أقامت وزارة التضامن الاجتماعي احتفالا كبيرا بقاعة الاحتفالات بديوان عام الوزارة لتكريم الفائزات في مسابقة الأم المثالية لهذا العام. قدمت غادة والي وزيرة التضامن الاجتماعي التهنئة لكل أمهات مصر بمناسبة الاحتفال بعيد الأم. مشيرة إلي أن الأم المصرية تتميز بالحنان واحتضان الأبناء. كما أنها تزرع في أولادها الانتماء والوطنية لمصر وتتحمل الكثير من أجلهم وإطلاق هذا اليوم علي اسمها أقل ما يمكن أن يقدم لها. وعلي هامش حفل التكريم رصدت "المساء" بعض قصص كفاح الفائزين في المسابقة. اشتهرت "صيصة أبو دوح النمر حسانين" الفائزة بلقب الأم المثالية عن محافظة الأقصر بارتدائها ملابس الرجال لمدة 4 عقود دون أن يعرف أحد أن والديها توفيا وهي في سن صغيرة كما توفي زوجها وهي حامل قي الشهر السادس. قالت "صيصة" انها عملت في العديد من المهن الشاقة. كأعمال البناء حتي تعلمت مهنة تلميع الأحذية ورفضت الزواج مرة أخري من أجل تربية أبناء شقيقتها بعد موت ابنها لأنها العائل الوحيد للأسرة. بدأت قصة كفاح الأم منذ أن توفي زوجها وتركها وهي حامل في ستة أشهر. دفعتها ظروف الحياة الصعبة وقسوتها إلي التخلي عن أبسط حقوقها كامرأة مما اضطرها لحلق شعرها لمدة 43 سنة وتتنكر في زي الرجال بسبب العادات والتقاليد التي تمنع عمل السيدات بمهن الرجال. عملت في ظروف لا تليق بالسيدات في أعمال البناء وصناعة الطوب اللبن وحصاد القمح والمدافن. بعد سنوات من التعب قررت العمل كماسحة للأحذية بجانب الكشك لتوفير الاحتياجات ثم تزوجت الأبنة ورزقت بخمسة أبناء والأم هي التي تقوم بالانفاق عليها هي وزوجها المريض الذي لا يقوي علي العمل ويساعدها أحفادها في البيع بالكشك. لم ترتد زي النساء إلا عند أدائها لعمرتين بتبرع من أهل الخير. ومازالت تكافح من أجل ابنتها وأحفادها. أكدت سمية محمد زكي الزيني الفائزة بجائزة الأم المثالية عن محافظة دمياط أنها ليست متعلمة وجاهدت في تربية أبنائها الثلاثة حتي تخرجوا في كلية الطب. اضافت ان الفضل في تكريمها يرجع لزوجها لما قدمه من توفير كل السبل لأبنائه للتفرغ لدراستهم. بدأت تضحيات الأم منذ صغرها عندما مرضت أمها وهي في الصف الرابع الابتدائي وتركت المدرسة حتي تقوم برعاية 6 أخوة وأبيها والقيام بشئون المنزل. تزوجت الأم في سن صغيرة عام 1975 وفي نفس التوقيت تزوجت أختها الصغري وضحت أيضا وتم اختيار الجهاز الأفضل لأختها. كانت سمية تساعد زوجها في مصروفات المنزل بعمل المشغولات اليدوية وبيعها.. وكانت ترعي أبناءها وتحثهم علي التعليم وتساعدهم قدر استطاعتها في المرحلة الابتدائية وتوفر لهم البيئة المناسبة للاستذكار حتي أتموا دراستهم بتفوق. وحصلت الابنة الكبري علي بكالوريوس الصيدلة والابن الأوسط علي بكالوريوس الطب البشري والابن الأصغر علي بكالوريوس الصيدلة وتزوجوا جميعا. نشأت فوزية أحمد محمد عمارة والحاصلة علي لقب الأم المثالية علي مستوي محافظة القاهرة في