يجتمع مجلس جامعة الدول العربية هذه المرة وهي تحتفل بعيد ميلادها السبعين سبعون عاماً مضت عقدت فيها الجامعة العربية العديد من مؤتمرات القمة واصدرت العديد من القرارات وان كانت اغلب القرارات والتوصيات تصب في خدمة اهداف انشاء جامعة الدول العربية وأهمها دعم اشكال التعاون العربي وتصفية الخلافات العربية وتطورات القضية الفلسطينية. فان هذه القرارات ظلت تراوح مكانها. تعلو حينا وتهبط احيانا في الوقت الذي حققت فيه المنظمات الاقليمية والدولية شوطاً طويلاً في تحقيق الوحدة الاقتصادية والوحدة النقدية وازالة مشاكل الحدود والجمارك وخير مثال علي ذلك الوحدة الاوروبية التي تحولت إلي الاتحاد الاوروبي الذي جعل من أوروبا بمثابة دولة واحدة قارية تجمع مختلف اللغات الا انها اصبحت في النهاية تكتلاً واحد يتعامل علي الأقل بعملة واحدة وهي اليورو. سبعون عاماً مضت ومررت تحت الجسور الكثير من المياه. بل تحطمت بعض هذه الجسور واذا بالوضع العربي الحالي تختلف عما عداه مما يفرض علي القادة العرب رؤي جديدة للتعامل مع الوضع العربي الذي أقل ما يصف به انه مرزي طوال السبعين عاماً الماضية لم يختلف جدول اعمال القمة العربية كثيراً. بل بنود جدول الأعمال كانت تتبادل مواقعها وان كانت القضية الفلسطينية وتطوراتها والعدوان الاسرائيلي بأشكاله كان له موضع الصدارة علي جداول الأعمال تلك. جدول الأعمال هذه المرة طبقاً للوضع لما صرح به السفير بدر عبدالعاطي المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية قد ركز علي ثلاثة بنود أهمها الامن القومي العربي ومكافحة الارهاب وقضية فلسطين والاوضاع الحالية في سوريا وليبيا واليمن قضية مكافة الارهاب والبحث في سبل تشكيل قوة عربية موحدة واعداد هياكلها ونوعية تسليحها ومقرات افرادها وتعيين قياداتها قد يكون له الاولوية القصوي في هذا المؤتمر الذي ستضنه مدينة شرم السبت المقبل الا أن نظرة سريعة علي الاوضاع العربية والعلاقات الثنائية بين الدول وبعضها ضرورية لاكتشاف مدي نجاح هذا المؤتمر. خاصة ان لهيب الارهاب ونيرانه قد أصاب العديد من الدول حتي التي ظن منهم انهم بعيدون عن الارهاب بسبب السياسات اللينة مع ما يسمي بالاسلام السياسي الذي مد كافة الارهابيين في كل البقاع العربية بغطاء آن الاوان لسحبه وكشفهم ومحاربتهم بكافة السبل العسكرية والفكرية. قد يكون الوضع العربي الحالي خاصة فيما يتعلق بالعلاقات العربية الثنائية فيه ما يبشر بالخير الا أن هناك بعض البثور التي يجب علاجها وازالتها حتي يكون التعاون العربي حقيقة تتجاوز الاوراق وجداول الأعمال والتوصيات والقرارات ونظرة سريعة علي القمة ووفودها المرتقبة والزعماء الذين سيحضرون والذين سيتغيبون سيكشف لنا الخريطة الجديدة التي سيقوم عليها التعاون العربي المخلص في ظل ظروف غاية في الصعوبة والقسوة حيث تسيل الدماء في كافة الارجاء العربية وبسلاح عربي وايد عربية وان كان هناك بعض القوي الاقليمية والدولية التي تعمل علي تأجيج الصراع حتي لا تنعم الاقطار العربية بالهدوء أو الاستقرار. المقعد الشاغر القاعة التي ستضم القارة العربية سيكون فيها مقعد شاغر وهو مقعد الجمهورية السورية هذا المقعد الذي لم يشغله أحد طوال السنوات الاربع الماضية ومنذ الربيع العربي الذي حول سوريا إلي بؤرة من أهم بؤر الارهاب في العالم العربي وجعل من اقليم الرقة فيها عاصمة لتنظيم داعش الارهاب. لن يحضر احد من سوريا هذه القمة رغم ان بندا من اهم بنود جدول الأعمال هو مناقشة الوضع في سوريا وكيفية التعامل علي الاحداث هناك اما عن لبنان فقد يمثلها رئيس الوزراء أو وزير خارجيتها خاصة بعدما فشل مجلس النواب للمرة العشرين في انتخاب رئيس جمهورية جديد بعد الذي انتهت ولايته وكما يجمع المراقبون لن يكون هناك مفاجآت في هذه القمة رغم توقعات بعض المصادر الاعلامية الغربية بحضور امير قطر تميم بن حمد والذي وجهت إليه الدعوة رسمياً لحضور القمة. واذا كانت بعض المصادر الاعلامية والصحف الغربية تشير إلي ان حضور قطر قد يتسبب في إحداث جدل ومناقشات عقيمة حول تشكيل القوة العربية الموحدة لمكافحة الارهاب. خاصة ان قطر تختلف حول مفهوم تعريف الارهاب عن بقية الدول العربية. الا ان حضور الشيخ تميم أو غيابه لن يؤثر كثيراً في هذا البند بالذات والذي اتفقت عليه الدول العربية جميعاً خلال محادثات ثنائية وثلاثية حول أهمية إصدار قرار وبشكل سريع وجيد لمكافحة الارهاب الذي بات يهدد العديد من الدول العربية وحتي البعض منها الذي كان يظن انه بمنأي عن العمليات الارهابية. وتأتي قضية فلسطين الحاضرة دائماً علي جدول اعمال اجتماعات القمة العربية منذ عام .1948 أما بخصوص الوضع في ليبيا واليمن فقد يطول الحديث فيهما. الخريطة واضحة للغاية بالنسبة للقادة العرب عن أي وقت مضي وأوضح بالنسبة للشعوب العربية المتابعة للأحداث بصفة يومية وعلي مدار الساعة القادة العرب والذي كان يراهن منهم علي الولاياتالمتحدة. أصبحوا علي يقين بأن أمريكا تريد تمزيق بلادهم وان امريكا هي السبب الرئيسي في ظهور ودعم واستمرار المنظمات الارهابية بمختلف اسمائها وعناوينها.