لكل أغنية قصة.. ولكل قصة أبطال.. والبطل الحقيقي لحكاية أشهر أغنيات عيد الأم في مصر والوطن العربي ليس امرأة.. بل هو رجل حساس أثر فيه بشدة نسيانه شراء هدية عيد الأم ليقدمها لوالدته في هذه المناسبة حيث أعتاد الشاعر الغنائي الكبير "حسين السيد" زيارة والدته في هذا اليوم من كل عام مصطحباً معه هدية تليق بها.. ولكن في العام الذي كتب فيه كلمات أغنية "ست الحبايب" في أوائل الستينيات من القرن الماضي.. وبعد أن صعد إلي الدور السادس في إحدي عمارات القاهرة حيث تقطن والدته اكشتف أنه نسي شراء الهدية المناسبة.. لذلك تردد كثيراً قبل أن يطرق الباب ثم قرر علي الفور مغادرة المكان والعودة لشراء هدية.. لكنه فوجئ بأن المصعد معطل فتكاسل عن النزول علي السلم وأخرج من جيبه ورقة صغيرة وقلم.. ووقف يكتب مشاعره تجاه أمه.. ثم طرق الباب وفتحت له والدته وحياها معتذراً عن تقديم هدية عيدها.. ثم قرأ لها ما كتب من كلمات وهو واقف حزيناً علي الباب لنسيانه هديتها. وكانت الكلمات هي: ست الحبايب يا حبيبة.. يا حبيبة يا أغلي من روحي ودمي يا حنينة وكلك طيبة يا رب يخليكي يا أمي وبمجرد الانتهاء من قراءة كلمات الأغنية احتضنته أمه وهي تبكي بينما هو أكد لها أن هذه الكلمات ستكون أحسن من كل الهدايا التي سبق وأن قدمها لها ثم وقف بجانبها وأجري مكالمة تليفونية بالموسيقار الكبير محمد عبدالوهاب واسمعه كلمات الأغنية فأعجب بها كثيراً ووعده بتلحينها علي الفور واتصل بالمطربة فايزة أحمد التي أبدت أعجابها واستعدادها وتقديمها علي شبكات الإذاعات المختلفة في نفس يوم عيد الأم 31 مارس.. وأصبحت هذه الأغنية هي بديلة كل الهدايا المنسية للأنباء والأمهات.. وهكذا.. كانت كلمات شاعرنا الكبير حسين السيد لوالدته مصدر سعادة لكل أمهات مصر والأمة العربية اللاتي رحلنا والباقيات منهن ومن سيأتين في المستقبل. فهي أغنية متجددة المشاعر نظراً لصدق الظرف الذي كتبت من أجله هذه الكلمات.. انها حقاً من الأغاني التي لا تموت مثلها مثل "الليلة عيد" لكوكب الشرق أم كلثوم وأغنية "رمضان جانا" لمحمد عبدالمطلب.