أنقذت رأس اللاعب الأثيوبي صلاح الدين سعيدو فريق الأهلي ومديره الفني الاسباني جاريدو من فقد نقطتين أمام ضيفه الرجاء بعدما أحرز الهدف الثاني للأحمر ليخرج فائزاً بهدفين مقابل هدف في ختام الجولة الثالثة والعشرين من الدوري الممتاز. ومنح هدف سعيدو ثلاث نقاط ثمينة للأهلي ارتفع بها رصيده إلي 39 نقطة ليصبح علي بعد أربع نقاط من صاحب المركز الثاني إنبي ويقترب من الوصول إليه خاصة وأن للأهلي مباراة مؤجلة أمام الداخلية ويستمر الأمر في ملاحقة الزمالك المتصدر بعدما حافظ علي فارق التسع نقاط بينهما فيما تجمد رصيد الرجاء المجتهد عند 20 نقطة باقياً في المركز السابع عشر كما هو. وللحقيقة وجد الأهلي صعوبة ملحوظة في الفوز علي نظيره الرجاء وهو الذي جاء بشق الأنفس بالفعل وبعد مرور 85 دقيقة كاملة ظل خلالها الرجاء محافظاً علي التعادل ونقطة كانت بحوزته ثم طارت منه فجأة برأسية سعيدو. ورغم البداية القوية للأهلي وتسجيل هدف مبكر بعد مرور 11 نقطة فقط عبر اللاعب النيجيري بيتر ابيمبوي وتوقع الجميع لسيطرة تامة للاعبي الفريق علي مجريات اللعب بعد الهدف إلا أن سير أحداث اللقاء جاء عكس المتوقع وحبس لاعبو الأهلي أنفاس جماهيرهم وجهازهم الفني بعد الفشل في الوصول إلي مرمي حارس الرجاء محمد فتحي رغم السيطرة الميدانية علي وسط الملعب ووجود كل القوة الضاربة في أرض الملعب لكن الجميع عجز عن فك شفرة دفاعات الرجاء. في المقابل يحسب لفريق الرجاء بقيادة المدير الفني سمير كمونة تقديم مباراة تكتيكية قوية رغم لجوئه للدفاع معظم فترات المباراة إلا انه كان دفاعاً منظماً تماماً ولم يكن ارتجالياً بالمرة مما أتاح للفريق الظهور بصورة جيدة ولو استطاع تنفيذ الهجمة المرتدة كما يجب لاحراج الأهلي بشدة وأهدر عليه نقاط المباراة الثلاث. بدأ الأهلي المباراة مهاجماً منذ اللحظة الأولي ووضح تفوق خط الوسط في ظل الدعم المبكر من ظهيري الجنب النشطين الأيمن باسم علي والأيسر حسين السيد مع مساندة مؤمن زكريا لكليهما حيث منحه جاريدو حرية التحرك ورغم النشاط الهجومي المبكر للأهلي إلا ان ذلك لم يدفع لاعبي الرجاء للتراجع وتقديم الأداء الدفاعي البحت بل كان هناك محاولات لصنع هجمات مرتدة سريعة لكنها باءت بالفشل بسبب وجود كثافة دفاعية من جانب الأهلي والتي قابلها المهاجم ايمانويل بمفرده فلم يفلح في التعامل معها. وأسفر الضغط الهجومي للأهلي عن الهدف الأول بعدما استثمر بيتر ابيمبوي تمريرة عبد الله السعيد السحرية التي وضعته منفرداً بالحارس محمد فتحي ليضعها لوب تجاه المرمي يحاول المدافع عمرو نبيل اللحاق بها لكنه يكملها إلي داخل الشباك بعد مرور 11 دقيقة فقط. يدخل فريق الرجاء اللقاء فجأة وبعد مرور 25 دقيقة من الشوط الأول ويبدأ مبادلة الأهلي الهجمات متخلياً عن حذره الدافعي ويتحرك أمير قيصر وأحمد فتحي وكابونجا وأمامهما المزعج والنشط السريع ايمانويل. وينفرد ايمانويل بالحارس شريف اكرامي داخل منطقة الجزاء من تمريرة بينية ويتخطاه ويصطدم بجسد شريف اكرامي ويطلق حكم اللقاء جهاد جريشة صفارته معلناً احتساب ضربة جزاء للرجاء ويعترض اكرامي وحسام غالي ولكن دون تغيير في القرار وذلك رغم عدم وجود أي شبهة ضربة