هناك عرف سائد بين البشر علي وجه الكرة الأرضية كل يفسره بلغته ويطبقه بطبيعة وطنه وهو أن الفرصة تأتي للإنسان مرة واحدة إذا تمسك بها كان الخير والصلاح والأمل الذي ينشده عكس التقاعس والتجاهل والإهمال فإنه يظل يندم علي ضياع تلك الفرصة طوال عمره ويحكي عنها بندم. والفرصة المتاحة أمام شباب مصر من نجوم كرة القدم الحاليين واستطيع ان أقول عنها فرصة العمر فتح أبوابها أفكار مدرب قادم من بعيد في أمريكا الجنوبية من الأرجنتين ليتولي تدريب المنتخب المصري ويعتنق فكرا جديدا بعيدا عن أغلب المدربين المصريين حيث ان يكون الأول والاساسي ضم اللاعبين للمنتخب من الجاهزين النجوم أصحاب الشهرة والصيت حتي لا يكلفوا انفسهم أولا بالسعي لاكتشاف نجوم جدد وكذلك التعب والشقاء من أجل اعداد هؤلاء النجوم. إلي ان جاء الخواجة هكتور كوبر والذي يعمل في تحد مع النفس لتغيير الفكر الذي وصل لاغلب المصريين انه لم يسبق له العمل كثيرا مع المنتخبات وان كل تاريخه التدريبي مع الاندية تصحبه نتائج غير مطمئنة أو مرضية ليخرج علينا الرجل بتشكيل وخطة مختلفة تماما عما شاهدناه من قبل حيث ابتعد الرجل عن حكاية الاداء الدفاعي أو الاعتماد علي الهجمة المرتدة لتتحول الي لعب متوازن يغلب عليه طابع الهجوم ومن الاجناب وهو ما بحت أصوات الخبراء في الاعتماد عليه. ثم كانت المفاجأة الاكبر اختياره الفريق من بين مجموعة من اللاعبين الشباب الذين اكتسبوا بعض الخبرات من مشاركاتهم مع المنتخبات الاقل من الفريق الاول مثل الأولمبي والشباب والناشئين والذين لم يأخذوا فرصتهم كاملة في الفريق الاول كمنهاج للمدربين السابقين. ونجح فكر الرجل وخرجت المباراة مفاجأة عندما قدموا تابلوها متكاملا ومتوافقا انتهي بالفوز علي غينيا الاستوائية بهدفين نظيفين. تفكير الرجل الارجنتيني واختياره الجديد فتح الباب علي مصراعيه أمام كل النجوم الشباب في مصر ان ينضموا أساسيين في المنتخب وبات عليهم اغتنام تلك الفرصة الفريدة في التمسك بهذا الرجل والتشبث بانضمامهم للفريق ويكونوا اساسيين في جميع اللقاءات التي يلعبها المنتخب ودية أو رسمية لتراهم قريبا وقريبا جدا نجوما تستطع علي المستطيل الاخضر في مصر وخارجها كأمثالهم من النجوم السابقين. ولا أسمع عن اعتذار أي لاعب نجم من الشباب اذا نادي المنادي لانضمامهم للفريق فلا اعتذار أو انسحاب او تلكيك بأي سبب وتفضيل النادي عن نداء المنتخب كما كان يحدث من قبل حيث من تفوته الفرصة الحالية سوف يصاب بالندم الذي سوف يلازمه تاريخه الكروي الي يوم يعتزل. أقول ذلك بكل إخلاص وبروح الاب لأن تاريخ أي لاعب يقاس بعدد مشاركته ووجوده في منتخب بلده هو الذي يشكل عمره الكروي والذي يظل معه مشرفا طوال حياته حتي بعد اعتزاله اغتنموا فرصة العمر واجتهدوا كي تكونوا ضمن صفوف المنتخب الوطني من أجل سمعتكم ومستقبلكم الذي تشيدونه من الان وبأنفسكم.