أسرة ميسورة باحدي القري والتحقت بمدرسة القرية الابتدائية ثم حصلت علي الشهادة الإعدادية بتفوق.. لكن والدها قرر عدم استكمالها لتعليمها وتزويجها وهي في سن 16 سنة وانتقلت إلي القاهرة مع زوجها الموظف الحكومي البسيط وأصبحت مسئولة عن أسرة وأنجبت ابنها الوحيد وعملت علي تربيته تربية صالحة. راودت الأم فكرة استكمال تعليمها وطرحت الفكرة علي الزوج الذي شجعها علي ذلك والتحقت بمدرسة ليلية "ثانوية عامة" وحصلت علي الثانوية والتحقت بكلية الآداب قسم تاريخ ولم تقصر الأم في واجباتها الأسرية نحو زوجها وابنها وتساعد ابنها علي الاستذكار وحصلت الأم علي الشهادة الجامعية وكان ابنها بالشهادة الثانوية وحصل عليها بتفوق. التحق الابن بكلية الطب البشري والتحقت الأم بالعمل بوزارة التربية والتعليم لكي تساعد زوجها في المعيشة. لم تسعفها الأيام حتي ذاق الزوج من مرارة المرض. فأصيب بمرض مزمن "شلل نصفي" نتيجة إصابته بجلطة في المخ وهو في سن 42 سنة وتوفي بعد معاناة مع المرض لمدة 21 سنة. كانت الأم ترعي زوجها ولا تكل وكانت تدبر أمور بيتها كافة الطلبات حيث أصبحت مسئولة عن الأسرة مسئولية كاملة حتي حصل الابن علي بكالوريوس طب وجراحة واستكمل دراسته العليا وحصل علي ماجستير الجراحة العامة. استطاعت الأم المثالية الأولي علي مستوي الجمهورية والأولي علي محافظة الفيوم سميرة فرحات أحمد محمد أن تحصل علي هذا اللقب بجدارة بعد ان سطرت في حياتها أنبل قصص النجاح والكفاح. تزوجت الأم الأولي "سميرة" من رجل يكبرها ب40 عاما ولديه خمسة أبناء وكانت تبلغ من العمر 16 عاما وأنجبت ابنتها الأولي ثم رزقت بالابن الثاني ورحل زوجها بعد انجاب الابن الأصغر ب6 أشهر حيث بدأت الأم رحلتها في الكفاح وعمرها لم يتجاوز 20 عاما. باع أبناء الزوج نصيبهم من الميراث فانفصلت عنهم وكان دخل الأم 61 جنيها من "معاش السادات" وقطعة الأرض وبيت متهالك مغطي بالجريد والبوص. أرسلت أبناءها إلي "الكتاب" وقد حفظت الابنة القرآن الكريم وهي بالصف الأول الإعدادي والابن في الصف الثالث الإعدادي وفكرت الأم في دخل اضافي يساعدها علي متطلبات الحياة فعملت بمهنة الخياطة وكانت تتقاضي جنيه ونصف الجنيه عن كل جلباب تنتهي من عمله وكانت تمارس عملها علي لمبة جاز. بعد 13 عاماً أعادت بناء البيت ووصلت الكهرباء والمياه وتفوق الأبناء في الدراسة وأظهروا نبوغا وزادت عليها المصروفات واضطرت لترك عملها بسبب ضعف بصرها تدريجيا ثم رزقها الله باحدي المواشي من جمعية خيرية وقامت بتربيتها إلي جانب زراعة قطعة الأرض بدلا من تأجيرها وتحسن دخلها كثيرا. اتجه الابن للعمل الطلابي وكان طالبا مثاليا علي مستوي المحافظة وأمين اتحاد طلاب المدارس والتحق بكلية الطب البشري والابنة بالسنة النهائية بكلية طب الأسنان. بدأت قصة كفاح الأم المثالية عن محافظة الجيزة آمال حسن جابر أبو الدهب مع أبنائها منذ فترة طويلة وبطلاقها أصبحت أما وأبا في وقت واحد.