عندما يتولي أي مسئول رئاسة أي موقع أو مؤسسة أيا كان مستواها أو نوعها ويكلف بعمل ما قد يكون بعيدا عن خبرته أو إمكانياته أو حتي تخصصه فمعايير أي اختيار قيادي أصبحت من الأسرار ولا يعلن عنها ولا نعرف المعايير والمقاييس. المواطن العادي أو الرأي العام رغم ما يتشدق به الجميع إعلاما ومسئولين عن أهمية الرأي العام لكن يبدو أنها كلمة تستخدم عند اللزوم فقط وليس لها معني أو تقدير في الاختيارات التي تتم علي أسس لا نعرفها. ومن هنا تأتي الشائعات والتكهنات والاجتهادات حول معايير وأسباب الاختيار ما دامت الرؤية غير واضحة والشفافية غير موجودة إذاً كل شيء مباح ونسأل هل مركز المعلومات وجمع القرار لمجلس الوزراء له دور أم أنه آخر من يعلم هل للجهات الرقابية العشر التي تراقب أداء الدولة لها رأي أم لا. هل هذه التساؤلات لا مجيب لها إلا استفتاء القلب؟ المهم يتولي المسئول موقعه ويبدأ بالمناقشات هل سينجح وما هي معايير ومقياس النجاح الفعلي وأنا في رأيي أن النجاح له وجهان نجاح صوري مؤقت لسنوات وهي عادة عمر أي مسئول في موقعه ولم أحدد عدد السنوات. أم نجاح فعلي غير مرئي إنما نجاح بمقاييس النجاح والأداء والبصمة والتطوير. إذا كنا نتكلم عن النجاح من النوع الأول فأي مسئول تم اختياره لابد أن ينجح لأن هناك من يسانده حتي لا يتهموه بالفشل في الاختيار. الإنسان بطبعه لا يعترف بخطئه. ويكابر فيما بالك بمسئول اختار مسئولا آخر يساعده ومن هنا يأتي دعم القيادة لهذا المسئول حتي لو أخطأ وهدم المكان لن تغيره فترة لا نعرفها أيضا بل يتم الاشادة به رغم الفشل ويظل الجميع يمدح فيه والكل يتمني التقرب منه حتي يحظي برضا هذا المسئول وفجاه يترك هذا المسئول موقعه يا إلهي مما يحدث من خناجر وأسهام مسمومة توجه ويتحول هذا العملاق الناجح الأوحد إلي فاشل في عمله ووصل بنا للصفر وهو من أيام كان أعظم من أنجز عمله!!!! ونبدأ في الشماتة والهجوم والضرب بكل السبل وتعليق فشل المؤسسة علي المسئول وتتوالي الأيام ويتوالي المسلسل فاحذر أيها المسئول فأنك تري مستقبلك في الماضي من سيقوده خذ حذرك ولا تسمع للنفاق والأبواق واعمل في صمت لانجاز بهذا البلد مدركا أن المنصب زائل والتعامل مع الله والضمير والقضية المؤتمن أنت عليها هي الحقيقة الباقية الوحيدة لا يستطيع بشر أو داعية تغييره.. فميزان الله هو الميزان الرباني هو الوحيد العادل وتلك الأيام نداولها بين الناس.