حسنا فعل المحامي سمير صبري بتنازله عن القضية التي رفعها باعتبار منظمة "حماس" الفلسطينية منظمة إرهابية لأنه لو لم يفعل ذلك لاعتبرت إسرائيل أن هذه المنظمة "إرهابية" باعتراف مصر التي تدعم القضية الفلسطينية بكل قوة.. وكانت تل أبيب ستتعامل مع "حماس" وفي يدها "كارت" مصري بأن هذه المنظمة تستحق السحق والإبادة!! المحامي قال في تبريره لسحب القضية انه لا يريد أن ترفع مصر يدها عن الفلسطينيين باعتبار انها القضية الرئيسية التي تشغل بال الأمة العربية وتدافع عنها جميع الدول العربية حتي يحصل الفلسطينيون علي حقهم المشروع في إقامة دولتهم علي أرضهم المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدسالشرقية.. ومصر في مقدمة هذه الدول. هذا الشعور الأخوي الصادق الذي تؤمن به مصر تجاه فلسطين وتجاه منظمة "حماس" وهذه الرؤية الوطنية التي رآها المحامي سمير صبري تؤكد أن القاهرة لن تتخلي أبدا عن قضية فلسطين. لكن ماذا عن الجانب الآخر الذي تقفه "حماس" من مصر؟! وكيف نوفق بين معسول الكلام الذي تنطق به علنا أمام الرأي العام وتعلن أنها المدافعة عن حدود مصر الشرقية وأنها لا تسمح باختراق الارهابيين من غزة الي فلسطين.. وبين ما تنطق به الاوضاع علي أرض الواقع من تآمر علي مصر وتسهيل انتقال الارهابيين الي أرض سيناء؟! أود أن أذكر قادة حماس ومعظمهم إن لم يكن كلهم يقف موقفا عدائيا من مصر.. وهناك شبه قطيعة في الاتصال بيننا وبينهم.. أقول أود أن اذكركم بأنه منذ ثورة 30 يونيو حتي الآن دمرت مصر عشرات الآلاف من الانفاق التي حفرها الإرهابيون من غزة إلي سيناء في محاولة منهم للاستيلاء علي هذه المنطقة الحيوية وإقامة دولة أخري تخضع للفكر الارهابي المتطرف بحيث تخرج عن السيطرة المصرية.. وتكون شوكة في الجسد المصري إلي جانب الشوكة الاسرائيلية ودولتها التي اعترف بها العالم عام 1948!! هذه الأنفاق يا منظمة حماس أقيمت وبنيت تحت سمعكم وبصركم وبوازع شخصي لإرادتكم. وهي في الأصل مخصصة لدفع الارهابيين والاسلحة بكل أنواعها الي أرض مصر.. وتحولت بعد ذلك لتهريب الاموال للتكفيريين وكل انواع التهريب .. سيارات.. مخدرات.. إلخ!! عشرات الآلاف من هذه الانفاق كانت مجهزة لمسافات بعيدة قد تصل الي أكثر من 1000 أو 1500 متر للعيش فيها تحت الارض حتي تحين الفرصة للتوجه منها الي سيناء.. بل انها كانت ممرا لتهريب البضائع المصرية وأهمها البترول إلي غزة. هذا الوضع الذي لا يشرف أبدا منظمة حماس ولا يمكن ان يذكر في تاريخها النضالي جعلت قواتنا المسلحة تخلي منطقة الحدود لمسافة اكثر من كيلو متر وتهجير سكانها حتي تقضي علي هذه الظاهرة النفقية ثم اتخذت قواتنا المسلحة خطوة أخري بامتداد هجرة السكان لمسافة كيلو مترين عندما تم اكتشاف أنفاق تزيد علي المسافة الأولي!! والآن وبالأمس فقط أعلن المتحدث العسكري العميد محمد سمير ان قوات حرس الحدود تمكنت مع عناصر المهندسين العسكريين من اكتشاف في فتحة أحد الانفاق داخل فناء ثلاثة منازل تحت أحد خزانات المياه بالمنطقة شمال العلامة الدولية بمسافة 100 متر وغرب خط الحدود الدولية بمسافة 2800 متر طولا وبأبعاد من 1 متر الي 1.5 متر وعمق 3 أمتار تحت سطح الارض ويستخدم بواسطة العناصر الارهابية والاجرامية في تهريب الافراد والبضائع!! ماذا نقول لمنظمة حماس بعد هذا الاكتشاف؟! هل يمكن ان نكتشف أنفاقا اخري تصل الي قناة السويس بأبعاد مئات أو الآف الكيلو مترات؟! الكلام المعسول شيء.. والفعل علي أرض الواقع شئ آخر.. وأرجو ألا يأتي اليوم الذي يفرح فيه الشعب المصري لمصائب ألمت بكم!! ومبروك عليكم التنازل عن القضية ومبروك عليكم عظمة مصر وصدق توجهها لدعم قضية فلسطين مهما فعلتم!!