في ميدان استاد القاهرة كنت متابعاً لكل أحداث القمة.. قبل وأثناء وبعد المباراة.. ولم يكن الجانب الفني هو الشيء الوحيد الذي لفت الأنظار.. فقد كانت هناك مشاهد أخري عديدة ربما أكثر أهمية من المباراة ونتيجتها وتأثيرها علي مسيرة الدوري.. وعبر السطور القادمة سأستعرض 13 مشهداً خرجت بهم من السيناريو الذي امتد لأكثر من خمس ساعات موعد وصولي ومغادرتي لاستاد القاهرة. 1 عيب علي الأهلي والزمالك من العيب علي الأهلي أن يفقد درع الدوري هذا العام بكل ما يملك من استقرار إداري وجهاز فني بالملايين ونجوم علي كل المستويات السنية وهذا القطاع الرهيب من الجماهير حتي وإن عاكسته الظروف في بداية الموسم.. والعيب أن يفرح الأهلي بالتعادل ويتعجل صافرة الحكم لانهاء اللقاء في وقت كان لاعبو الزمالك يجرون أقدامهم في الملعب وبرغم ذلك كانوا الأقرب لخطف هدف الفوز في الوقت الضائع.. وقمة العيب أن يغضب الزمالك وجمهوره من حسام حسن لأنه غضب غير مبرر إذا ما تم تقييم الموقف جيداً وحدثت مقارنة منطقية بين الناديين.. ولعل أبرزها كم الجماهير التي ساندت الأهلي والجماهير التي ساندت الزمالك!! 2 الحوار في الملعب لعب الزمالك بطريقته 4/4/2 وبرغم ذلك كان يهاجم بستة لاعبين هم: شيكابالا وأحمد جعفر في الهجوم ومن الوسط حازم إمام والمحمدي ومن الخلف عبدالشافي وعمر جابر.. ويدافع بثمانية لاعبين الرباعي الذي يدعم الهجوم وثنائي وسط الدفاع إبراهيم صلاح وعاشور الأدهم وثنائي الدفاع فتح الله والصفتي. أما الأهلي فقد أربك لاعبيه في الملعب بشكل كبير بدأ باستبعاد سيد معوض والدفع بأحمد فتحي يساراً ومحمد بركات مدافعاً وكتف حركة حسام غالي لتغيب الفاعلية الهجومية بغياب غالي وبركات.. وفي الشوط الثاني لم يغير جوزيه من الأمر شيئاً سوي الدفع بمهاجم ثالث هو دومينيك علي حساب إينو الذي لم يكن سيئاً.. وأمام هذا التغيير خاف العميد فاستبدل هاني سعيد "ليبرو" بدلاً من حازم إمام.. وسقط جعفر فلعب عودية بشكل اجباري.. وعاد جوزيه ليعدل من وضع فريقه ودفع بأحمد حسن وسعيود فدفع العميد بأحمد توفيق بجوار إبراهيم صلاح والأدهم لافساد سيطرة الأهلي علي الوسط ونجح احياناً في ظل حالة الفتور التي لعب بها الأهلي حتي كاد الزمالك يخطف هدف الفوز. 3 تفوق العميد نجح حسام حسن في ايقاف مسلسل انتصارات الأهلي علي الزمالك بالدوري وخرج متعادلاً معه أربع مرات وكانت له الأفضلية في كثير من الأوقات برغم الفارق الكبير بين ما يملكه الأهلي ويملكه الزمالك وهو دليل تفوق حسام مع الزمالك بخلاف سنوات طويلة كان الكل يتوقع فوز الأهلي ويفوز بالفعل. 4 تراجع الثعلب تراجع مانويل جوزيه كثيراً.. وبدا الأهلي وكأنه استبدل الثعلب العجوز بثعلب آخر بات مقلقاً لجماهيره ومحيراً في التشكيل الذي يلعب به واصراره علي قتل الكثير من نجوم الفريق كبارا وصغارا.. حتي تغييراته التي يعتقد البعض أنها عبقرية أري أن البطل فيها امكانات اللاعبين أنفسهم. 5 تمثيليات نجوم الزمالك جاءت تمثيليات نجوم الزمالك بالسقوط المتتالي في الملعب مكشوفة تشبه الي حد كبير عملاً درامياً غير متقن.. فقد كنا نشاهد اللاعب يسقط ثم ينهض وينطلق كالحصان في الملعب وكأنه يريد أن يقول إننا نتعرض للضرب في كل مكان وكل دقيقة ربما يسفر ذلك عن طرد لاعب أو أكثر.. وقد شهدنا مبالغ في سقوط فتح الله والصفتي وعمر جابر وحازم إمام والأدهم وإبراهيم صلاح والمحمدي وشيكابالا وجعفر. 6 تناقض الجماهير أكدت جماهير الأهلي والزمالك أنها تملك من الابداع ما يفوق أي جماهير في العالم... ولكن لديها من الانفلات ما يصيبك بالاحباط. 7 لاعب ولاعب في الوقت الذي شاهدنا فيه نجوماً خرجت عن النص أثناء وبعد المباراة بسلوكيات همجية وجدنا نجوماً سيطرت علي الموقف بحكمة الكبار وخبرة طويلة وهم: وائل جمعة وأحمد حسن وعبدالواحد السيد وأحمد جعفر. 8 براءة الحكم المصري قدم الحكم الهولندي باخطائه الكثيرة شهادة براءة لحكام مصر من تهمة الخطأ المتعمد أو مجاملة ناد علي حساب آخر .. وليت الزمالك ورفاقه يكفون الآن عن المطالبة بالحكام الأجانب. 9 هاني سعيد لانك لاعب جميل ومهذب ونعرفك قمة في الانضباط فلن أتكلم عن انفعالك وخروجك عن النص في هذا اللقاء وأنا علي يقين أنك ستعتذر للجميع. 10 دومينيك هذا اللاعب تراجع مستواه كثيراً برغم أهدافه المؤثرة حيث غابت عن المهارات الخاصة التي كان يتمتع بها عند قدومه إلي الأهلي.. ويبدو ان جوزيه فرض عليه أشياء معينة تصيبه بارتباك شديد. 11 سذاجة المدافعين وغياب الحارسين غاب عبدالواحد السيد وأحمد عادل عبدالمنعم في الأهداف الأربعة وشاركهم في ذلك السذاجة التي لعب بها الدفاع في الفريقين عدا وائل جمعة. 12 الدهن في العتاقي رأينا هذه المقولة بقوة في تألق وائل جمعة والفارق الذي صنعه أحمد حسن بعد نزوله وفي غياب عمرو زكي وحسن مصطفي عن الزمالك. 13 أمن وتنظيم رائع كل الشكر لإدارة الزمالك بالكامل وخاصة صدقي الجميل الدكتور أشرف صبحي علي التنظيم الرائع.. وكل الشكر للأمن الذي تعامل بصورة حضارية ومحترمة مع كل الحضور.
