تحتفل أسرة الفنون التشكيلية مع أسرة الزميل.. الناقد.. الفنان.. الدكتور "صبحي الشاروني" مؤرخ الحركة الفنية المصرية بالذكري الأولي لرحيله غداً - 21 مارس - فقد انتقل إلي العالم الآخر في مثل هذا اليوم من العام الماضي بعد رحلة طويلة تخصص خلالها في نقد الفنون الجميلة بعد أن بدأ العمل بجريدتنا الغراء "المساء" منذ تأسيسها عام .1956 وتولي الاشراف علي صفحة الفنون التشكيلية الأسبوعية التي كانت تنشر كل ثلاثاء في الفترة ما بين عامي 1974 و1979 وتولي رئاسة القسم الفني بالجريدة في هذه الفترة ثم حرر باباً فنياً تحت اسم ألوان وتماثيل ظل يقدمه أسبوعيا حتي رحيله. ناقدنا الراحل تخرج في كلية الفنون الجميلة بالقاهرة وحصل علي دبلوم فن النحت عام 1958 ودرجة الماجستير من جامعة حلوان عام 1979 ثم درجة دكتوراه الفلسفة في الفنون الجميلة من نفس الجامعة عام .1994 كان د. الشاروني أكبر مرجع متكامل للحركة الفنية في مصر منذ نشأتها وحتي وفاته.. ويمتلك أرشيفاً منظماً بالكلمة والصورة للفنانين المصريين ومعظم الفنانين العرب والعالميين وساهم في تزويد "بنك المعلومات الفنية - التابع لكلية الفنون الجميلة جامعة المنيا بالبيانات الخاصة بسيرة حياة 400 فنان مصري بالاضافة إلي أكثر من 3 آلاف شريحة ملونة تصور نماذج من إنتاجهم.. وقام بتوثيق متحف كلية الفنون الجميلة بجامعة المنيا وتسجيل محتوياته بالصورة والكلمة عام 1987 واستكمل توثيق الاضافات الجديدة إلي المتحف عام 1994 وساهم في توثيق وتوصيف مقتنيات "متحف الجزيرة" ومتحف "محمد محمود خليل وحرمه" من اللوحات والتماثيل الأوروبية بالاشتراك مع الخبير الفني "مينا صاروفيم" علي مدي عامين ونصف العام من منتصف 1988 حتي نهاية .1990 تولي رئاسة تحرير مسلسله "دراسات في نقد الفنون الجميلة" ممثلا للجمعية المصرية للنقاد وأشرف علي إصدار الكتب العشرة الأولي الصادرة عن هيئة الكتاب وعمل أستاذاً منتدبا لتاريخ الحضارة وتاريخ الفن والتذوق بكليات الفنون الجميلة والتربية في عدة جامعات.. وأشرف علي إعداد الكتب الخمسة الأولي سلسلة "وصف مصر المعاصرة" من خلال الفنون التشكيلية التي أصدرتها هيئة الاستعلامات فيما بين عامي 1983 و..1987 وقام بتصوير الأعمال الفنية المنشورة بمعظم كتب هذه السلسلة. أقام عدة معارض أولها في فن التصوير الفوتوغرافي الذي كان أحد أساتذته ثم معرض متجول في مدن ألمانياالغربية ومعرض "وجوه التشكيليين المصريين" ومعارض أخري كثيرة في القاهرة والإسكندرية ومرسي مطروح والمنيا وأسيوط. أما مؤلفاته والتي صدرت في كتب فاخرة يصعب حصرها.. معظمها عن نجوم الفن التشكيلي أمثال: عبدالهادي الجزار وصلاح عبدالكريم وتحية حليم وصلاح طاهر وحسين بيكار ومصطفي أحمد والأخوين سيف وأدهم وانلي. ولريادته في الفن والنقد حصل علي جائزة الدولة التشجيعية لعام 1986 عن تسجيل ودراسة الفنون التشيكلية والشعبية وجائزة اخناتون من كلية الفنون الجميلة بجامعة المنيا عام 1988 ونوط الامتياز من الطبقة الأولي عام 1991 ونشرت الجريدة الرسمية قرار رئيس الجمهورية استحقاقه وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولي وقامت محافظة المنيا وقصر الثقافة بها بتكريمه مع اسم الفنان عبدالسلام الشريف والمثال عبدالبديع عبدالحي والرسام محمد نادي في مناسبة افتتاح المبني الجديد للقصر عام 1977 وكرمته جمعية فناني الغوري في الاحتفال بالعيد الوطني لإنشائها عام .1999