تعكس الزيارة التي يقوم بها الرئيس عبدالفتاح السيسي إلي كل من السودان وإثيوبيا الرغبة في الاهتمام المصري بالبعد الافريقي ووضع القاهرة خبراتها وإمكانياتها لدعم عمليات التنمية في إفريقيا وتقوية العلاقات مع بلدان القارة السوداء. وتأتي هذه الزيارة التي تستمر ثلاثة أيام قبيل انعقاد القمة العربية في مدينة شرم الشيخ وكذلك وسط ظروف اقليمية ودولية بالغة التعقيد. ومن ثم فإن تطوير العلاقات بين الجانبين والتوصل إلي حلول وتفاهمات إزاء بعض القضايا الخلافية بين القاهرة وكل من الخرطوم وأديس ابابا سيكون علي قمة محادثات الرئيس السيسي مع نظيره السوداني عمر حسن البشير ورئيس الوزراء الإثيوبي هيلي ماريام ديسالين. الزيارة بلا شك ستفتح صفحة جديدة في العلاقات المصرية السودانية والمصرية الإثيوبية وتترجم عودة دور مصر الرائد والاقليمي مرة اخري بعد غيابها عن افريقيا الفترة الماضية. مما تسبب في حدوث قطيعة مع بعض البلدان الأفريقية. بالتأكيد سيكون ملف سد النهضة الإثيوبي علي قائمة القمة المصرية الاثيوبية اذ سيتم التطرق إلي آخر مستجدات جهود التوصل لاتفاق ونتائج اجتماعات اللجان الفنية والوزارية حول هذا السد مع بحث عدد من القضايا الافريقية والاقليمية ذات الاهتمام المشترك. الأمر الذي من شأنه تحسين وتقوية ودعم العلاقة بين دول حوض النيل من أجل تحقيق المصالح المشتركة لهذه الدول. إن التوجه المصري الافريقي أمر يلقي ترحيب واستحسان الدول الافريقية التي تنظر إلي القاهرة نظرة تقدير واحترام وترغب في الاستفادة من مصر في اقامة مشاريع تنموية وفي تدريب كوادر هذه البلاد وفتح الباب أمامهم لتلقي التعليم في الجامعات المصرية إلي جانب مشاركة مصر في مكافحة الأمراض والأوبئة التي تضرب الانسان والحيوان في بلدان افريقية عديدة. ولهذا فإن نتائج ايجابية ستتبلور سريعاً عن هذه الزيارة وما سيتبعها من زيارات افريقية.