الفوز الذي حققه المنتخب القومي لكرة القدم علي غينيا الاستوائية في أول مباراة بعد الفشل في تصفيات أفريقيا السابقة وفي أول تجربة للمدرب الأرجنتيني هكتور كوبر الذي شكل الفريق من مجموعة شباب لا يتعدي عمر أكبرهم 25 سنة وهي سابقة لم تحدث من قبل مع منتخب مصر عندما كان كل مدرب يتمسك بالبحث عن النجوم الأكثر شهرة وسمعة وصيت مهما كانت أعمارهم وقدراتهم علي التحمل والعطاء في لقاءات الداخل والخارج دون أن يملك أي نوع من الشجاعة بالدفع بأي وجوه شابة ويشركهم في المباريات اللهم ضمهم للمعسكرات ليكون كل دورهم هو المساهمة فقط في إعداد الأساسيين ككمبارس أو سنيدة.. وكانت النتيجة أن هذا الاتجاه جر الوابل علي منتخب في مناسبات عديدة أفقدته بطولات أفريقية كثيرة وحرمته من الوصول إلي كأس العالم منذ آخر مرة عام .1990 ليأتي اتجاه الأرجنتيني معاكساً علي طول الخط عندما اعتمد في اختياراته وبصورة شبه كاملة علي الشباب لتكون النتيجة انتصاراً أثلج القلوب وبشر بعودة الكرة المصرية لسابق عهدها في احتكار القمة بعد فوزهم في المباراة الودية بهدفين نظيفين. ذكرني موقف الخواجة كوبر بصورة صحيحة تماماً فعلها المدرب المصري المرحوم محمود الجوهري عندما كان مدرباً للنادي الأهلي عام 1985 وحدث خلاف مع إدارة النادي بسبب التدخل في عمله وأحدث أزمة شهيرة في تاريخ الأهلي تحدث عنها الوسط الرياضي في ذلك الوقت. وأمام ذلك وبعد انقسام مجموعة من اللاعبين بين مؤيد للمدرب ومعارض للنادي اضطر الجوهري لخوض مباراة دور الثمانية لكأس مصر أمام الزمالك يوم 4 أغسطس 85 بمجموعة من الشباب تحت 19. 21 سنة تكونت وقتها من أحمد شوبير وعلاء عبدالصادق وحمادة مرزوق وشمس حامد وأحمد جمال وضياء عبدالصمد ومحمد سعد ومحمد السيد وبدر رجب ومحمد عبدالعزيز وحسام حسن وعاطف القباني وطارق هيكل اللذين لعبا في الشوط الثاني من المباراة. استطاع هذا الفريق أن ينهي المباراة لصالح الأهلي 3/2 في الوقت الإضافي بعد أن انتهي الوقت الأصلي بالتعادل 2/2 أحرز الأهداف حمادة مرزوق ومحمد السيد ثم طارق خليل في الوقت الإضافي ويصعد الأهلي للدور قبل النهائي ثم النهائي أمام كل من الترسانة والإسماعيلي ويفوز عليهما ويحصد كأس مصر بعد أن كان قد فاز بالدوري. بالطبع كان الجوهري بعيد النظر في الاعتماد علي هذه المجموعة التي برزت وباتت من نجوم الكرة المصرية حتي اعتزلت.. وبالطبع وبعد نجاح التجربة الأولي لهيكتور كوبر الأرجنتيني فإنه يتخلي عن هذا المنهج والمتوقع أن يكون هو الآخر بعيد النظر ويظفر المنتخب ببطولة أفريقيا ويتخطي تصفيات كأس العالم وتراه أحد فرق مونديال 2018 ليتأكد كل من كوبر والجوهري وجهان لعملة واحدة.. أنا شخصياً متفائل. * تويته: أستاذنا الجليل.. الكاتب الكبير محمد فوده رئيس تحرير المساء الأسبق.. ألف سلامة.. شفاك الله وعفاك وتعود لجريدتك.. وقرائك بقلمك الرشيق ونقدك الثاقب ودعاء كل الناس خاصة أصحاب المعاشات الغلابة الذين يعتبرونك نصيرهم الدائم في الوسط الإعلامي علي مختلف فروعه.