون أن يتضمن عملاً من أسرة شتراوس وقد اختار المايسترو فالس أصوات الربيع مصنف 410 ليوهان شتراوس الابن "1833 1897" والذي جاء مناسباً تماماً لأجواء الربيع التي يدور عنها الحفل أيضاً في نفس الإطار قدم لنا من أعمال تشايكوفسكي "1840 1893" فالس الزهور من باليه "كسارة البندق"..