جزاء علي الاطلاق. يتصدي أمير قيصر لضربة الجزاء ويسددها بهدوء شديد علي يسار الحارس شريف اكرامي فيما يذهب اكرامي للجهة اليمني محرزاً هدف التعادل وتعود المباراة إلي نقطة البداية بعد مرور 36 نقطة من هذا الشوط. يندفع كل لاعبي الأهلي للهجوم من كل الخطوط وبالفعل كاد بيتر ابيمبوي يسجل هدف التفوق ولكن كرته تصطدم بزراعه فيحصل علي بطاقة صفراء منضماً إلي زميليه عبد الله السعيد وسعد سمير اللذين سبقاه الي البطاقة الصفراء. يحصل الأهلي علي ضربة حرة من أمام قوس منطقة الجزاء بعد خطأ لصالح اللاعب عماد متعب يتصدي لها عبد الله السعيد لكنه يسدد في السماء عالية جداً بغرابة شديدة لينتهي الشوط الأول بالتعادل بين الفريقين 1/1. مع انطلاقة الشوط الثاني من اللقاء يرفع المدير الفني الاسباني جاريدو شعار لا بديل عن الفوز وبعد مرور ثلاث دقائق فقط يجري تغييرين هجوميين دفعة واحدة بسحب الثنائي لاعب الوسط المدافع حسام عاشور الذي لم يظهر كثيراً في الشوط الأول والمهاجم بيتر صاحب هدف الأهلي ويدفع بكل من تريزيجيه ووليد سليمان. أصبح الوسط المهاجم محمود حسن تريزيجيه وصانع الألعاب وليد سليمان ليملك الأهلي بهذا التغيير كثافة هجومية كبيرة بوجود رأس الحربة الصريح عماد متعب ومن خلفه كل من عبد الله السعيد ومؤمن زكريا ووليد سليمان وخلف كل هؤلاء محمود حسن تريزيجيه المعروف بنزعاته الهجومية أيضاً ليضغط الأهلي بخمسة لاعبين علي دفاع الرجاء بحثاً عن الهدف الثاني. كان طبيعياً ان يتراجع كل لاعبي الرجاء للخلف ليدافع بتسعة لاعبين بعد تعليمات من المدير الفني للفريق سمير كمونة من أجل الحفاظ علي التعادل مع التركيز علي الهجمات المرتدة السريعة بحثاً عن هز شباك الأهلي مجدداً. تمر عشرون دقيقة دون أي جديد ضغط متواصل من الأهلي ومحاولات عنترية للاعب وليد سليمان جميعها بعيداً عن الثلاث خشبات لاعتماده علي الناحية الفردية دون التعاون مع زملائه في الملعب. يدفع جاريدو بآخر أوراقه البديلة قبل نهاية اللقاء بخمس عشرة دقيقة وهو اللاعب الاثيوبي الكسول صلاح الدين سعيد رغم كونه صاحب مهارات تهديفية عالية للغاية علي حساب مؤمن زكريا الذي لم يضع بصمته مع الأهلي حتي الآن لكونه يملك مهارات فنية عالية. يلعب وليد سليمان كرة الضربة الركنية علي الزاوية القريبة وكان صلاح الدين سعيد منتظراً في الموعد والمكان المناسب ليحولها برأسه في الشباك وسط حراسة مدافعي الرجاء مسجلاً الهدف الثاني والانقاذ للأهلي ليفض بذلك الاشتباك القائم لتهدأ أعصاب لاعبي الأهلي. يعود الرجاء للظهور هجومياً في آخر خمس دقائق من اللقاء بحثاً عن ادراك التعادل فيما يلعب الأهلي بتحفظ هجومي نسبياً حتي لا تتعرض شباكه للاهتزاز للمرة الثانية وفي هذه الأثناء تتاح فرصة ذهبية للأثيوبي صلاح الدين سعيد للتهديف مجدداً بعدما انفرد بالحارس محمد فتحي وبدلاً من ان يراوغه تعجل وفضل التسديد لتصطدم الكرة بالحارس ويلحق بها المدافع علي العربي ولو سجل لانهي اللقاء تماماً. وبعد سلسلة تمريرات من هنا وهناك يمر الوقت المحتسب بدل من الضائع لينتهي اللقاء لصالح الأهلي بهدفين مقابل هدف ليحصل حامل اللقب علي ثلاث نقاط غالية كادت تضيع منه بالفعل.